انطلق تيار الغد السورى برئاسة أحمد الجربا فى القاهرة اليوم الجمعة معلنا عن مولد طيف معارض سورى جديد يسعى لحل الأزمة السورية بآليات واضحة وحاسمة ووقف نزيف الدم السورى وعودة المهجرين إلى سوريا وتعمير البلاد التى تعانى من الخراب والدمار منذ أكثر من 5 سنوات، وذلك بمشاركة القيادى الفلسطينى وعضو المجلس التشريعى محمد دحلان ومدير مكتب إقليم كردستان العراق ورئيس المجلس الكردى السورى إبراهيم برو.
وبعث رئيس تيار الغد السورى المعارض أحمد الجربا بتحية للسوريين فى الداخل الذين أعادوا التظاهرات السلمية والحراك الثورى بعد إعلان الهدنة مما يؤكد سلمية ثورته، موضحا أن مستقبل سوريا محفوف بكل أنواع الخطر ولاسيما فى الداخل، واصفا ما يجرى فى البلاد نكبة مثلما حدث فى فلسطين عام 1948.
وأوضح خلال كلمته فى المؤتمر التأسيسى الأول الذى عقد فى أحد فنادق القاهرة الكبرى أن هذا الواقع السورى مشبع بالتحديات ولابد من حلول بعيدا عن الخطوات الكلاسيكية المستهلكة أو التجمعات الآنية التى تنتهى قبل أن تولد.
وأشار إلى أن الواقع السورى المحفوف والمفتوح على أزمات معقدة دفعه إلى إطلاق تيار الغد السورى متجاوزين خطوط التماس الوهمية التى أُريد لها أن تقسم، وتابع بالقول: قضيتنا سنحسمها بقرارنا الحر الواحد الذى يحمى التنوع والتعددية من أجل سوريا التي تتسع لأحلام الجميع وحتى لمغامراتهم.
وأشار إلى أن "سوريا التى نريدها هى دولة على مقاس أحلام أبنائها لا بقياس كوابيس السلطان ومرتزقته"، مؤكدا أن التيار يرغب فى دولة سيدة مدنية حرة تراعى التنوع والتعددية وتحترم الاختلاف بل تشجعه، وأن تلتزم دستوراً يصوغه شعبها على أرضها، دولة اللامركزية الموسعة التى تعتبر وحدة الجغرافيا نتاجٌ لاحترام التعددية والتزام شروطها و متطلباتها.
وأوضح أن المراهنات على دولة طائفية أو عرقية ضيقة أو نظام شمولى باسم الحزب أو الدين لم تعد من مفردات العصر، مشيرا إلى أن تيار الغد السورى يؤمن بكل وضوح وجرأة بالحل السياسى المستند إلى مبادئ جنيف -1- ومندرجاته مرتكزين الى مستخلصات مؤتمر القاهرة وألا تسقط البندقية أو يؤخر ترتيبها قبل إنجاز الحل.
وتابع بالقول: إن غدنا الذى نريده هو الغد المتصالح مع سوريا الثورة ..مع العالم الحر والأصدقاء فى العالم وما أكثرهم..وقبل ذلك مع المحيط العربى وعلى رأسه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وجمهورية مصر العربية التى نخص مشيرها الرئيس عبد الفتاح السيسى بشكر خاص على رعايته للقضية السورية واستضافته لمؤتمر القاهرة وحسن استضافته لجمعنا هذا..ولن يفوتنى هنا التنويه إلى وشائج الأخوة ومعموديات الدم والملح التى تجمعنا بأهلنا الكورد خارج حدود الجغرافيا السورية والتى ارتسمت تاريخيا وتجسدت بأبهى صورها فى العلاقة مع الأخ والصديق الرئيس مسعود البارزانى.
بدوره قال نزيه النجارى، مسئول الملف العربى فى وزارة الخارجية المصرية، إن مصر ستقدم الدعم للسوريين لتحقيق تطلعاتهم وأهدافهم بحل سياسى لصعوبة الحل العسكرى.
وأكد النجارى خلال الاجتماع التأسيسى الأول لتيار الغد السورى، الذى عقد فى أحد فنادق القاهرة الكبرى، اليوم، الجمعة، أنه خلال أسبوعين تم وقف الأعمال العدائية فى سوريا، وأن مصر تكثف اتصالاتها مع أمريكا وروسيا والدول الشقيقة لحل الأزمة فى البلاد.
وأشار النجارى إلى أن تيار الغد السورى وأهدافه وتطلعاته يمكنه المشاركة فى عمل إيجابى والاعتماد على مؤتمر القاهرة، الذى انعقد يونيو الماضى للتوصل لأية لحل الأزمة السورية، مؤكدا أن الأمل بداخل السوريين للحل ووصول المساعدات الإنسانية وأن المساعدات بدأت تصل كجزء من اتفاق فيينا.
فيما قال حميد دربندى مدير مكتب مسعود بارزانى رئيس إقليم كردستان العراق، إن المنطقة دفعت جهدا باهظا فى الفترة الأخيرة، وأن سوريا واجهت مشكلة كبيرة وأن المشهد السياسى السورى يحتاج لتحرك دولى عاجل لحل الأزمة ووقف عمليات التشرد.
وأكد أن إقليم كردستان استقبل العديد من قوى المعارضة السورية، وأن الإقليم فتح المعبر للاجئين السوريين للتخفيف عن السوريين، مؤكدا متانة العلاقات بين الكرد والعرب والسنة وأن المنطقة فى ظل الأزمة تحتاج لحل المشكلة.
على جانب آخر، وجه تيار الغد السورى فى مؤتمره التأسيسى الأول الشكر للقيادة الفلسطينى محمد دحلان لجهوده البارزة فى دعم حل الأزمة فى سوريا.
وأثنى على جهود القيادى الفلسطينى فى دعم القضية السورية وجهود البارزة فى القضية الفلسطينية. ومن جهته، قال وسام حبيش، ممثل سمير جعجع بالمؤتمر، إن مشاركة اللبنانيين هو مستقبل مضىء بين لبنان وسوريا داعيا لضرورة قيام دولة ديمقراطية وعلاقات بين لبنان وسوريا ونظام سورى لا يستثنى اى وجود لأى طائفية.
وشدد ممثل سمير جعجع على ضرورة دعم لبنان لإنقاذ للاجئين السوريين وتقديم الدعم العربى لحل الأزمة السورية التى تشكل خطرا على الشعب السورى.
وأكد على أنه لا يمكن تجزئة الإرهاب فهناك أنظمة إرهابية فى المنطقة، مؤكدا أن تاريخ وحاضر مشترك بين سوريا ولبنان، مشيرا إلى أن الشعب السورى الذى فجر ثورة الكرامة سينتصر فى سوريا وان التاريخ يمهل ولا يهمل وأن أمام اللبنانيين لنقل سوريا ولبنان لعصر جديد وهو عصر المصالح المشتركة وان ما يعلن عنه اليوم هو أن سوريا ولبنان سيعملان معا من أجل استقرار المنطقة من أجل مستقبل مشرق يحقق الأمن والسلام وبعث بتحية لمصر ولبنان.