وزير خارجية السودان: العلاقات مع مصر مقدسة و"خط أحمر" على الإعلام
وزير خارجية السودان: قمة بين السيسى والبشير فى السودان أكتوبر المقبل
استقبل سامح شكرى، وزير الخارجية، اليوم الثلاثاء، الدكتور الدرديرى محمد أحمد وزير خارجية السودان فى أول زيارة خارجية له، وفى إطار اجتماعات آلية التشاور السياسى الشهرية على مستوى وزيرى الخارجية بالتناوب بين العاصمتين، حيث عقد الوزيران جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين تناولت كافة مسار العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية استهل اللقاء بتقديم التهنئة لوزير الخارجية السودانى على توليه مهام منصبه، معربا عن ثقته فى استمرار التعاون بين الجانبين من أجل الحفاظ على الزخم الذى شهدته العلاقات الثنائية فى كافة المجالات خاصة منذ اجتماع رئيسى البلدين فى أديس أبابا فى 28 يناير 2018، ثم خلال زيارة الرئيس عمر البشير إلى القاهرة فى 19 مارس الماضى.
وأشار أبو زيد، إلى أن الوزير شكرى استعرض أيضا عددا من التطورات الإيجابية فى العلاقات الثنائية خلال الفترة الاخيرة، أهمها بدء التعاون فى مشروع الربط الكهربائى بين الجانبين، والتعاون فى مجال إدارة وتأمين المطارات، وإيجاد حلول للتحديات التى تواجهها هيئة وادى النيل للملاحة النهرية، والتى تربط بين منطقتى وادى حلفا وأسوان، وعقد لجنة المنافذ البرية واللجنة القنصلية، وتبادل زيارات وفود الدبلوماسية الشعبية فى البلدين، وكان آخرها زيارة الوفد السودانى إلى القاهرة فى الفترة من 28 ابريل إلى 3 مايو 2018، فضلا عن وقف التناول الإعلامى السلبى تجاه كل طرف فى البلدين.
وكشف المتحدث باسم الخارجية، عن أن الوزير سامح شكرى تناول أيضا عددا من الموضوعات التى تقتضى المزيد من التنسيق والتعاون من اجل إيجاد حلول لها، وعلى رأسها الحظر المفروض على المنتجات الزراعية المصرية إلى السودان، وتفعيل عمل الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعى، واستكمال مشروع اللحوم الاستراتيجية، فضلا عن تسوية مديونية شركة مصر للطيران لدى الجانب السوداني.
من جانبه، أعرب وزير خارجية السودان، عن سعادته البالغة للقيام بأول زيارة خارجية ثنائية له الى مصر، وتقديره الكبير لتشرفه بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى فور وصوله الى القاهرة وما استمع إليه خلال الاجتماع من نصائح تتعلق بكيفية دعم العلاقات الثنائية وضرورة أن يشعر شعبا وادى النيل بقدسية العلاقات المصرية السودانية وضرورة الحفاظ عليها وتحصينها فى مواجهة أية تحديات قد تطرأ عليها. وقد أعرب وزير خارجية السودان عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة تكثيف مجالات وآليات التعاون الاقتصادى والتجارى والزراعى بالقدر الذى يرقى الى تطلعات الشعبين.
كما أبدى الوزير " الدرديرى" رغبة وزارة الخارجية السودانية فى ان يتلقى الدبلوماسيون السودانيون الجدد التدريب فى المعهد الدبلوماسى التابع لوزارة الخارجية المصرية، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير التعاون البرلمانى بين البلدين.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أوضح المتحدث باسم الخارجية، أن المباحثات تناولت تطورات الاوضاع فى كل من ليبيا وجنوب السودان وأمن البحر الأحمر والقرن الأفريقى، حيث تبادل الوزيران الرؤى وتنسيق المواقف بشأن هذه الموضوعات. كما اتفق الوزيران على عقد الاجتماع الرباعى القادم لوزيرى الخارجية ورئيسى المخابرات فى الخرطوم، وعقد اجتماع اللجنة القنصلية الثنائية المقبل بالقاهرة فى غضون الشهرين القادمين، بالإضافة إلى الإعداد لعقد اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسى بين البلدين.
وقال السفير سامح شكرى وزير الخارجية، إن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لوزير خارجية السودان الدرديرى محمد أحمد، فور وصوله القاهرة، يعكس مدى العلاقة القوية بين مصر والسودان، واستمراراً لما اتفق عليه الرئيسان السيسى والبشير بشأن تكثيف التواصل على كافة المستويات.
وأضاف "شكرى"، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره السودانى الدرديرى محمد أحمد، أن العلاقة بين مصر والسودان مقدسة تربط بين شعبين شقيقين يعملان من أجل ازدهار بلديهما واستمرار التواصل فيما بينهما.
ولفت وزير الخارجية، إلى أنه عقد مع وزير خارجية السودان لقاءً منفردا وموسعا مع الموفود، تم تناول العلاقة الثنائية فى كافة صورها، مشدداً على أنه تم الاتفاق على آلية دورية للاتفاق السياسى على أن تكون كل شهر فيما بيننا".
أعرب وزير الخارجية السودانى، عن سعادته لزيارة مصر فى أول مهمة له بعد تولى المهمة، مؤكدا أن مصر والسودان حريصتان على تجاوز العقبات وتعزيز الثقة بين البلدين والشعبين، مؤكدا أن لقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى تطرق لضرورة أن تكون العلاقة بين البلدين محكومة بضوابط وأسس هى فى النهاية تعود للشعبين.
وأكد الدرديرى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية سامح شكرى، أنه تطرق مع الرئيس السيسى لضرورة إطلاع الشعبين المصرى والسودانى بما يدور فى الاجتماعات واللقاءات المشتركة بين البلدين، موضحا أنه سيتم إطلاع الإعلام على تفاصيل الاجتماعات والمشاورات التى تجرى بين البلدين.
وأوضح وزير الخارجية السودانى، أنه نقل إلى الرئيس السيسى تحيات وتقدير الرئيس عمر البشير وحرصه على زيارة الرئيس المصرى إلى الخرطوم شهر أكتوبر المقبل.
وقال إنه التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى فور وصوله للقاهرة، وتابع:"كانت مقابلة من العلامات الفارقة بالنسبة لهذا المشاور.. والرئيس السيسى أعطى توجيهات واضحة أنه ينبغى أن تكون العلاقات بين البلدين محكومة بضوابط وأسس هى فى النهاية تعود إلى مرجعية الشعبين واحتكامهما وارتضائهما لما بينهمل من علاقة وصلات بما يقبله الله سبحانه وتعالى ويرتضيه الشعبين".
وأشار إلى أن العلاقات المصرية السودانية محكومة بأسس وصلات طيبة تجمع الشعبين، مشدداً على ضرورة تجنب البلدين لأية أزمات بسبب التناول الإعلامى السالب، وتابع:"لقد نقلت إلى الرئيس السيسى تحيات وتقدير أخيه الرئيس عمر البشير وحرصه على زيارة الأخ الشقيق عبد الفتاح السيسى للخرطوم فى اكتوبر المقبل الموعد المقرر لعقد القمة بين هذان الزعمين لشعبى وادى النيل".
وشدد وزير خارجية السودان، على أن بلاده لن تسمح لأى أزمات تعيق مسيرة العمل المشترك بين البلدين، وتابع:"عازمون على تجاوز كافة الخلافات حتى لا تكون هناك معوقات فى المستقبل.. ثمة اتفاقيات تحدد كيفية تعامل مصر والسودان مع مياه النيل وسد النهضة.. تم قطع شوط طويل فى تجاوز الخلافات التى كانت بين البلدان الثلاثة".
وأضاف، أن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما فى ذلك قضية جنوب السودان، مشدداً على أنه لا يوجد أى اختلاف بين مصر والسودان فى حقوق مياه نهر النيل، ومن غير الصحيح أن يقول أحد خلاف ذلك.
وأكد وزير الخارجية السودانى، أنه تم خلال مباحثاته مع الوزير سامح شكرى، التطرق للأوضاع فى جنوب السودان وليبيا وما يحدث فى المناطق ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أن مصر والسودان حريصتان على التنسيق والتشاور فى تلك المناطق للعمل على حل المشكلات.
وأشار إلى أنه تم قطع شوط كبير لتجاوز الخلافات بين البلدان الثلاثة التى يجمعها ملف سد النهضة، موضحا أن الدول الثلاث قادرة على تجاوز أى مشكلات فى المستقبل وتم الاتفاق على تجاوز أى إشكالات بينها، مشيرا إلى أهمية التنسيق والتشاور بين القاهرة والخرطوم فى ملف سد النهضة.
وقال وزير خارجية السودان، إن العلاقة بين الشعبين المصرى والسودانى يجب أن تكون خط أحمر ومنطقة مقدسة، وتابع:"ما ينبغى أن يعتبر خطا أحمر ومنطقة مقدسة لا ينبغى أبداً أن يتطرق إليها الإعلام إلا بخير هو العلاقة بين الشعبين.. نحن فى حاجة إلى تنقية الأجواء الخاصة بعلاقة الشعبين".