أحدث أجهزة كشف عن المفرقعات بالداخلية.. جهاز للتشويش على القنابل وإبطالها.. وآخر للسيارات المفخخة.. و"روبوت" يتحرك بمفرده 100 متر ويتعامل الأجسام الغريبة.. وليزر يحدد أماكن العبوات الناسفة

صفقات أجهزة حديثة للتعامل مع المتفجرات، وابتكارات جديدة نفذها ضباط قسم المفرقعات بالحماية المدنية، فى محاولات جادة لوزارة الداخلية، لمواجهة الإرهاب والتصدى للتفجيرات والعبوات الناسفة التى دأبت الجماعات الإرهابية مؤخراً على زرعها بمحيط المواقع الشرطية ومؤسسات الدولة، والتجمعات الجماهيرية.

وأعدت وزارة الداخلية، مجموعة من أحدث الأجهزة العالمية للكشف عن المواد المتفجرة على مسافات طويلة والاستشعار عن بعد، فضلاً عن أجهزة التشويش على المتفجرات وتعطيل مفعولها، وأجهزة أخرى تعطى فرصة لضباط المفرقعات لكسب مزيد من الوقت أثناء التعامل مع القنابل والعبوات الناسفة، وتؤخر عمليات تفجيرها.

المقدم شريف عبد السلام، ضابط المفرقعات، أكد لـ "انفراد"، أنه نجح فى ابتكار جهاز جديد يستطيع من خلاله التشويش على المواد المتفجرة، ويعطلها حتى يمكن رجال المفرقعات من التعامل مع هذا الجسم دون أن يصيبهم مكروه.

كما نجح عدداً من ضباط المفرقعات فى اختراع أجهزة حديثة تخرج منها أشعة ليزر تحدد مكان وجود القنبلة أو العبوة الناسفة، ويتحرك روبوت صغير بسرعة كبيرة نحو الجسم الغريب ويتعامل معه، حيث يستطيع هذا الروبوت التعامل مع الجسم على مسافة تبعد حوالى 100 متر عن مكان وجود الضابط الذى يدير الأمور بواسطة "ريموت كنترول" عن بعد حتى لا يتعرض لمكروه.

وتعطى الأجهزة الجديدة فرصة كبيرة لرجال المفرقعات خلال الفترة المقبلة لمواجهة السيارات المفخخة، والقنابل والعبوات الناسفة التى تزرعها الجماعات الإرهابية فى أماكن حيوية بالبلاد، وتبطل معظم هذه الأجسام الغريبة قبل انفجارها، ويستفيد ضباط المفرقعات من عامل الوقت الذى تحققه هذه الأجهزة.

بدوره، أكد قال اللواء محمد صقر مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، أنه تم تحديث جميع أجهزة المفرقعات، وتم منح مديريات الأمن والمواقع الشرطية مجموعات جديدة من البدل الواقية، وأحدث الأجهزة العالمية، لمواجهة القنابل والأجسام الغريبة، ونطور فى قسم المفرقعات يوميا بما يتناسب مع المواصفات العالمية، مضيفاً أن رجال الحماية المدنية ابتكروا أجهزة جديدة للكشف عن المفرقعات وكيفية التعامل معها، تسمح لهم بالتعامل مع الجسم الغريب عن بعد يصل إلى 100 متر فى بعض الأحيان، على أن يتم التعامل مع هذا الجسم من خلال "ريموت" فى يد الضابط وشاشة أمامه، فضلا عن وجود أجهزة ليزر تحدد الهدف وتتعامل معه، واختراع أجهزة للتشويش على المواد المفجرة حتى يتسنى لرجل المفرقعات التعامل معها. وأردف مدير الإدارة العامة للحماية المدنية لـ"انفراد"، "لم نكتف بتطوير الأجهزة، وإنما طورنا العنصر البشرى من خلال دورات تدريبية فى العديد من الدول بالعالم أبرزها أمريكا واليابان والسويد، ولدينا أكفأ ضباط مفرقعات فى العالم، ونتعامل مع جميع البلاغات بجدية ولا نعرف شىء اسمه بلاغ كاذب، ومهنتنا تعتمد على سباق الزمن وكسب الوقت، ونسعى باستمرار للحفاظ على أرواح المواطنين قدر المستطاع، بالرغم من كثرة البلاغات التى نتلقاها، حيث تلقينا خلال عام واحد 1500 بلاغ بوجود أجسام وقنابل وعبوات ناسفة". وقال اللواء محمد صقر: أصبح لدينا مجموعات عمل كبيرة للتعامل مع الشقق التى تصنع بها الجماعات الإرهابية القنابل، ونجحنا مؤخرا بالتنسيق مع قطاعات الوزارة فى اقتحام هذه الشقق، وإبطال مفعول كميات كبيرة من المواد المتفجرة، وإنقاذ الأبرياء من الموت.

وتابع مساعد وزير الداخلية، أن اللواء مجدى عبد الغفار، يدعم قسم المفرقعات باستمرار فى كل المناطق، وهناك دعم خاص لسيناء لمواجهة الإرهاب والتعامل مع القنابل، مضيفا أن الحماية المدنية قدمت شهداء ومصابين وهم يتعاملون مع المواد المتفجرة، وستقدم المزيد، وأن الروح المعنوية للمصابين فى السماء، حيث قال له النقيب محمود الكومى المصاب ببتر فى قدميه بسيناء عقب خروجه من العمليات أنه يرغب فى العودة مرة أخرى للعمل بالمفرقعات وفى سيناء تحديدا، مطالبا المواطنين أن يكون لديهم ثقة فى رجال الشرطة الذين عاهدوا الله على تقديم أرواحهم من أجل الوطن، قائلاً:"اطمنوا.. قادرون على حمايتكم".