قرعة يترقبها العالم بشغف فى كل مرة تُجرى فيها ، الجميع يسأل نفسه من الدولة التى سيقع عليها الاختيار وتشرُف باستضافة كأس العالم على أرضها ، خاصة وأنه الحدث الأكبر الذى يتم تنظيمه كل أربعة سنوات تحت إشراف الإتحاد الدولى لكرة القدم منذ عام 1930 وحتى وقتنا هذا، تحدى اقتصادى كبير تواجهه تلك الدولة ولكن بلا شك له مردود يعود بالنفع عليها وينعكس على حالة الازدهار المالى الذى تشهده بعد ذلك .
الدليل على الكلام السابق تبرزه مجموعة من الأرقام المعلنة من قبل حكومات الدول التى حظيت باستضافة مباريات كأس العالم فمثلا اذا عدنا بالذاكرة لعام 2006 حيث وقع الاختيار على ألمانيا لتكون هى الدولة المضيفة وأنفقت الحكومة وقتها ما يقرب من 6.2 مليار دولار لتطوير البنية التحتية وتهيأتها لاستقبال مواطنين الدول المشاركة وكذلك تجهيز الملاعب ووسائل النقل والمواصلات وفى مقابل هذا جنت ألمانيا أرباح طائلة نظير الخدمات التى قدمتها بالعملة الصعبة من مبيعات للأغذية والمشروبات ومثلت دخل بلغ 2.6 مليار دولار بالإضافة إلى 2 مليارى دولار الإيرادات السياحية.
أما فى 2010 عندما استضافت جنوب أفريقيا النسخة التاسعة عشر من كأس العالم لكرة القدم أنفقت الحكومة وقتها أكثر من 3.5 مليارات دولار فى حين انتعش الاقتصاد المحلى نظير الأرباح التى تحصلت عليها الدولة حيث تم توفير ما يقرب من 50 الف فرصة عمل دائم و2.5 مليار دولار نظير ضرائب ورسوم إضافية، أما فى 2014 استضافت البرازيل مباريات كأس العالم ونتيجة ذلك ووفقا لما هو معلن من قبل الحكومة البرازيلية تم انفاق 13 مليار دولار على تجهيز البنية التحتية والملاعب والترتيبات الأمنية ومقابل ذلك وفرت البرازيل ما يقرب من مليون فرصة عمل وتم انعاش الاقتصاد البرازيلى بحوالى 3 مليارات دولار نظير تنشيط السياحة بالإضافة إلى 11 مليار دولار أرباح المطاعم طوال فترة المونديال .
وقبل سنوات أعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم على فوز روسيا باستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم 2018، وفور اختيارها بدأت الحكومة الروسية الاستعداد لهذا الحدث الهام وتم تخصيص 11 مدينة روسية لإقامة المباريات وتم اختيارهم بناء على خلفية وإرث تاريخى ليضمن القائمين على تنظيم هذا الحدث اجتذاب السياح لزيارة المواقع التاريخية هناك ، كما وضعت الحكومة ايضا خطة محكمة لإصلاح وتجهيز الطرق والمستشفيات ووسائل نقل وتجهيز ملاعب وبناء 62 فندقا وكل هذا اعلنت الأولى انه سيكلفها ما يقرب من 13 مليار دولار.
وفى مقابل هذا تجنى روسيا ارباح تقدر وفقا لما تداولته المواقع الاعلامية حوالى 23.89 مليار دولار هذا بخلاف حجم الاستثمارات الذى من المتوقع ان يوفر 100 مليار دولار بالإضافة على 5.9 مليار دولار متوسط اسعار الفنادق والمطاعم .
امام المكاسب السابقة يبقى السؤال ماذا لو جنت مصر هذه الأرباح وهل نحن من الأساس مؤهلون لخطوة كهذه وما الذي ينقصنا ، الإجابة على تلك الأسئلة يقدمها النائب حمدى السيسى عضو اللجنة الرياضية بمجلس النواب والذى قال ان مصر بدأت فى تطوير بنيتها التحتية وتعمل على إصلاح شبكة الطرق ولديها من المنشآت الرياضية ما يؤهلها لاستقبال حدث كهذا وبالتأكيد اذا وقع عليها الاختيار يوما ما سيتم تخصيص مبالغ ماليه لاستكمال العديد من الإصلاحات وتقديم كافة التسهيلات لمواطنى الدول المشاركة مثلما يحدث فى كل دول العالم التى يتم اختيارها لاستضافة المونديال وسيكون هذا الأمر له دلاله كبيرة على قوة هذا البلد وقدرتها .
وأضاف : اما فيما يتعلق بالمكاسب التى ستعود علينا فلا شك انه سيتم توفير فرص عمل كثيرة بالإضافة انه سيدر عملة صعبة مقابل تنشيط السياحة.
قال طاهر ابو زيد ، وزير الرياضة السابق واحد نجوم منتخب 90 ان مصر استضافت بالفعل بطولتين دوليتين الاولى فى 2006 بطولة الامم الأفريقية والثانية فى 2009 وهى كأس العالم للشباب ولكن لم يتم الاستفادة منهما على الوجه الامثل بشكل يعود بالنفع على الدولة ومواردها كما يجرى فى بقية دول العالم وهذا رغم الحضور الجماهيرى الطاغى لذا علينا اولا ان نتعلم من اخطاء ما حدث قديما لنتمكن من الاعداد لما نريده فى المستقبل .
وأضاف : لابد لنا ن نؤهل انفسنا لإسناد بطولة بحجم كأس العالم لنا ، واعتقد ان مصر فى طريقها لهذا فى المستقبل من خلال الاصلاحات التى تجرى فى البنية التحتية وشبكة الطرق وجميعها مؤشرات تؤكد اننا نستطيع وجميع البطولات السابقة التى جرى تنظيمها فى العديد من دول العالم اكبر دليل على حجم الأرباح التى تعود على الدولة المضيفة جراء تلك الاستضافة والتى بالتأكيد ستعود على مصر ايضا لو وقع عليها الاختيار يوما ما .
وتابع : بالتأكيد ستكون هناك ارباح طائلة ولكن فى الوقت نفسه سيكون هناك صرف غير عادى اثناء الاستعداد لهذه البطولة ، والأرباح التى سنجنيها ستكون من عوائد السياحة وحقوق البث ودخول بعض الشركات كرعاة للحدث السياحة .