كان اجتماع مجلس الوزراء برئاسة جمال عبدالناصر يوم 2 يوليو «مثل هذا اليوم 1967»، هو الثانى فى اجتماعات المجلس منذ نكسة 5 يونيو، حسب الجزء الأول من «ناصر 67 - قراءة فى المحاضر السرية لأحداث ما بعد 67» لمصطفى بكرى، عن «المكتبة الأكاديمية- القاهرة»، وحضره، زكريا محيى الدين نائب الرئيس، وحسين الشافعى نائب الرئيس ووزير الأوقاف والشؤون الاجتماعية، على صبرى، نائب الرئيس ووزير الإدارة المحلية، صدقى سليمان، نائب الرئيس ووزير الصناعة والكهرباء والسد العالى.
كما حضره، الدكتور محمود فوزى مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، كمال رفعت وزير العمل، عبدالمنعم القيسونى وزير التخطيط، عبدالمحسن أبوالنور وزير الدولة، محمود يونس وزير النقل والبترول والإسكان، ثروت عكاشة للثقافة، سيد مرعى للزراعة، حسن عباس زكى للاقتصاد، عبدالعزيز السيد للتربية والتعليم، محمد النبوى المهندس للصحة، عبدالوهاب البشرى للإنتاج الحربى، محمد طلعت خيرى للشباب، لبيب شقير للتعليم العالى، محمود رياض للخارجية، نزيه ضيف للخزانة، شعراوى جمعة للداخلية، عصام حسونة للعدل، عبدالخالق الشناوى للرى، نور الدين قرة للتموين، أمين هويدى للدولة، توفيق البكرى للدولة، محمد فائق للإرشاد القومى، هنرى أبادير للمواصلات، أمين شاكر للسياحة.
ناقش الاجتماع الأوضاع العسكرية والاقتصادية والموقف السياسى داخليا وخارجيا، وكان الأكثر إثارة فيها المناقشات حول مواد وأغانى تقدمها الإذاعة والتليفزيون، وبدأ الكلام بملاحظة من عبدالناصر: «التليفزيون حزين والإذاعة مازالت حزينة، ومفيش داعى نعيط يعنى، أنا فى رأيى يعنى إيه الحرب؟ مثلا ماعرفش حد كان فى إنجلترا سنة 1942 وهى بتتضرب؟. هل الراديو بتاعهم كان بيعيط حزنا ولا فيه مزيكا وسامبا؟».
قال زكريا محيى الدين: «هو الراديو بينتقد فى هذا على فكرة»، رد عبدالمنعم القيسونى: «فى وقت يعنى أنا كنت فى إنجلترا طالبا، يعنى ما أظنش إن كان فيه وقت للشعب الإنجليزى، يعنى صمد وقاوم بعد معركة دانكرك»، قال عبدالناصر: «آه لكن الراديو كان إيه؟» قال القيسونى: لا ميوزيك، يعنى أغانى، قال عبدالناصر: «مش زى العادة يعنى؟»، قال القيسونى: وسينمات. قال ثروت عكاشة: سيادتك بتقول عليه حزين، إنما الأغانى- الحاجات البسيطة اللى بتطلع- أرجو إن برضه ما تعملش نقلة مرة واحدة، قال عبدالناصر: يعنى أقلبها محزنة؟ رد عكاشة: لا.. هو بينقلها دلوقت، لكن برضه بينقل بالتدريج، إنما الرأى العام بتاع الناس مش مسألة محزنة يعنى.
قال عبدالناصر: لأ.. يعنى هو أنا طبعا بأقول: إن الموضوع أصلا فيه أغانى كانت بتتقال قبل كده كان يجب أنها متتقالش، الحقيقة فرصة النهاردة إن احنا نطهر نفسنا من الأغانى الخليعة اللى هى أصلا كان واجب أنها ماتتقالش، ولكن نقدر نمشى فى نوع جديد من الأغانى مع النوع القديم مع الأغانى الكويسة القديمة، لكن يعنى إيه الواحد كل ما يفتح الراديو يقول: «إلهى ليس لى إلاك عونا».. كويس، بس لازم احنا كمان نشتغل، يعنى باينة إن إحنا خلاص يعنى واقعين خالص، أنا متهيألى هو دلوقتى أحسن من الجمعة اللى فاتت، وبعدين متهيألى برضه التليفزيون يعنى بتنزلوا للناس حاجات تضحكهم، وحاجات يعنى مش فاهم برضه ماشيين فى التليفزيون، أنا ماشوفتش التليفزيون ولا سينما من أيام الأزمة دى، لكن أنا اللى باسمعه، وكان عندى دكتور أنف امبارح، بيقول لى: إن ولاده بيقفلوا التليفزيون لأنه حزاينى».
رد محمد فائق: «بس الرأى الحقيقة منقسم برضه يا أفندم، يعنى أنا امبارح والضرب شغال، مثلا ناس قالوا لى: الله انتوا فى التليفزيون فيه رواية وفيه ضرب، يعنى الناس عايزة جو المعركة، فنمشى تدريجى، يعنى جو المعركة الناس عايزة تحافظ عليه، والرأى العام اتجاهين، فيه اتجاه حزاينى، وفيه ناس زهقانين من الاتجاه الحزاينى يعنى.. بيجى لنا جوابات متناقضة كتيرة قوى، شوية شتيمة يعنى، فقدتوا إحساسكم، فقدتوا المعركة، وبعدين فى الوقت نفسه فيه ناس بتبعت تقول لنا: احنا زهقنا»، رد عبدالناصر: أنت مسكين فى العملية دى، رد فائق: لأ، إحنا هنطلع الناس اللى هنقدر نتواصل معاهم يوم التلات، وبترتيب خاص، يعنى صوت العرب نخليه جد أكتر من البرامج التانية، وبعدين الشرق الأوسط أصلا خفيفة قوى، والبرنامج العام.
قال عبدالناصر: أنا محطة أم كلثوم دى تبعى، وأنا قلت لهم يشتغلوا لغاية الساعة 11 بالليل، دى محطة مش رسمية، اللى مش عايز يسمع المحطات التانية يسمع محطة أم كلثوم، أنا فى رأيى كواحد يعنى بأقول: الحرب مش معناها نعمل أناشيد ونقعد نحزن، لأ، الحرب استمرار للحياة ولكن بنوع آخر، يعنى الناس بتولد وتيجى عيال، والدنيا عايشة، وبتأكل وتشرب وكل حاجة، لكن طول النهار قاعدين نقول للناس أناشيد، يعنى إيه؟، الواحد يبقى عنده صداع وعايز يسمع «موسيقى لايت» أو يسمع حاجة خفيفة يسمع لندن على طول، وبهذا محطة لندن تاخد المستمعين بتوعنا، أنا من رأيى الأمور تمشى عادية، قد يكون فيه رأى آخر، قطعا لازم يكون فيه رأى آخر».