الطائرات الورقية تحرق قلوب المستوطنين على حقولهم..الحرائق تلتهم آلاف الأفدنة بمستوطنات محيط غزة والخسائر ملايين الدولارات..الزراعة الإسرائيلية تعجل ببع المحاصيل قبل تفحمها..وجيش الاحتلال يبحث عن حلول

تحولت "الطائرات الورقية" الحارقة المنطلقة من قطاع غزة من تكتيكا شائعا خلال اشتباكات "مسيرات العودة" الأسبوعية عند حدود القطاع، إلى أسلوب رادع لدولة الحتلال ردا على مجازرها فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل، حيث أصبحت أداة فاعلة فى تخريب حقول المستوطنين وتكبيد الاحتلال ملايين الدولارات خلال الأيام القلية الماضية. وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، فى تقرير لها حول الحرائق الكبيرة التى تسببت فيها الطائرات الورقية الغزية فى حقول المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود إن الطقوس نفسها تتكرر كل يوم تقريباً، حيث يقف المزارعون وموظفو الصندوق القومى اليهودى والمتطوعون فى الحقول المحيطة بقطاع غزة، ينظرون إلى السماء ويستمعون إلى أجهزة الاتصال، لمعرفة مكان سقوط الطائرة الورقية القادمة. حرائق مستمرة ومنذ نهاية شهر مارس الماضى، تم تسجيل أكثر من 300 حريقا فى محيط غزة، فبطريقة بدائية للغاية عبارة عن بضع قطع من الخشب والنايلون والأسلاك وعبوة مشتعلة، فقط، تحرق آلاف الافدنة من حقول المستطونين، ويجد جيش الاحتلال صعوبة بالغغة فى الرد عليها، وفى الوقت نفسه يتزايد الضرر. وقد التهمت حرائق الطائرات الورقية حقول فى مناطق كيسوفيم، وباري، وآساف سيمحونى والمناطق الزراعية فى كيبوتس ناحال عوز، ونير عام وكفار عزة، وتحولت مناطق شاسعة سوداء، وتم تدمير محميات طبيعية، والتسبب بأضرار للحقول وشبكات ري، وكذلك للحيوانات. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أفنير يونا، مدير عمليات المحاصيل الحقلية فى ناحال عوز، ومسئول عن حوالى 5000 دونم من القمح‘ إنه قد تم حصاد 2000 دونم منذ شهرين، واحترق 1000 دونم آخر حتى الآن بسبب الحرائق الكثيرة التى أصابت الحقول. خسائر بالغة وقال المسئول الإسرائيلى: "أنا لا أصمد أمام الحرائق هنا، إنها تقتلني، لا يمكن عمل أى شيء، إنها كارثة، القمح هو المال الصغير، أما الضرر الكبير فهو، على سبيل المثال، فى حقل مساحته 300 دونم مع بنية تحتية للري، كل شيء يحترق، لا أستطيع عمل أى شيء، لدى البطاطس، البطيخ، كل شيء يتأجل عمله، نحن نطارد ذيلنا طوال اليوم، ولا ننجح بالعمل". وذكرت هاآرتس، أنه فى الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الزراعة الإسرائيلية عن مبادرة للتعجيل بالمحصول، وعرضت على كل مزارع حصد القمح بين 18 مايو و10 يونيو، مقابل تعويضات تصل إلى 60 شيكلًا لكل دونم. وقال يواف موراغ، مدير الدائرة الجنوبية للوزارة، للصحيفة العبرية إن الفكرة هى مساعدة المزارعين على تمويل المزيد من أدوات الحصاد وساعات إضافية للعمال من أجل الالتزام بجدول زمنى ضيق، لكن العديد من المزارعين، مثل يونا، قرروا حصاد القمح لحماية المحاصيل، وهم الآن يشتكون من التواريخ التعسفية التى تمنعهم من الحصول على التعويضا." وفقا للصحيفة العبرية، فإن وزير المالية موشيه كحلون، لم يبد قلقا بشأن الطائرات الورقية، خلال جولة قام بها فى محيط غزة قبل ثلاثة أسابيع. وقال "ليس لدى أى شك فى أنه فى الأيام القادمة سيتم القضاء على الظاهرة"، كما لم يتأثر