شهدت جزيرة كورسيكا الفرنسية الفترة الأخيرة عدد من الأحداث الغير مألوفة بالنسبة للطبيعة الفرنسية أو لطبيعة الجزيرة نفسها قبل أن يرئسها حزب القوميين الذى أخذت أفكاره اتجاه مختلف دفعته لمحاولة الاستقلال بالإقليم عن باقى المدن الفرنسية، وأن يكون لها لغة مستقلة هى الكورسيكية، ثم تطورت الأمور لتأخذ مجرى متطرف جديد وهو أن ما يقرب من 500 فرنسى متشدد تظاهروا للمطالبة بمنع العرب من دخول الإقليم بالكامل وقتلهم، ثم تصاعدت الأحداث وتم إحراق عدد من الزوايا والمساجد، ونسخ من القرآن الكريم.
اللغة الأم فى فرنسا هى الفرنسية
وعلى الفور قامت الحكومة الفرنسية بمواجهة الرغبات المستميتة للاستقلال بالإقليم بكل حزم، ورفضت أن يكون هناك انفصال أو لغة مستقلة لكورسيكا كما يريد النواب الجدد، معلنة أن اللغة الوحيدة السائدة فى كل انحاء فرنسا هى الفرنسية، وبخصوص كورسيكا فمن المسموح وجود لغة كورسيكية بجوار الفرنسية التى تعد الأساس.
الحكومة الفرنسية تتابع محاولات الإنفصال بكورسيكا
ومن ناحية، أخرى أشار رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس فى حديث له مع إذاعة " تى فى 1" الفرنسية، أن الحكومة تتابع عن كثب كل المحاولات والمطالبات التى تهدف إلى توحيد اللغة الكورسيكية فى هذه الجزيرة وانفصالها عن بقية فرنسا، وعن مطالب النواب الجدد بالعفو عن السجناء السياسيين التابعيين لهم، وفرض ضريبة على بعض المقيمين من خارج كورسيكا، كان رد الفعل الصادر من مانويل فالس شديد اللهجة حيث هدد قائلاً "هناك خطوط حمراء لايمكن مناقشتها"، مؤكداً احتجاجه على هذه المطالب وقال "لا يمكن أن يكون هناك عفو، ولن يكون هناك عفو عن أى سجين"، مشيراً إلى اغتيال ممثل الدولة فى كورسيكا.
رئيس وزراء فرنسا، الدولة لم تتراجع عن قراراتها
أما عن تصاعد التظاهرات وتحولها لأعمال حرق وعنف عنصرى، فتوعد مانويل فالس المخربين خلال كلمته اليوم الأربعاء فى لقاء صحفى مع صحيفة "لو باريزيان"، قائلاً "لن تتراجع الجمهورية الفرنسية عن أى من قراراتها، كما إننا لن نسمح تحت أى ظروف بأن تكون جزيرة كورسيكا منطقة منعدم فيها الأمان، أو يغيب عنها القانون، واتعهد لكم إننا لن نتراجع عن اعتقال أى من المشاغبين والمشاركين فى الأحداث الهمجية، والتحقيقات تأخذ مسارها السليم".
فالس يؤكد إستحالة إنفصال كورسيكا
كما أشار مانويل فالس إلى فكرة انفصال كورسيكا أو استقلالها، قائلاً إنها فكرة مرفوضة تماما، ولن تعرفها فرنسا، كما ان انتماء كورسيكا للجمهورية الفرنسية لن يكون قابلاً للتفاوض على الاطلاق، مؤكداً أن الانفصال مستبعد تماماً للجزيرة التى انضمت إلى فرنسا فى عام 1768، قائلاً "نحن لن نفرط فى أرضنا وأى جزء من حدودنا".
وزير سابق: علينا محاربة القوميين مثل الجبهة الوطنية
ووفقاً لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية قال الوزير الفرنسى السابق جون بيير شيفينما، " أؤيد كل تصريحات مانويل فالس بخصوص استحالة انفصال كورسيكا عن فرنسا"، مؤكداً أن القوميين معروفين منذ وقت طويل بشعاراتهم المعادية للأجانب والتى تتشابه مع الجبهة الوطنية، ويجب علينا التصدى للحزبين بكل حسم فى إشارة إلى القومييم واليمين المتطرف.
رئيس كورسيكا يرد على تصريحات فالس
ومن جانبه، رد جيل سيميونى الرئيس الجديد لإقليم كورسيكا على حدة تصريحات رئيس الوزراء، أن مانويل فالس يرفض تماما الحوار والتفاهم مع قادة ونواب المنطقة، مشيراً إلى إنها إهانة واضحة أمام الجميع لإرادة الناخبين، ولافتاً إلى أن كورسيكا كانت فى الأصل دولة مستقلة فى القرن الـ18، وكل ما يفعله فالس هو إدارة ظهره للحقيقة، وكان من الأولى أن يتم إدارة حوار ونقاش بين الحكومة الفرنسية ونواب المنطقة، حتى تكون أكثر جدوى، ولكن الدولة نفسها رفضت الحوار معنا.