ساهم الخبراء الفنيين المختصين بفحص الفيديوهات والمقاطع الصوتية المقدمة من جهات التحقيق فى حل لغز العديد من القضايا، وكانت التقارير الفنية التى يقدموها للجهات القضائية كفيلة بأن تكون دلائل إدانة واضحة ضد المتهمين، حتى أولئك الذين تمكسوا بإنكارهم وقائع الاتهامات المسندة إليهم، ليمثل عملهم واحد من أهم الأركان الحديثة فى كشف الجرائم الجنائية والإرهابية.
الإيقاع بعدد من الموظفين المتهمين بالرشوة داخل الجهاز الإدارى
ساهم الخبراء الفنيين فى الإيقاع بعدد كبير من الموظفين المتهمين فى قضايا رشوة، والذين تم ضبطهم عن طريق هيئة الرقابة الإدارية، بعدما سجل لهم مقاطع صوتية ومصورة؛ تثبت تورطهم فى طلب الرشوة، حيث أنه تم عرض تلك المقاطع على الخبراء الفنيين باتحاد الإذاعة والتلفزيون، والذين قاموا بفحصها بدقة وكتابة تقارير وافيةً عنها، وتقديمها لجهات التحقيق التى استعانت بها كدليل إدانة ثابت فى إعداد مذكرة إحالة المتهمين إلى المحاكم الجنائية المختصة، وكانت من أبرز تلك القضايا، اتهام رئيس الحى المتميز بمدينة 6 أكتوبر بطلب الرشوة، ورئيس حى الموسكى بالقاهرة، وسكرتير نائب محافظ الجيزة، وغيرها من القضايا الأخرى.
فحص أصوات المتهمين فى قضية "الرشوة الكبرى"
مثلت قضية "الرشوة الكبرى" أو "رشوة مجلس الدول" واحدة من القضايا الهامة التى ساهم خبراء تحليل الأصوات باتحاد الإذاعة والتلفزيون فى تقديم دلائل إدانة دامغة ضد المتهمين، فقد كان من ضمن أحراز القضية تسجيلات صوتية لمكالمات دارت بين المتهمين، أثناء اتفاقهم على عملياتهم المشبوهة ومبالغ الرشوة المالية.
تم عرض تلك التسجيلات على خبراء الأصوات باتحاد الإذاعة والتلفزيون، الذين قاموا بأخذ بصمة صوت المتهمين، ومن ثم إجرائهم مضاهاة لتلك الأصوات بالأصوات الواردة بالتسجيلات، وثبت من خلال عملية المضاهاة تطابق الأصوات، وعليه تم إعداد تقرير وافً بتلك التفاصيل، وقدم لجهات التحقيق التى استندت إليه فى توجيه الاتهامات وإعداد مذكرة أمر الإحالة.
الخبراء الفنيين ساهموا فى حل لغز مقتل المصرفية نيفين لطفى ..
ومن أبرز القضايا الجنائية التى ساهم الخبرء الفنيين فى حلها كانت قضية مقتل المصرفية نيفين لطفى داخل فيلاتها بكمباوند سكنى بطريق إسكندرية الصحراوى، فبعد فحص كاميرات المراقبة وتحليلها، تم تحديد هوية المتهم بقتلها، وعقب القاء رجال الأمن القبض عليه، تم عرض الفيديوهات على خبراء فنين، للتأكد من صحتها.
بعد فحص الخبرء الفنيين لمقاطع الفيديو أكدوا أن المتهم الظاهر خلال الفيديوهات هو ذات المتهم الذى القى القبض عليه، وأحيلت القضية إلى محكمة الجنايات؛ وكان من ضمن أدلة الثبوت فى القضية تقرير الخبراء الفنيين، والذى اعتمدت عليه النيابة فى توجيه الاتهامات للقاتل، وأطمأنت إليه المحكمة فى نهاية المطاف وأصدرت حكمها بإعدامه.
