موسم العصير الذى يبدأ فى الغالب مع بداية شهر يناير من كل عام ويستمر 6 شهور متوالية تقريبا يتزامن معه حدوث أزمة مرورية خانقة بمدينة كوم أمبو ومدينة إدفو بسبب مقاطير الجرارات الزراعية التى تنقل المحصول للمصانع، فضلا عن إرباك الحركة المرورية على طريق مصر أسوان بدءا من آخر الحدود الإدارية لمركز دراو على طريق مصر أسوان السريع جنوبا وحتى نهاية الحدود الشمالية لمحافظة أسوان بمركز إدفو بجانب الطريق الزراعى الغربى وطريق نصر النوبة كوم أمبو وغيرها من الطرق الزراعية التى تتوقف فيها الحركة المرورية على مدار الـ 24ساعة خلال شهور العصير وخاصة بمنطقة هضبة كوم أمبو حيث يعتمد عدد كبير جدا من مزارعى القصب فى نقل محصولهم لمصنع السكر على الجرارات الزراعية سواء المملوكة لجمعيات الإصلاح الزراعى التابعة لمديرية الإصلاح الزراعى أو لجمعيات أهلية أو للأشخاص.
الوحدة المحلية تنفذ حاجز خرسانى لتنظيم الجرارات بكوم أمبو
ومع بداية هذا الموسم نفذت الوحدة المحلية لمركز ومدينة كوم أمبو حاجز خرسانى لتنظيم الحركة المرورية بمدخل مدينة كوم أمبو الشمالى المتاخم لمصنع السكر لتخصيص مكان لانتظار جرارات القصب مع بداية استقبال موسم العصير بمصنع السكر، بهدف منع الاختناق المرورى وتكدس الجرارات الزراعية أثناء نقلها لمحصول القصب أمام بوابة مصنع السكر على طريق مصر أسوان السريع .
للتخفيف عن معاناة المواطنين اليومية فى فترة موسم عصير القصب بمصنع كوم أمبو بسبب تكدس الجرارات، والتى تتسبب يومياً فى الانسداد المرورى لطريق القاهرة أسوان الزراعى وأيضاً بالشوارع الداخلية لمدينة كوم أمبو، ولكن نفس المشكلة لا تزال قائمة.
برلمانى يلتقى مسئولى المصنع بإدفو لمنع تكدس الجرارات
من جانبه قال حسن سيد خليل، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز إدفو، إنه التقى مع المسئولين بمصنع السكر بادفو مع بداية موسم عصير القصب وبحث خلال اللقاء مشكلة تكدس الجرارات الزراعية أمام بوابة المصنع وطالب بحل مشكلة الكارته لمنع الازدحام أثناء دخول مصنع السكر لافتا الى أنها مشكلة جماهيرية ولها تداعيات خطيرة.
ويقول "عبد الله حامد" من مزارعى محصول القصب بإدفو إن موسم القصب بالرغم من أنهم ينتظرونه بفارغ الصبر إلا أنه تتزامن معه مشاكل عديدة أبرزها صعوبة ومشقة التوريد والتكدس المرورى بالطرق الزراعية ومداخل المدن والقرى الذى يجعلهم يناشدون المسئولين إيجاد حلول جذرية بأن تكون هناك وسيلة آمنة لنقل هذا المحصول الاستراتيجى وأن تدفع الحكومة بمركبات لجمع المحصول من المزارعين بأنحاء إدفو وخاصة الأودية الزراعية الجبلية والبعيدة والنائية مثل وادى الصعايدة ووادى عبادى ووادى الرديسية وأطراف مركز إدفو وأن يكون نقل المحصول ليلا لمنع مزاحمة عملية التوريد للحركة المرورية وأن تكون أسعار توريد مناسبة للمزارع حتى لايعزف عن زراعة هذا المحصول الاستراتيجى فضلا عن استخدام الصنادل النهرية كما كان فى الماضى وهى وسيلة آمنة واقتصادية.
كما يقول "عطا الخربطللي" أحد القيادات الشبابية بمركز دراو أن هذه الجرارات تدهس أرواح المواطنين، ودماء الأبرياء تسيل على الأسفلت بسبب هذه الجرارات الطائشة حيث لا يخلو موسم عصير من كل عام من وجود ضحايا حيث يقوم بعض اصحاب الجرارات الزراعية العاملة فى مجال نقل المحصول بشد اكثر من مقطورتين تحمل بالقصب خلف الجرار ليصبح الجرار مثل قطار يسير على الطريق وبسرعة جنونية.
وأضاف عطا الخربطللى أن الجرارات الزراعية تسير دون ضوابط ومعايير وتتسبب فى وقوع حوادث كثيرة خاصة بمنطقة الشطب بدراو ومدخل مدينة دراو ومنطقة كوم امبو قبلى وعزبة حجاجى كما تستهلك الجرارات كمية كبيرة من حصة مراكز كوم أمبو وإدفو ونصر النوبة ودراو من الوقود حيث تعيش هذه المراكز فترة موسم العصير التى تمتد لستة شهور أزمة حقيقة فى الوقود وتظهر السوق السوداء لان أصحاب وسائقى الجرارات يقومون بتخزين كميات كبيرة من جراكن الوقود لضمان عدم تعطلهم وهذا غير مبرر لأنه يأتى على حساب الآخرين.
واقترح عطا الخربطللى أن يكون تسيير المقاطير بعد الساعة ال11مساءا كأحد الإجراءات الواجب إتخاذها لمواجهة المخاطر الناجمة عن الجرارات الزراعية وتغريم كل سائق يقوم بإيقاف المقاطير المحملة بمحصول القصب على شارع مصر أسوان وتحديد كمية محددة لكل جرار من الوقود مع تخصيص محطة وقود واحدة بكل مركز لتموين الجرارات الزراعية وفق رقابة أمنية وتموينية صارمة .
الحل الأمثل هو إحياء مشروع مصنع وادى النقرة
كما يقول "محمود عبد الله" من مزارعى كوم امبو أن الحل الأمثل هو إحياء مشروع مصنع وادى النقرة لأنه من ناحية سيقلل من كثافة الجرارات التى تضغط على الطرق الزراعية سواء الفرعية أو الرئيسية وما يخلفه ذلك من مخاطر من ناحية ومن من ناحية أخرى سيعمل على زيادة الإنتاج وراحة المزارعين الذى يعانون من جداول كسر المحصول التى لا تتفق بأى حال مع ظروفهم وزراعاتهم.
تغطية ترعة كاسل لتوسعة الطرق
ويضف "سيد القاضى" من أهالى كوم امبو أن المشكلة خطيرة والحلول كثيرة وتم عرضها على المسئولين ولكن لا استجابة ومن ضمن الحلول من وجهة نظرة تغطية ترعة كاسل بمدينة كوم أمبو لكى تساهم فى توسعة الطرق لتستوعب الجرارات الزراعية وغيرها من المركبات وتخصص حارات خاصة بمرور الجرارات ويتم عمل طريق بجوار ترعة كاسل بكوم أمبو خلف مرفق المياه للتخفيف التكدس على الطريق الرئيسى وعمل ساحة انتظار داخل مصنع السكر بدلا من انتظار الجرارات خارجه على الطريق السريع مصر أسوان بكوم أمبو.
وأضاف "سيد القاضى" أن مصنع السكر بكوم امبو على عاتقه دور كبير حيث يجب تنظيم حركة الجرارات من خلال السماح بدخول الجرارات المليئة بالقصب من بوابة الدخول التى تقع فى منطقة غرب السكة الحديد وخروج المقاطير الفارغة عن طريق بوابة أخرى من ناحية سبيل أبوناجى مع التزام الجميع بمواعيد التوريد سواء المزارعين أو المصنع أو سائقى الجرارات .
محافظ أسوان: تنظيم تصريح استخراج كارتات التحميل للجرارات
من جانبه صرح اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان بأنه تم التنسيق مع مديرية أمن أسوان والوحدة المحلية لمركز ومدينة كوم أمبو وإدارة مصنع السكر بكوم امبو على تثبيت نقطة تمركز أمنى على مدار الـ 24 ساعة وطوال فترة الحصاد لمحصول القصب، وذلك لتنظيم عملية دخول جرارات تحميل المحصول للبوابة الرئيسية للمصنع سواء القادمة من ناحية مزلقان رؤوف شمالاً أو من اتجاه مركز دراو جنوباً لمنع تقابل المقطورات القادمة من الاتجاهين وخاصة أن 75% منها قادم من إتجاه الشمال و25% قادم من اتجاه الجنوب، وأنه وجه إلى سرعة استكمال السور الحديدى - الذى تم تنفيذه مؤخرا أمام مصنع كوم أمبو - لمسافة 50 متر لإلزام جرارات التحميل بمسار الدخول للمصنع وبدون التعدى على الطريق الرئيسى من الجانب الشمالى وهو الذى سيتوازى مع التوسعات الجديدة فى باركن الجرارات بداخل المصنع عقب موسم العصير لينتهى العمل به قبل بدء الموسم القادم لإستيعاب أكبر عدد من الجرارات.
وأكد مجدى حجازى محافظ أسوان عن أنه تم التوصل أيضاً لتنظيم تصريح استخراج كارتات التحميل بالنسبة لجرارات القصب وخاصة أثناء فترات الذروة علاوة على فترات غلق مزلقان رؤوف لكثافة مرور القطارات فى هذه التوقيتات.
أكد اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان على أن تنفيذ تجربة إنهاء مشكلة تكدس جرارات تحميل محصول قصب السكر أمام مصنع السكر بكوم جاء فى حدود الإمكانيات البشرية والتنظيمية المتاحة وبدون تحمل أى تكلفة مالية