استقرت مصر والدول العربية على اسم أحمد أبو الغيط ليكون أمينا عام جديدا للجامعة العربية، بعد أن قرر الدكتور نبيل العربى ترك المنصب وعدم التجديد لفترة جديدة.
و تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمرشح مصر أبو الغيط وهو ذو ثقل وخبرة دبلوماسية كبيرة إلى الملوك والرؤساء والقادة العرب، لشغل منصب أمين عام جامعة الدول العربية خلفاً للدكتور نبيل العربى، واستطاع حشد دعم الدول العربيه لمرشح مصر فى الجامعة العربية.
1.
تنقل أبو الغيط فى سلك الدبلوماسية المصرية خلال أربعة عقود، مثل فيها مصر فى عواصم ومحافل كبيرة، فـ «أبو الغيط» الدبلوماسى المحنك الوجه الأبرز فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بدأ التدرج فى رحلته الدبلوماسية عام 1965، تنقل خلال هذه الفترة بين سفارات بلاده فى نيقوسيا وموسكو وروما ونيويورك، وبين الدواوين والسكرتاريات الخاصة بالوزارة ورئاسة الحكومة، قبل أن ينتهى به المطاف ممثلا لبلاده لدى الأمم المتحدة عام 1999، ليظل فى ذلك المنصب خمس سنوات، إلى أن طفا اسمه إلى السطح مع تكليفه بمنصب وزير خارجية بلاده عام 2004، حيث أصبح واجهة للنظام المصرى ومواقفه.
2.
وخلال أربعة عقود فى أروقة وزارة الخارجية، كان لأبو الغيط - الذى لم يعرف له ولاء حزبيى أو انتماء فكرى أو سياسى – العديد من المواقف التى قد يصفها البعض بأنها خروج عن الدبلوماسية، ويصفها الآخر بأنها حازمة وواجبة وقت أن شهدت المنطقة أمورًا صعبة جدًا.
فى يناير عام 2008 وفى موقف أظهر فيه خشونه دبلوماسية أعلن أبو الغيط حينها قطع العلاقات المصرية مع البرلمان الأوروبى، وإلغاء اجتماعات اللجنة السياسية للمشاركة المصرية الأوروبية، احتجاجاً على تقرير للبرلمان الأوروبى بشأن حالة حقوق الإنسان فى مصر، غير مكتف برد فعل مجلس الشعب «برلمان يرد على برلمان» بمقاطعة الاجتماعات البرلمانية الأورومتوسطية، ولكن ما لبثت وزارة الخارجية ومجلس الشعب أن تراجعا عن المقاطعة، وشارك رئيس المجلس فى الاجتماعات البرلمانية فى أثينا فى شهر مارس من نفس العام، وشارك وزير الخارجية فى اجتماعات المشاركة المصرية الأوروبية ببروكسيل فى شهر أبريل من نفس العام.
3.
وفى موقف أخر فى أبريل عام 2008 وردا على اقتحام عناصر فلسطينية من حركة حماس الحدود المصرية من قطاع غزة، أكد أبو الغيط أن مصر «ستقطع رجل» كل من يحاول اقتحام الحدود، وذلك كان من أوائل الردود الحازمة تجاه حماس، بعد ظهورها على الساحة الفلسطينية فى غزة فى أعقاب انتخابات 2007 التى فازت بها حكومة حماس برئاسة إسماعيل هنية.
فى يوليو 2008 احتجت وزارة الخارجية على فيلم تسجيلى إيرانى عن الرئيس الراحل أنور السادات بعنوان «إعدام فرعون»، وبرغم إدانة وزير الثقافة الإيرانى «الحكومة» للفيلم، إلا أن الخارجية كان لها رد فعل شديد اللهجة، وبعدها ألغى رئيس اتحاد كرة القدم مباراة دولية ودية بين المنتخبين المصرى والإيرانى.
4.
فى ديسمبر 2008 خلال الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة من الفترة 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009، وهى عملية عسكرية ممتدة شنها جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، انتقد أبو الغيط حماس وحملها مسؤولية ما يحدث فى غزة، وقال "قامت مصر بتحذير حماس منذ فترة طويلة بأن إسرائيل ستقوم بالرد بهذا الأسلوب" وأضاف قائلاً: "فليتحمل اللوم هؤلاء الذين لم يولوا هذا التنبيه أهمية" قاصداً حماس.
قبيل اندلاع ثورة 25 يناير، وصف أبو الغيط، المخاوف من انتقال ما أطلق عليه العدوى التونسية إلى دول عربية أخرى بأنه «كلام فارغ»، لافتا إلى أن لكل مجتمع ظروفه التى لا تتشابه مع المجتمع التونسى، وأثناء الثورة ظهر أبو الغيط، فى لقاء على قناة العربية، وذكر، أن أسباب اندلاع الثورة هى نتائج انتخابات مجلس الشعب التى أجريت فى 28 نوفمبر 2010، والتى اتهمها معارضو النظام بأنها انتخابات مزورة، وأيضًا تقدم سن الرئيس مبارك وعدم معرفة خليفته فى الحكم والحديث عن التوريث أو عدمه كان من الأسباب الضاغطة لاندلاعها.
5.
ورد على المطالبات الأمريكية للنظام المصرى، بتطبيق إصلاحات فورية، قائلا: إن «ذلك يعنى فرض الإرادة الأمريكية على مصر»، ولوح بأن القوات المسلحة المصرية قد تضطر إلى التدخل حال حدوث فوضى وذلك لاستعادة زمام الأمور.
أبو الغيط، رد أيضا، على المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران، على خامنئى، الذى قال: إن «أسباب اندلاع الثورة هى سياسة الرئيس مبارك الموالية للولايات المتحدة وإسرائيل»، وجاء رد أبو الغيط: «بأن كلامه يكشف عن مكنون ما فى صدر النظام الإيراني من أحقاد تجاه مصر ومواقفها السياسية، وأنه لم يتفاجئ بما تضمنته خطبة خامنئى من تطاول على مصر»