هل يمكن أن يشارك الأزهر فى إنتاج أفلام سينمائية؟.. وهدان: لو كان النبى موجودًا بيننا لاستخدم السينما المفيدة فى الدعوة.. وتأثير مسلسل "إمام الدعاة" أبرز مثال.. المالكى: لابد من مواجهة الأفلام السيئة ب

فى إبريل الماضى انطلقت فعاليات مهرجان الأزهر الأول للفن والإبداع واستمرت على مدار 3 أيام متواصلة بمشاركة طلاب الجامعة والمعاهد والبعوث الإسلامية. وفى ختام فعاليات المهرجان تحدث الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف عن أن المهرجان قدم العديد من الرسائل المهمة، ومن بينها أن الأزهر لا يعادى الفن والإبداع وأنه يلامس مشكلات المجتمع والناس ويقول للعاملين فى المجال الفنى إنه يمكننا أن نتناغم معكم وتتناغمون معنا حتى نرتقى بالذوق العام، ويمكن أن نعمل معًا وليس بيننا خلاف، وقدم رسالة أخرى تؤكد على مواكبة الأزهر لعصره وتمسكه بتراثه وأصالته. هذه الرسائل الهامة التى انطوى عليها مهرجان الأزهر للفن والإبداع، والذى تضمن عروضًا مسرحية وأنشطة فى الإلقاء والإنشاد والفن التشكيلى والخط العربى، تدفعنا لطرح القضية نفسها التى تحدث عنها الشيخ الشرباصى قبل 61 عامًا من الآن، فى حواره مع مجلة الكواكب، وهى هل يمكن أن يشارك الأزهر فى إنتاج أفلام سينمائية؟ يؤيد الدكتور محمد وهدان رئيس قسم الصحافة والنشر بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر إنتاج الأزهر أعمال سينمائية متميزة تعبر عن المجتمع وتناقش قضاياه بشكل اجتماعى يفيد الناس بشرط أن "تبتعد عما يحدث فى غرف النوم"، حسبما قال، مشيرًا إلى التأثير الكبير الذى أحدثته مسلسلات مثل "إمام الدعاة" عن الشيخ الشعراوى و"الإمام الغزالى" فى مقابل مسلسل مثل "الحاج متولى". وقال لـ"انفراد": "الشيخ الشرباصى أصاب كبد الحقيقة، حيث يجب استثمار كل وسائل التكنولوجيا الحديثة فى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ومن بين وسائل الدعوة السينما والمسرح والتلفزيون والسوشيال ميديا وكلها ولو كان النبى عليه الصلاة والسلام موجودًا بيننا الآن لاستخدم الإنترنت فى الدعوة إلى الله ولاستخدم التليفزيون فى الدعوة إلى الله ولاستخدم أفلام السينما المفيدة فى الدعوة فلا يوجد حرج فى استخدام هذه الأشياء". وأضاف: "الشيخ الشرباصى كان سابق عصره عندما قال هذا الكلام الجرىء فى ذلك الوقت وأعتقد أنه حتى السلفيين الذين كانوا يحرمون التليفزيون كلهم عندهم تليفزيون ويستخدموا السوشيال ميديا فى الدعوة". وأكد "وهدان" أن "الإسلام ليس ضد الفن على الإطلاق لكن الإسلام ضد الإسفاف وضد العرى وأى شىء يدعو لنبذ القيم"، مشيرًا إلى أن كلية الإعلام بجامعة الأزهر تدرس السينما كفن وعلم لطلاب قسم الصحافة. فيما رحب الدكتور أحمد المالكى عضو المكتب الفنى لمشيخة الأزهر بالفكرة، وقال: "هذه دعوة أتبناها أنا شخصيًا، وأتمنى أن نواكب العصر ونزاحم الأعمال الموجودة ولكن بشكل لائق"، مؤكدًا أنه لا يمكن مواجهة الفكر إلا بالفكر، والإعلام إلا بالإعلام، وبعيدًا عن تجسيد شخصيات العشرة المبشرين بالجنة، الذين يعترض الأزهر على تجسيدهم، يرى أنه من الممكن تقديم العديد من الأعمال الفنية ليس فقط التاريخية والدينية، وإنما أيضًا التى تدعو للأخلاق والتمسك بالسلوكيات الجيدة كالرحمة مثلاً، تحت إشراف الأزهر الشريف وفقًا للضوابط الشرعية. وقال لـ"انفراد": شىء مثل الأفلام الدنماركية المسيئة لابد أن نواجهه ببعض الأفلام أو المسلسلات أو الإنتاج الدرامى المتعلق بالدعوة. وأشار إلى أن الأزهر شارك بالفعل هذا العام فى إنتاج أول عمل خاص للأطفال وقال: أنتجنا مسلسل الكارتون "نور وبوابة التاريخ" الذى يعرض خلال شهر رمضان على قناة الشارقة الإماراتية وهو من إنتاج الرابطة العالمية لخريجى الأزهر الشريف. وأكد أنه يرحب بشكل شخصى بالمشاركة فى أى من تلك الأعمال الفنية قائلاً: "سألبى الدعوة وأرحب بذلك لأن دعوتى باللسان، واللسان من الممكن أن يكون على المنبر أو قناة فضائية ويمكن أن يكون فى حبكة درامية لتصل الرسالة بشكل جيد، فمثلاً عندنا فيلم عظيم هو "الرسالة" للراحل مصطفى العقاد وأنا شخصيًا استفدت منه.