مع بداية فصل الصيف وهجرة عدد كبير من المواطنين للمدن الساحلية لقضاء إجازة المصيف، يبدأ موسم عمل التشكيلات العصابية المتخصصة فى السرقة، حيث تصبح الشقق السكنية فريسة أمام تلك العصابات للاستيلاء على محتوياتها بسهولة، فى ظل غياب الاحتياطات الأمنية الواجب توافرها لمنع تلك السرقات.
وتستقبل أقسام الشرطة بأنحاء محافظات الجمهورية عددا كبيرا من بلاغات سرقة الشقق، خاصة بمحافظتى القاهرة والجيزة، ومنها سرقة مجهولين لمبالغ مالية ومشغولات ذهبية من شقتين بعقار واحد، حيث رصدتهما كاميرات المراقبة، وتكثف مباحث الجيزة تحرياتها لكشف هويتهما، كما سرق مجهول مشغولات ذهبية من شقة موظف بمنطقة الصف، وفى محافظة القاهرة ألقى رجال المباحث القبض على حارسى عقار لتورطهما فى سرقة مشغولات ذهبية وأجهزة كهربائية من شقة مدرس بالمقطم، كما نجح ضباط مباحث قسم شرطة الساحل بالقاهرة فى القبض على مسجل خطر، بعد سرقته 13 شقة سكنية، بالإضافة إلى ضبط عاطلين لسرقتهما 25 ألف دولار من شقة بمدينة نصر.
وفى محاولة للحد من تلك السرقات، وتقديم النصائح التى من شأنها مواجهة تلك التشكيلات العصابية، يقول اللواء رفعت عبد الحميد خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة، إنه لابد من إثراء ثقافة الأمن الذاتى للمواطنين، من خلال الاعتياد على أداء الاشتراطات والواجبات التى من شأنها تؤمن منزلك أو مقر عملك، وعدم الاعتماد كليا على الأجهزة الأمنية وإلقاء العبء عليها فقط، خاصة خلال فترة قضاء إجازة المصيف، التى تستغلها التشكيلات العصابية فى ممارسة نشاطهم.
وأضاف عبد الحميد، لـ"انفراد"، أن هناك تشكيلات عصابية متخصصة فى ارتكاب السرقات، تضم أفرادا ذات مهارة عالية فى التسلل للعقارات وسرقتها، وعلى دراية جيدة فى كيفية التعامل مع فتح الأبواب، والتسلل عبر مواسير الصرف الصحى والدخول من خلال النوافذ وبلكونات الشقق، بالإضافة إلى امتلاك المهارة والخبرة فى فتح الخزائن وكسر الأقفال بطريقة سريعة، مع عدم إثارة الجلبة والضجيج، حتى لا ينكشف أمرهم.
وأكد أن هناك جانب آخر من اللصوص، يفتقدون الخبرة فى سرقة الشقق، حيث يعتمدون على أسلوب القوة فى السرقة، بواسطة كسر الأبواب، واختيار الطوابق الأرضية لسرقتها لصعوبة تسللهم عبر المواسير، وهؤلاء عادة ما يسقطون سريعا فى يد سكان العقارات، حيث يكشفون أمرهم بسهولة ويتم القبض عليهم فى حالة تلبس.
وقال عبد الحميد إن اللص المحترف يستخدم مفاتيح مصطنعة فى فتح الشقة أو الشركة المستهدفة، بالإضافة إلى نجاحه فى فتح الخزينة والاستيلاء على محتوياتها بسهولة، وينجح خبراء المعمل الجنائى عقب إجراء معاينة لموقع السرقة، فى تحديد كيفية ارتكابها، من خلال جمع الأدلة ورفع البصمات.
ووجه عبد الحميد عدة نصائح للمواطنين لتأمين المنزل أو الشركة، خلال قضاء فترة إجازة المصيف، منها الكتمان وعدم الإعلان عن موعد السفر ومدته عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وفى العمل أو للجيران، حيث يعد ذلك بمثابة إعلان باستضافة لص لشقتك، والاحتفاظ بكل المشغولات الذهبية والمبالغ المالية لدى أحد أقاربك خلال فترة إجازة المصيف، وعدم إخفائها ببعض الأماكن الغريبة بالشقة، مثل فرن البوتاجاز أو الديب فريزر أو دولاب البلكونة، أو وضعها أسفل السرير، فاللص يستغل فرصة غيابك لقضاء أطول فترة فى التفتيش داخل الشقة، للوصول إلى هدفه والحصول على المشغولات الذهبية أو المبالغ المالية المستهدفة.
وأكد اللواء رفعت عبد الحميد على عدم ترك المفاتيح الأصلية غير المتداولة داخل الشقة، وضرورة الاحتفاظ بها بحوزتك، بالإضافة إلى إغلاق كل النوافذ والتأكد من كونها مغلقة جيدة بواسطة سياج حديدى قوى، مع ضرورة عدم إخبار حارس العقار أو فرد الأمن المكلف بتأمين عقاركبسفرك، والحق فى التقدم بمذكرة لقسم الشرطة الذى يتبعه محل سكنك، تحت مسمى إخطار مغادرة خارج المحافظة لطلب الملاحظة لشقتك خلال فترة غيابك.
ومن النصائح التى وجهها اللواء رفعت عبد الحميد للمواطنين، تركيب كاميرات مراقبة، ومتابعتها بواسطة الهاتف المحمول خلال فترة سفرك للتأكد من عدم تعرض الشقة للسرقة، ووضع سيارتك قبل السفر داخل جراج، وعدم تركها بالشارع أسفل المنزل.
ومن جانبه قال اللواء رشيد بركة، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمنى، أن التشكيلات العصابية المتخصصة فى السرقة ينشط عملها خلال فصل الصيف، حيث يكثر مغادرة المواطنين لمنازلهم، والتوجه للمدن الساحلية لقضاء إجازة المصيف، سواء داخل مصر أو خارجها، حيث تصبح مساكنهم فريسة سهلة أمام التشكيلات العصابية للاستيلاء على محتوياتها، سواء مشغولات ذهبية أو مبالغ مالية، وأجهزة كهربائية، ويصل الأمر فى بعض الأوقات إلى الاستيلاء على الأثاث المنزلى أيضا.
وذكر بركة أنه يجب على المواطنين قبل السفر لقضاء إجازة المصيف، معالجة كل الثغرات ونقاط الضعف التى قد يستغلها اللصوص للتسلل للشقة، منها إغلاق كل المنافذ، وإصلاح النوافذ المكسورة منها، واستخدام أقفال قوية، بالإضافة إلى اللجوء للقتنيات الحديثة فى التأمين، من أجهزة إنذار وكاميرات مراقبة، خاصة أنها أصبحت منخفضة القيمة المادية، ومنتشرة بشكل كبير، خاصة عبر مواقع التسوق الإلكترونى بشبكة الانترنت.
وأكد بركة ضرورة عدم الاعتماد على حارس العقار فى عملية التأمين فقط، لانشغاله الدائم بقضاء متطلبات السكان، وأهمية الاستعانة بحارس أمنى متخصص فى أعمال الحراسة والحصول على كل البيانات الشخصية للمترددين على العقار.
وقال بركة إنه يجب على حراس العقارات، عدم الإدلاء بأى معلومات خاصة بسكان العقار للغرباء، حيث إن اللصوص يراقبون الشقق قبل تنفيذ السرقة، ويحاولون الحصول على أى معلومات عن الشقق الخالية من سكانها.