الإيقاع بالعناصر الإرهابية وتسهيل مهمة الأمن فى رصد وضبط عناصرهم
عقب العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، نجح الخبراء الفنيين فى تقديم دلائل إدانة دامغة بشأن تورط العديد من العناصر الإرهابية فى تنفيذ تلك العمليات، وكانت أبرز العمليات التى تم فضح منفذيها بعد فحص كاميرات المراقبة وتحليلها بالتنقيات الحديثة، عمليتى تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، والذى ساهم الكشف عن منفذيها فى الإيقاع بشبكة ضخمة من الخلايا الإرهابية المتورطة فى التخطيط لتنفيذ تلك العمليات وغيرها من العمليات الأخرى الذين أعدوا لها وشرعوا فى تنفيذها.
قانونى:دور الخبير الفنى التأكد من صحة المقاطع الصوتية والمرئية المقدمة له
يرى ممدوح عبد الجواد المحامى والخبير القانونى، أن العديد من القضايا خاصة التى يكون من ضمن أحرازها مقاطع صوتية أو مرئية مسجلة، يتم عرضها بقرار من النيابة العامة على لجنة مشكلة من الخبراء الفنيين باتحاد الإذاعة والتلفزيون قسم الصوتيات والمرئيات لتحديد هوية صاحب الصوت، وأخذ بصمة من صوت المتهم ومضاهاتها بالصوت الوارد فى المقاطع الصوتية أو المقدمة من جانب الأجهزة الأمنية المختصة.
وتابع "عبد الجواد" فى تصريحات لـ"انفراد"، أنه من ضمن اختصاصات فنى الأصوات والفيديو التعرف على مدى مطابقة الصوت الوارد فى الحرز المقدم من الجهة القضائية، للمتهم المنسوب إليه الصوت، فضلاً عن إثبات عدم فبركة تلك الفيديوهات المقدمة، والتأكد من سلامتها وعدم التلاعب فيها، وتقديم تقرير وافً للجهات القضائية المختصة حول نتائج الفحص والمعاينة التى تم إجرائها على المقاطع المقدمة.
ويؤكد "عبد الجواد"، أن العديد من الجرائم الأخلاقية وعمليات الابتزاز التى تتعرض لها الفتيات، عن طريق تركيب وجوههن على صور فاضحة من أجل استغلالهن، يتم عرضها على خبراء فنيين لإثبات صحتها من عدمه، ومن ثَم مسألة مرتكب تلك الجريمة قانونياً، وأن كاميرات المراقبة عالية الدقة تستطيع تحديد هوية المتهمين بشكل دقيق دون إرهاق لفريق العمل الفنى، لأنه إذا كان هناك شك فى عدم صحة الفيديوهات أو المقاطع الصوتية المقدمة، فالقاعدة القانونية تقول أن الشك يُفَسر فى مصلحة المتهم.
النيابة والمحكمة والدفاع لهم الحق فى طلب ندب خبير فنى ومناقشته حول تقريره
فيما يقول شعبان سعيد المحامى، أن للمحكمة والنيابة بل ودفاع المتهمين الحق فى طلب ندب خبير فنى لفحص الفيديوهات المقدمة من قبل الجهات الأمنية المختلفة، فمن جهة النيابة تتسند إلى تقرير اللجنة الفنية فى إعداد مذكرة أمر إحالة المتهمين إلى المحكمة المختصة، أما المحكمة فمن حقها مناقشة الخبير الفنى عن النتائج التى توصل إليها وكيفية توصله إليها؛ حتى تطمئن إلى صدق تقريره وتصدر حكمها بناء عليه.
وتابع "سعيد"، أن لدفاع المتهم الحق فى أن يطلب من المحكمة سماع شهادة الخبير الفنى معد التقرير الخاص بالمقاطع الصوتية والمرئية، وعلى المحكمة الاستجابة إليه حتى لا تخل بحق أصيل من حقوقه، وهو طلب سماع شهود الاثبات، ويتم مناقشته من قبل الدفاع عن كيفية إعداده التقرير وكيفية توصله للنتائج التى كتبها فى تقريره، وفى النهاية يتم الاعتماد على مجمل ما جاء بتقرير الخبراء الفنين وشهادتهم ومناقشتهم فى إصدار الأحكام.