ساعات قليلة تفصل قوات الجيش الوطني الليبى عن إعلان تحرير درنة، بعد سيطرة الجماعات الإرهابية المتطرفة على المدينة الساحلية التى تشكل خطرا على الشرق الليبى، وكذا على الأمن القومى المصرى، وهو ما يفسر سبب اهتمام القوات المسلحة الليبية بتحرير المدينة من قبضة المتطرفين، وبسط السيطرة الكاملة عليها خلال الأيام القليلة المقبلة وإعلان مدن الشرق الليبى خالية من الإرهاب.
تحرير المدينة خلال ساعات
بدوره قال المتحدث الرسمى باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسمارى، إن قوات الجيش الوطنى الليبى ستعلن تحرير مدينة درنة من قبضة الجماعات الإرهابية خلال ساعات، مشيرا إلى الجهود التى تقوم بها القوات المسلحة الليبية فى الحفاظ على حياة المدنيين وملاحقة فلول الجماعات الإرهابية فى مدينة درنة.
وطالب قائد غرفة عمليات الكرامة فى ليبيا اللواء عبد السلام الحاسى المواطنين فى مدينة درنة بالعودة إلى منازلهم عقب تمشيط الشوارع والمنازل من أى مفخخات أو ألغام زرعتها الجماعات الإرهابية فى أحياء ومدن درنة لإعاقة تقدم الجيش الليبى.
وتتساقط رؤوس قادة الإرهاب فى مدينة درنة بفضل تقدم القوات المسلحة الليبية، والتى ارتقى فيها عدد من الشهداء، خاصة فى كتيبة طارق بن زايد التابع للقيادة العامة للجيش الليبى وقوات الصاعقة الليبية التى فقدت عدد من منتسبيها فى المعركة الأشرس فى البلاد.
السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة
وخلال الساعات القليلة الماضية تقدمت وحدات القوات المسلحة الليبية بعد اشتباكات عنيفة فى حى شيحا الشرقية، استخدم فيها الإرهابيون سيارات مفخخة وانتحاريين بأحزمة ناسفة لإعاقة تقدم القوات المسلحة الليبية، وضبطت قوات الجيش الوطنى الليبى كميات كبيرة من الأسلحة والمففخات داخل أحياء مدينة درنة.
بدوره، أكد المتحدث الرسمى باسم قوات الصاعقة الليبية العقيد ميلود الزوى سيطرة الجيش الوطنى الليبى على عدد من المناطق الحيوية فى مدينة درنة، أبرزها مسجد الصحابة وطريق الكورنيش، مشيرا إلى أن تحرير مدينة درنة من قبضة الإرهابيين بات وشيكا.
وعثرت قوات الجيش الوطني الليبي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر داخل منزل الإرهابى عطيه الشاعرى زعيم تنظيم ما يسمى "مجلس شولاى درنة" بمنطقة شيحا الغربية.
أسلحة عليها شعار الجيش القطرى
وقال مصدر عسكري ليبى فى تصريحات صحفية، إن قوات الجيش الوطنى عثرت على أسلحة مختومة بشعار القوات المسلحة القطرية، مؤكدا أن الأسلحة والذخائر التى تم العثورعليها مشابهة للأسلحة التى عثر عليها الجيش الوطنى الليبى فى مدينة بنغازى.
كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر قد طالب فى عدة مناسبات بضرورة وقف دعم قطر للإرهاب فى ليبيا، مؤكدا أن الدوحة ستدفع ثمن دعمها للإرهاب غاليا وأن الأمن القومى العربي بات مهددا بسبب تحالف الدوحة مع الإرهاب وتمويله.
كانت الجماعات الإرهابية فى ليبيا قد نعت عدد من الإرهابيين وفى مقدمتهم الإرهابى المصرى عمر رفاعى سرور وعدد من قادة الجماعات الإرهابية فى محاور القتال بمدينة درنة، وهو ما يؤكد انهيار الجماعات الإرهابية المتطرفة التى سيطرت على مدينة درنة لعدة سنوات مارست خلالها العنف والقتل والترهيب ضد سكان المدينة.
هشام عشماوى يقود الإرهابيين فى محاور درنة
وقالت تقارير إعلامية ليبية متطابقة، إن الإرهابى هشام عشماوى يقود الإرهابيين فى عدة محاور بمدينة درنة، مؤكدة أن قوات الجيش الوطني الليبى مستمرة فى تقدمها لحين تطهير مدينة درنة بالكامل من قبضة الإرهابيين، موضحا أن القوات المسلحة الليبية أحكمت السيطرة الكاملة على أبرز أحياء ومناطق مدينة درنة التى ظللت لعدة سنوات رهينة للإرهابيين وجماعات التطرف.
بدوره كشف المركز الليبي للدراسات الأمنية، عن إجمالي أعداد عناصر تنظيم داعش الإرهابي الأجانب الذين تم أسرهم في مدينة درنة خلال عمليات الجيش لتطهير المدينة.
وأوضح المركز، في بيان له، أنه تم أسر 260 إرهابيا، منهم 19 مصريا، و11 تونسيا، و7 سودانيين، و4 سوريين، وفلسطينيان وجزائري وموريتاني وتركي.
وطالب المركز، الجهات الأمنية المختصة بحصر الأجانب والتحقق من هويتهم وحصر أماكن سكنهم وإقامتهم واستخراج بطاقات إقامة بعد التحقق منهم.
ويتبقى للجيش الوطني الليبى أمتار قليلة تفصله عن تحرير مدينة درنة من قبضة الإرهابيين، ورجح عدد من المراقبين أن يتجه الجيش الوطنى نحو مدن الجنوب الليبى لبسط سيطرته على الحدود المشتركة مع دولتى تشاد والنيجر، وبسط الأمن والاستقرار فى الجنوب الليبى بعد صراعات مسلحة شرسة جرت خلال الأشهر القليلة الماضية.