"لا تخسر كل شىء من أجل كرة القدم" عبارة تصدرت الملصقات التى طبعتها شرطة يوركشاير البريطانية فى إطار الحملة التى أطلقتها بالتزامن مع بدء مباريات كأس العالم، بعد أن ربطت دراسات بين زيادة العنف المنزلى وضرب الزوجات وبين كأس العالم.
وقالت شرطة يوركشاير فى بيانها المنشور على موقعها الرسمى إنها خلال فترة كأس العالم 2014 تعاملت مع 506 جرائم سوء معاملة منزلية، ولكنها تعتقد أن الكثير من الناس قد يعانون فى صمت، حيث أظهرت الأبحاث أنه فى المتوسط تعانى الضحية من 50 حادثة قبل أن تخبر أحدًا بما يحدث لها.
وحذرت الشرطة مرتكبى جرائم العنف المنزلى من أنه ستكون هناك عواقب على أفعالهم وأنه يمكن القبض عليهم وقد ينتهى الأمر إلى منعهم لمدة 28 يومًا من الاقتراب من المنزل، وأكدت أيضًا على أن أية تقارير عن الاعتداء المنزلى ستؤخذ على محمل الجد.
وِأشارت فى بيانها إلى أن الأحداث الرياضية الكبرى لا تسبب العنف المنزلى ولكن الجناة مسؤولون عن ذلك باستهلاك الكحول بمستويات عالية إلى جانب الطبيعة العاطفية لهذه الأحداث.
وحثت شرطة يوركشاير من يعرفون أن لديهم مشاكل فى السيطرة على غضبهم بأن يطلبوا المساعدة للتعامل مع سلوكهم لأنهم إن لم يفعلوا ذلك سيجدوا أنفسهم متورطين فى جرائم العنف المنزلى وسيكون الوقت قد فات لإنقاذ علاقاتهم وعائلاتهم ومسيرتهم المهنية وحريتهم. وبالتزامن مع حملة التوعية قامت الشرطة بعمليات اعتقال استهدفت الأشخاص المطلوبين لارتكابهم جرائم العنف المنزلى.
فى الوقت نفسه أفادت منظمة غرب ميرسيا لمساعدة النساء، إنه فى جميع أنحاء المنطقة خلال نهائيات كأس العالم 2014 زادت المكالمات على خط المساعدة الخاص بها بنسبة 11% مقارنة بالشهر السابق وكانت أعلى بنسبة 15% عن الشهر نفسه فى العام السابق.
ولم تأت الحملة التى أطلقتها شرطة يوركشاير من فراغ وإنما جاءت بعد دراسة نشرتها جامعة لانكستر والتى وجدت أن هناك زيادة فى معدل ضرب الزوجات تزامنًا مع مباريات انجلترا خلال بطولات كأس العالم فى 2002، 2006، 2010.
ووجدت الدراسة أن العنف المنزلى فى لانكشاير ارتفع بنسبة 38% عندما خسرت إنجلترا خلال كأس العالم فى 2014، وازداد بنسبة 26% عندما فازت أو تعادلت مقارنة باليوم الذى لم تكن بريطانيا تلعب فيه.
ولا تقتصر هذه الأزمة على بريطانيا وحدها وإنما رصدت تقارير صحفية فى 2014 ازدياد العنف المنزلى فى كوستاريكا فى يوم تأهل المنتخب إلى الدور ربع النهائى.
وتلقت الشرطة يومها 600 مكالمة على خط الطوارئ الساخن وتم إلقاء القبض على 31 شخصًا وتسببت الاحتفالات فى مقتل شخص واحد، ورغم أن السلطات لم ترصد زيادة كبيرة فى عدد حالات العنف المنزلي، إلا أنها أكدت للصحافة أنه من الممكن أن يكون العدد أكبر لأن معظم الحالات لا يتم الإبلاغ عنها.
علاقة العنف بالأحداث الرياضية
ولا يتهم كأس العالم أو كرة القدم وحدها بالتسبب فى زيادة العنف المنزلى، ففى عام 2012 ربط مركز أزمات المرأة فى فيجى أيضًا بين زيادة العنف المنزلى والأحداث الرياضية الكبيرة بشكل عام بعد ملاحظة زيادة كبيرة فى الاعتداء على الزوجات فى نيوزيلندا خلال مباريات كأس العالم للرجبى عام 2011.
وقالت إدوينا كوتويوفا نائب منسق مركز أزمات المرأة فى فيجى لمجلة باسيفيك بيت التابعة لراديو أستراليا إن هناك علاقة قوية بين الأحداث الرياضية والعنف ضد المرأة، لا سيما تلك المرتبطة بالرياضة التى يهيمن عليها الذكور. وأشارت إلى أن لهذا علاقة بين زيادة الانفعال ونسبة الادرينالين فى الدم نتيجة الإثارة والتعصب للفريق والانفعال بسبب المراهانات إلى جانب زيادة استهلاك الكحول.