وزير الإسكان يوآف جلانط الذى قال: "هذا فى الأساس يبدو جميلا فى الصور، الضرر ضئيل، هذا يسبب الكثير من الضجيج، وللأسف فإنه يحرق حقلًا هنا وآخر هناك، ولكن دعونا لا نخرج الأمور عن نصابها، ليس المقصود قنبلة إيرانية. هذه أمور هامشية جدا". وفقا لهاآرتس فإن عدم وجود هيئة لتركيز كافة البيانات المتعلقة بظاهرة الطائرات الورقية، تجعل من الصعب تقييم حجمها. وقد فتحت مصلحة الضرائب الإسرائيلية حتى الآن 15 ملفا بسبب الأضرار الناجمة عن الطائرات الورقية، والتى تكلف ما بين 3-4 ملايين شيكل. وقد سببت الطائرات الورقية فى إحراق حوالى 3000 دونم من المحاصيل الزراعية، معظمها من القمح، وإلى جانب هذه الأرقام، التى لا تتعلق إلا بالضرر الذى لحق بالزراعة، تم إحراق حوالى 2.100 دونم فى غابات محيطة بقطاع غزة، وبين 4000-5000 فى المحمية الطبيعية "غابة هبسور" - وآلاف الدونمات من الغابات والأشواك المتناثرة فى جميع أنحاء المنطقة. قلق المستوطنين وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "يديعوت احرونوت"، إن سكان المنطقة يشعرون بالقلق إزاء تزايد استخدام سكان غزة لطائرات ورقية صغيرة مزودة بمواد قابلة للاشتعال. وقال مسؤول أمنى إسرائيلى فى غلاف غزة "لا شك فى أن خطر هذه الحوامات أصبح أعلى من مستوى ظاهرة الطائرات الورقية التى نتعامل معها كل يوم." الحوامات تهدد وأضاف: "الحوامة التى تزود بمواد مشتعلة أو بعبوة ناسفة وتهبط فى هذه المستوطنة ليست أقل خطورة وفتكاً من صواريخ القسام أو قذائف الهاون. أعتقد أننا على عتبة ظاهرة جديدة يجب معالجتها قبل فوات الأوان، لن نكون غير مبالين بهذا التهديد، كما حدث منذ حوالى 20 سنة، عندما بدأ إطلاق الصواريخ على سديروت ومحيط غزة". وكان قد تم اطلاق مئات "الطائرات الورقية الحارقة" على يد فلسطينيين فى غزة خلال الأسابيع الأخيرة، وأظهرت صور التقطها الجيش الإسرائيلى أن المنطقة بأكملها تحولت الى حقول محروقة، وفى يوم الأحد الماضى، التهمت النيران الناتجة عن الطائرات الورقية 50 فدانا إضافيا من أحدى المحميات الطبيعية. وفى شهر أبريل الماضي، تم اطلاق 300 طائرة ورقية مشتعلة على الاقل عبر الحدود، ما ادى الى اندلاع مئات الحرائق وتسببت بأضرار تقدر قيمتها بعشرات ملايين الشواكل. أساليب الرد وقد بدأ مخططون عسكريون تطبيق اجراءات جديدة لمحاربة هجمات الطائرات، تشمل امكانية مأخوذة من رد الجيش على اطلاق الصواريخ وهجمات أخرى. وقد طور الجيش الإسرائيلى طائرات مروحية خاصة لمواجهة الطائرات الورقية الحارقة من غزة، حيث تطرق مسئول فى الجيش الإسرائيلى إلى تلك الطائرات موضحا أن الحديث يجرى عن استخدام تكنولوجيا بسيطة وبدائية تهدف إلى حرق الحقول. وقال المسئول العسكرى الإسرائيلى، بات الجيش مستعدا جيدا لمواجهة الطائرات والبالونات الحارقة، وهو يستخدم طائرات مروحية خاصة وسريعة تعترض الطائرات الورقية وتعطل عملها، قبل أن تصل إلى الأراضى الإسرائيلية. وتم تعطيل عمل تلك الطائرات الورقية من خلال إطلاق طائرات مروحية باتجاه الطائرات الورقية المهددة، وعندما تصل الطائرات المروحية بالقرب من مصدر التهديد يهتم المسئول عن تشغيلها بأن تصطدم هذه المروحيات بالطائرات الورقية الحارقة وتؤدى إلى إسقاطها، وأوضح المسئول أن احتمالات نجاح الجيش للتخلص من الطائرات الورقية جيدة جدا.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;