5 يونيو مش ذكرى النكسة فقط.. السادات أعلن افتتاح قناة السويس من جديد ورفع العلم المصرى فوقها ليمحو ذكرى الحرب الأليمة.. العالم خسر 6 مليارات دولار بعد غلقها 8 سنوات.. والسيسي يفتح قناة السويس الجديدة

يتعلق فى أذهان الكثير من المصريين ارتباط شهر يونيو بذكرى النكسة التى قامت فيها إسرائيل بشن عدواناً على الدول العربية فى 5 يونيو من عام 1967، وفيه احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية من نهر الأردن وهضبة الجولان والقدس الشرقية، لكن الكثير يتغافل ارتباط شهر يونيو بقيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بإعادة افتتاح قناة السويس من جديد أمام حركة الملاحة العالمية فى 1975، عندما ارتدى زيه العسكرى ليرفع العلم المصرى عليها من جديد. وجاء افتتاح القناة بعد مرور 8 سنوات كاملة من غلقها عقب حرب 5 يونيو 1967، وسبب اختيار الرئيس السادات لنفس اليوم الذى اندلعت فيه الحرب ليمحو به الذكرى السيئة فى ذاكرة المصريين . وعلى مدار 8 سنوات من غلق القناة التى تعتبر شريان العالم وهمزة الوصل بين الشرق والغرب والعالم من أقصاه إلى أقصاه خسر العالم بما يعادل 6.13 مليار دولار، كما خسر ما كان يحقّقه من وفر فى المسافة بين الشرق والغرب؛ بسبب اتجاه السفن للمرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وبالتالى تأثّرت أسعار النقل البحرى العالمى. ويرى خبراء ومحللون، أن مصر استردت القناة مرتين الأولى، عندما أعلن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن تأميم قناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية، والمرة الثانية فى 6 أكتوبر 1973 عندما حررت القوات المسلحة المصرية شبه جزيرة سيناء. ويشير الخبراء، إلى أن قناة السويس لم تكن شاهد عيان فقط على الصراع العربى - الإسرائيلى على مدى أكثر من خمسين عاما، بل كانت سببا فى حرب السويس فى 29 أكتوبر 1956، وكانت القناة شاهدا أيضا على العمليات البطولية فى أثناء حرب الاستنزاف ضد القوات الإسرائيلية المحتلة حتى نصر أكتوبر 1973، وفى مرحلة السلام والتنمية أصبحت القناة أحد المصادر المهمة للدخل القومى المصرى، كما أنها المعبر الاستراتيجى للوصول إلى سيناء عبر نفق الشهيد أحمد حمدى الذى يمرّ أسفل القناة، وجسر السلام فى القنطرة وجسر السكة الحديد فى الدفرسوار. وتعدّ قناة السويس أحد أهم الممرات الملاحية؛ حيث تتحكّم فى 40% من حركة السفن والحاويات فى العالم، كما أن موقعها الاستراتيجى - كرابط بين دول جنوب شرق آسيا وأوروبا والأمريكتين يضيف إلى ثقلها الاقتصادى ثقلا آخر استراتيجيا يجعل المساس بها بمثابة قضية أمن قومى للعديد من الدول، كما تنقل 14% من حجم التجارة العالمية وتوفّر 66% من المسافة بين الشرق والغرب. ونظراً لأهمية الشديدة عالمية ومحلياً ليس لكونها شرياناً لحركة التجارة العالمية فحسب بل أيضا لأهميتها الاقتصادية، فقد قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أغسطس 2014 إنشاء قناة السويس الجديدة وأعطى تعليمات بحفرها فى عام واحد وبالفعل تم افتتاحها بحضور رؤساء وملوك عشرات الدول. وتهدف قناة السويس الجديدة إلى تسهيل حركة الملاحة من خلال توسيع المجرى المائى لمرور السفن ذهابا وإياباً، مما يترتب عليه زيادة فى الدخل القومى من العملات الصعبة. وفى آخر إحصائية أعدت عن القناة، أن عائدات القناة تبلغ 1.83 مليار دولار مقارنة بنحو 1.62 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق.