صور.. "العابرون جنسيا" حكايات وجع لا تنتهى.. اضطراب الهوية الجنسية يبدأ من الطفولة ويتحول لكارثة.. متحولة جنسيًا: "المستشفى أقرت سلامتى العقلية ونجحت العملية وأنتظر البطاقة الشخصية.. ونفسى أتزوج زى كل

خلال السنوات الأخيرة، ظهرت على الساحة عدة حالات أثارت جدلا واسعا، عبر مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" والسوشيال ميديا بدأت بسالى أو سيد، وانتهت بملك أو مالك، وباعتراف الأطباء المتخصصين فى المجال أكدوا أن هناك 133 حالة تقدمت للحصول على موافقات تصحيح جنس، وخلال الثلاث سنوات الأخيرة فقط حصلت 15 حالة على موافقة بإجراء عمليات التصحيح، منهم من نفذها فى السر خوفا من رد فعل المجتمع تجاههم، وآخرون لجئوا للعيادات الخلفية لتنفيذ مهمتهم دون انتظار لانتهاء الإجراءات. بين رحى المجتمع بعاداته وتقاليده، والعلم وتعامله مع النفس البشرية بكل جوانبها المعقدة، علاقات منفردة كل منها يسير فى دربه، بعضها متجاذبا والبعض الأخر متنافرا، من الأشخاص المصابون بالاضطراب النفسى أو اضطراب الهوية الجنسية، لكل منها طريقة علاج، أما جلسات نفسية فقط أو جراحة عاجلة، وهؤلاء هم من يطلقون عليهم العابرون جنسيا، لخضوعهم لعمليات جراحية لتصحيح الجنس وغالبا ما تكون نهايتهم إما الانتحار أو الاكتئاب النفسى. "انفراد" يفتح ملف العابرون جنسيا مع المتخصصين، ويستمع لحكاية أحدهم لمعرفة مدى قبول المجتمع لهم، وموقف الشرع والقانون والعلم، وحقيقة الجرم الذى ارتكبوه فى مطالبتهم بالحياة بشكل طبيعى مثل كل الناس، بعد مرضهم باضطراب الهوية الجنسية، وكيف يتفادى أولياء الأمور وصول أبناؤهم لهذه المرحلة. "ملك" فتاة بكل ما تحمله الكلمة، عمرها الآن 18 عاما و8 أشهر، هى طالبة فى الثانوية العامة قسم أدبى، مصرية الجنسية مسلمة، خاضت تجربة تصحيح الهوية الجنسية بكل تفاصيلها المرة، ونجحت فى تحقيق كافة الإجراءات القانونية والطبية والشرعية، لكنها مازالت تحمل بطاقة ذكر، وتنتظر خلال هذا العام، تعديل الاسم، تحلم بأن تصبح سفيرة بالخارجية بعد التحاقها بكلية السياسة والاقتصاد لتبنى قضية كثيرات مثلها. "انفراد" حاور ملك فى أدق التفاصيل الخاصة بكونها أنثى، واستمع لحكايتها مع تصحيح الجنس، وكيف ترى الغد وما هى أحلامها وهل تقبلتها أسرتها والمجتمع بعد التصحيح، ومواصفات شريك حياتها، وهوايتها. فى البداية حين تستمع لملك وهى تتحدث، تعرف أن نبرات الصوت الحنون الدافىء هى ملك لفتاة تملك قلبا رومانسى، وحين تراها وهى ممسكة بريشتها وهى ترسم لوحاتها تعرف أنها ذات حس مرهف ومبدع يعكس قراءتها المتنوعة فى الفلسفة وليوناردودافنشى وبيكاسوا وفان جوخ وتأثرها بالمذيعة العالمية أوبرا وبيل جيتس ومارك زوكربرج. تقول ملك، حين شعرت بنقطة البداية فى أننى أنثى كنت صغيرة جدا، وبدأت مشاعرى كأنثى تسيطر على ورفض عقلى اننى ذكر، كان يظهر فى احلامى وعلاقتى بمن حولى حيث تحركت مشاعرى تجاه ولد زميل لى، وكنت دوما أحلم بأننى ارتدى فستان زفاف واضع المكياج وأقف فى المطبخ مع ماما. وتروى ملك:"أنها ظلت تحمل اسم مالك منذ ولادتها فى كل أوراقها الرسمية، وهى من أسرة بسيطة، لها ثلاثة أخوه غيرها، كانوا ولدين وبنتين، حتى بدأت الأنثى تتمرد بداخلها وتعلن عن وجودها، وعمرها 8 سنوات، ولم تتحمل والدتها الصدمة حين أخبرتها بالمشاعر التى تشعر بها من كونها أنثى وليست ذكرا، فقررت حلق شعرها زيرو، حتى تقلع عن هذه المهاترات، ظنت الأم أن هذه الطفلة لم تدرك ما تقوله، لكن ظل الأمر يتفاقم بسرعة البرق وبدء خراط البنات يترك بصماته على مالك، فقررت أن تختار لنفسها اسم يناسبها فكان "ملك". وتكمل ملك " أنها تعرضت للكثير من المضايقات ولفظها الجميع دون ذنب يذكر، فقط لكونها أفصحت عن مشاعر تدور بداخلها، وأحاسيس تتغير فيها، وصلت هذه المضايقات لتعرضها لحادثة تحرش جماعى من زملائها فى المدرسة فى الشهادة الإعدادية، الذين قرروا أن يتأكدوا بنفسهم أن كانت ولد أم بنت، ووسط رد فعل الأخصائية الاجتماعية التى طالبتها بعدم فضح الأمر وإبلاغ أسرتها، قررت ملك أن تصمت فى ظل موقف أسرتها الذى تعرفه جيدا، لم ينتهى الأمر عند ذلك، ولم تنسى ملك حين ارتدت ملابس بنات وتركت منزلها وهى فى عمر الـ13 عاما، وأمسكت بها الشرطة ظنا منهم أنها "ولد شاذ" واتصلوا بأسرتها الذين مزقوا ملابسها عنوة فى الشارع وجعلوها عارية أمام المارة، كيف شعرت، لكن رغم رفض المجتمع لى وما خضته من معركة مع المجتمع لم يكن شىء مقابل حربى مع نفسى كلما نظرت للمرآة والتساؤلات التى كنت اسألها لنفسى لو أنا ولد ليه بفكر بعقل الأنثى، انا مين؟". وتقول ملك " الله منحنى أصلا ملامح أنثوية ساعدتنى على الانخراط فى المجتمع والعمل حتى استطيع الحياة، حيث عملت فى مغسلة ومطعم وكوافير ومطبعة، ومصنع حلويات، وأسرتى لم تدعمنى فى حل مشكلتى ودائما كانوا يقولون هنساعدك تبقى ولد، وبعد 5 سنوات قضيتها فى الشارع بعيدا عن المنزل عدت لأسرتى بعد أن قالوا لى سنتقبلك كما أنتى، مؤكدة أن التجربة على مدار السنوات السابقة، أصابتها بكثير من المشاكل النفسية والخوف من الزحمة والتجمعات والأضواء. " تؤكد ملك أن خبرتها فى هذه التجربة جعلتها تعرف أن هناك كثيرات مثلها قائلة:"فى الوقت الذى بدأت فيها تجربتى، كنت لم أكن أعرف أن هناك حالات زى فى مصر، وظننت أننى الوحيدة، ثم عرفت لماذا يسموننا المتحولون جنسيا، رغم أن هذا خطاء، فالمعنى الأصح هو تصحيح الجنس، فأنا لم أكن ولد وعايزة أغير، لكنى أنثى منذ اللحظة الأولى لحياتى وكل ما كنت احتاجه هو عملية جراحية". وتكمل ملك، "وقتها لم أكن أعرف الكثير عن الأمر فتفحصت الانترنت وعرفت أن حالتى هى أضطراب هوية جنسية، وقرأت تفاصيل كثيرة عن الخط الجيندرى الأنثوى وطبيعة نوع الأنسان وعلاقتها بالأعضاء التناسلية له، واكتشفت أن مستشفى الحسين الجامعى لديها قسم طب نفسى يقوم باجراءات تصحيح الجنس بعد عمل تحليلات لهرمون الحوض والبطن وكثير من الفحوصات الطبية والتأكد أن الحالة ليس لديها مشاكل نفسية تمنعه من قبول ذاته أو مشاكل فى الإدراك وأيضا عمل اختبارات شخصية. تفاصيل تحكيها ملك وهى فى حالة ثبات ظاهرى، يخبئ خلفه وجع لا يدركه سواها، لكنه يظهر فى نبرات صوتها، حين تصمت وتتكلم، وتحكى كيف تعرضت لحالة من الاكتئاب مرارا، ومحاولات فاشلة فى الانتحار، كلما زاد الضغط عليها". ملك تراها قوية وتستخدم مفردات بوعى أكبر من سنها الـ18 عام، قائلة " تجربتى أنضجتنى