قال مصدر دبلوماسى عراقى: إن أزمة سد أليسو التركى لم يتم حلها مع الجانب التركى، مؤكدا أن أنقرة ستقوم بملء السد بعد أسابيع قليلة وهو ما يهدد بجفاف نهر دجلة فى البلاد، موضحا أن تركيا لم تقدم الضمانات الكافية لضمان عدم دخول البلاد فى أزمة جفاف وشح المياه.
وأكد المصدر العراقى فى تصريحات لـ"انفراد" أن إيران تسيطر على نهرى الزاب والكرخة وتتحكم بالتدفق المائى للعراق، مشيرا إلى أن تركيا أنشأت خمسة سدود كبرى على نهر دجلة، موضحا أن السيطرة إقامة عشرات السدود التركية والإيرانية على الأنهار المتفرعة للعراق أدى إلى تفاقم أزمة المياه، فضلاً عن أسباب داخلية منها التجاوزات على حصص المياه وأيضاً النباتات الضارة والتسربات فـى الأنهار.
وأشار المصدر إلى أن تركيا تسعى لاستخدام ورقة المياه للضغط على الحكومة العراقية لتحقيق أجنداتها الخاصة فى العراق، محذرا من لجوء أنقرة من اللجوء إلى سياسة النفط مقابل المياه للشعب العراقى وهو ما يهدد العلاقات الثنائية بين البلدين.
بدوره اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون فى العراق منصور البعيجى تأجيل تركيا لملء سد اليسو غير كاف لإنهاء المشكلة.
وقال البعيجى فى تصريحات صحفية: إن تركيا تستخدم ملف المياه مع الدول المجاورة لها كورقة ضغط عليها من أجل الحصول على مكاسب أكثر على اعتبار أنها دولة المنبع، داعيا الحكومة العراقية لإيجاد حل من أجل إيقاف تركيا على ما تقوم به تجاه العراق.
وأشار البعيجى إلى أن نهرى دجلة والفرات ليس ملكا لتركيا كونها دولة المنبع، مطالبا الحكومة العراقية بتدويل هذه القضية أمام الأمم المتحدة والجمعية العمومية للضغط على تركيا قبيل وقوع كارثة حقيقية فى العراق بحسب تعبيره.
وتسيطر حالة من الفزع على الشارع العراقى بسبب شح المياه الذى ضرب البلاد والخوف من جفاف نهر دجلة فى الصيف، وذلك عقب إعلان تركيا نيتها ملء سد أليسو الذى أدى لنقص كمية المياه التى تصل إلى نهر دجلة وهو ما أدى لتحرك المؤسسات الرسمية العراقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإيجاد حل للأزمة التى يمكن أن تدفع نحو تصعيد محتمل بين بغداد وأنقرة.
بدورها قالت النائبة عن ائتلاف دولة القانون فى العراق زينب الخزرجى، إن الحكومة العراقية لم تتخذ أى إجراءات ضد شح المياه التى يمر بها العراق منذ فترة طويلة، مؤكدة على أن البلاد دخلت مرحلة الجفاف بعدما قطعت تركيا المياه إلى العراق.
وطالبت النائبة عن ائتلاف دولة القانون فى العراق باتخاذ إجراءات حقيقية غير البيانات والاستنكارات وطلبات التأجيل المقدمة للجانب التركى لملء سد أليسو خلال الفترة الحالية، مضيفة "وهذا ليس حل وأن تركيا ستقوم بمليء السد عاجلا أم آجلا."
وأوضحت النائبة زينب الخزرجى، أن الأمر يتطلب اجراءات حقيقية لمنع حصول كارثة للعراق بسبب شح المياه التى يمر بها العراق، داعية الحكومة العراقية إلى أن تقوم بدورها المسئول فى الحفاظ على حقوق الشعب العراقى وتحميه ليس بالكلام فقط وإنما بالإجراءات التى تتخذها لهذه الأزمة.
وأضافت الخزرجى، أن تركيا ستتعامل مع العراق وفق مبادئ الماء مقابل النفط خلال الفترة المقبلة لذلك يجب على التعامل معها وفق كافة القوانين الدولية وتقديم شكوى ضدها وقطع العلاقات التجارية والاقتصادية وطرد السفير التركى للضغط عليها من أجل إعطاء حصة العراق المائية والابتعاد عن الاجتماعات والمؤتمرات التى لم تقدم لنا شيئا ودخلنا مرحلة الخطر محافظات العراق تموت عطشا.
يذكر أن السنوات الأخيرة شهدت إنشاء عدة سدود داخل تركيا على نهرى دجلة والفرات، ما تسبب فى تقليص مناسيب المياه المتدفقة إلى العراق، ومن المتوقع أن تنخفض نسبة المياه الواردة فى نهر دجلة نتيجة قيام تركيا بعمليات مستمرة لملء سد أليسو بالمياه.
وتعمل الحكومة التركية منذ سنوات على مشروع ضخم يسمى بمشروع "غاب"، والذى يتضمن بناء قرابة 22 سدًا 14 منها على نهر الفرات و8 سدود على نهر دجلة، والتى سوف يكون لها تأثير كبير على تخفيض نسب المياه التى تدخل إلى العراق وإقليم كردستان.