قبل الأوان، ورغم مرارتها فهى الجانب المشرق فى حياتى، لكنى لم أعش طفولتى وكل يوم قضيته فى الشارع كان بمثابة عام أضيف لعمري". الهاجس الوحيد الذى يقلق ملك هى قناعتها، بأنها ستموت وحيدة ولن أجد من يساعدها لو مرضت، وأن الصفة الوحيدة التى تريدها فى شريك حياتها أن يتقبلها كما هى، وأن يشاركها أحلامها فى الزواج وبناء منزل مثل كل الفتيات". ملك قررت أن تترك خلفها كل الذكريات المريرة، بعد أن نجحت فى تصحيح جنسها، وقررت أن تعود لدراستها وتكمل تعليمها فى المرحلة الثانوية قسم أدبى، قررت أن تدخل كلية السياسة والاقتصاد وأن تصبح سفيرة بالخارجية تتبنى قضايا حقوق الإنسان فتجربتها جعلتها قريبة من كثيرون لديهم نفس المشكلة وتريد أن تدعم قضيتهم بصورة قانونية بشكل أكبر، داخل هذه البلد التى أعشقها، فكم جاءتنى عروض للسفر للخارج لبلاد تحترم هذه الحقوق الإنسانية، لكنى رفضت رغم كل ما عانيت لإيمانى بقضيتى وحقى فى الحياة بشكل طبيعى طالما هذا لا يهدد الأمن العام ويتماشى مع الدستور المصرى والميثاق العالمى لحقوق الإنسان وأنها ستطالب الدولة بسن قانون واضح وصريح يحمى هذه الفئة من المجتمع". وعلى صعيد متصل يكشف الدكتور طلعت فؤاد رئيس قسم المسالك البولية بمستشفى هرمل دار السلام واستشارى جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة، تفاصيل الإصابة بمرض اضطراب الهوية الجنسية، والأسباب المؤدية إليه، ومدى قانونيته والإجراءات المتبعة فيه، والآثار المترتبة عليه، وعدد حالات المرضى فى مصر خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ومدى تقبل المجتمع للحالات ومصيرهم. يقول الدكتور فؤاد أن الفرق بين الإنسان وأى كائن أخر هو العقل، والجنس بالنسبة للإنسان جزئين، الأول هو الجنس البيولوجى الذى يسترك فيه الإنسان مع أى كائن من الفقريات والثديات، والجزء الثانى هو العقل، وحين يتطابق العقل مع الجزء البيولوجى تتم العملية الجنسية دون أى مشكلات، وحين لا تتطابق تتم الإصابة باضطراب الهوية الجنسية وتشكل نسبة المصابين بهذا المرض 1 من كل 10 آلاف. ويضيف الدكتور فؤاد أن هؤلاء المصابين بالأضراب الجنسى ينقسموا لنصيفين، الغالبية العظمى منهم يكون الاضطراب الظاهرى للهوية الجنسية، ناتج عن مشاكل تعرض لها فى الصغر تؤدى إلى سلوكه سلوكيات غير مرتبطة بنوعه، فمثلا لو تعرض لطريقة تربية خطاء، أو جالس نوع معين أكثر من الآخر، وهناك عدد كبير يصاب باضطراب الهوية الجنسية بشكل مؤقت بسبب بعض ضغوط الحياة، وهؤلاء يتم التعامل معهم بإعادة تأهيلهم نفسيا من خلال قسم علم النفس الجنسى، ومساعدتهم على تقبل أنفسهم جنسيا ونوعهم نفسيا. ويوضح الدكتور فؤاد، أن النوع الثانى من مرضى الاضطراب الجنسى هو الاضطراب البيولوجى المستدام، الذى يحتاج لتصحيح بعملية جراحية، وهذا النوع يخضع لموافقات نقابة الأطباء للدخول لعمليات تشخيص الجنس، وهى عمليات معقدة، وحين تكون النتيجة أن الجنس البيولوجى له غير متطابق معه، يقدم طلب للنقابة الأطباء فى لجنة تصحيح الجنس، وهى تضم أساتذة طب نفس، ويتم اختيار طبيبان لا يكونوا بينهم تواصل، وكل طبيب منهم يتعايش منفردا مع الحالة لمدة عامين، ويتم عمل جلسات استماع ومراجعه للحالة، وحين يجتمع طبيبان فى الرأى مع نهاية العامين على ضرورة تصحيح الجنس، يتم عقد لجنة تضم استاذ طب نفسى عضو نقابة الأطباء، وأستاذ جينات، و2 من علماء ومشايخ دار الإفتاء والأزهر، ويجاز للحالة إجراء عملية جراحية للتصحيح الجنسى وبناء على الموافقة تتم العملية الجراحية، وبعدها يكون انتهى الإجراء الجراحى الطبى، وتحصل الحالة على شهادة من الجراح تتقدم بها للمحكمة ثم تعرض على الطب الشرعى وتضاف هويتها ويستخرج أوراق رسمية لها. ويرصد الدكتور فؤاد، أنها العملية الجراحية تكون معقدة وتتم على مراحل، ففى حالات تصحيح جنس أنثى لذكر، يتم استئصال للثديين، والاستئصال للأعضاء التناسلية الأنثوية واستبدالها بأعضاء تناسلية ذكورية، والعكس فى حالة ذكر لأنثى، وهى عملية استئصال ظاهرية وليست داخلية. ويؤكد الدكتور فؤاد، أن الحالتين لا يتم الحمل، فيهما حيث تكون العملية للظاهر فقط، لتمكن الحالة من التعايش كزوج أو زوجة، لكن بدون حمل، وحتى الآن العلم لم يتوصل إلى طريقة تجعلهم يكملون حياتهم بشكل كامل دون حمل، وهناك 130 حالة تقريبا تقدموا بطلبات لتصحيح الجنس خلال الثلاث سنوات الأخيرة، 15 حالة فقط من أجرت العملية الجراحية. وأوضح الدكتور فؤاد، أن الأزهر يجيىز هذه القصة تحت منطلق لا ضرر ولا ضرار، حيث أنه يكون هذا أحد الأسباب وراء كثير من حالات الانتحار والاكتئاب، بسبب عدم التوافق بين نوعه وعقله، جميع الحالات تكون فى حالة صعبة جدا، وتحتاج لحلول، فالأصم والأبكم لا يمكنه التعايش مع الناس، فما بالك من يعيش فى جسد غير جسده. وقال الدكتور فؤاد، أن أول عملية تصحيح جنسى فى الدنيا كلها، كانت أواخر عام 1956، وبعدها تناولها العبقرى فطين عبد الوهاب وإسماعيل يس فى " الآنسة حنفى" وتقبلها المجتمع بكل بساطة، لكن مع الوقت أصبح المجتمع يعانى من رده حضارية، ويريدون أقامة الحد عليهم دون ذنب يذكر، وبين الأطباء من تؤثر عليه هذه الرده فهم جزء من المجتمع، والمجتمع لابد أن يمنح هذه الحالات الثقة، لاستمرار حياتهم بشكل طبيعى. وكشف الدكتور فؤاد أن هذه حالة الرفض لهذا النوع من الحالات، وتعقيد الإجراءات التى تتطلبها عمليات تصحيح الجنس سواء قبل أو بعد تفتح الباب الخلفى للعيادات الغير شرعية لاتمام هذا النوع من العمليات وأصحابها يعيشون بلا أوراق، مؤكدا أن حالة سيد الذى صحح نوعه وأصبح سالى، قام بأجراء الجراحة فى إحدى العيادات بشكل غير رسمى، وهو ما أضر بالطبيب الذى أجرى له الجراحة لتعاطفه الشديد مع الحالة وأغلقت عيادته وقتها، وأن الحالة عاشت لسنوات دون أوراق، حتى أصيبت بالاكتئاب الشديد وأنه سمع أنها توفت. وحتى تتفادى الأسر هذه الحالات من الاضطراب فى الهوية الجنسية، هناك عدة مؤشرات تظهر لابد أن تراقبها الأم فى طفلها، وأذا ظهرت عليها بعرضه على طبيب أطفال أخصائى نفسى، يقوم بفحص جيد للأطفال، وفى حال الاحتياج للتصحيح البيولوجى يتم عملها فى سن 4 و5 سنوات بدلا من عملها بعد 20 سنة، أهم هذه المؤشرات هو الاختلاف عن السباق المعتاد، فهناك ألعاب ذكورية، وألعاب أنثوية تبدأ عند عامين أو ثلاث سنوات بداية من اختار اللعبة حتى السلوكيات البسيطة.
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;