لم تكن واقعة تعدى مواطن على السيدات فى منطقة روض الفرج، التى آثارت اهتمام المواطنين على السوشيال ميديا، ووصفوه بـ"سفاح روض الفرج"، الأولى من نوعها، فقد سبقها العديد من الوقائع المماثلة والمشابهة، أبرزها قصة سفاح المعادى فى 2009، وسفاح كرموز منذ عشرات السنوات.
"سفاح المعادى" تسببت جرائمه فى حالة من الذعر، انتابت سكان منطقة المعادى، بعد تكرار اعتدائه على فتيات بالمنطقة الهادئة، بصفة عشوائية، عن طريق تتبعهن ثم طعنهن بآلة حادة من الخلف، ليفر بعدها هاربا دون أن تفلح محاولات الإيقاع به، وهو ما دفع سكان المعادى، صقر قريش والبساتين، إلى منع بناتهم من الخروج بمفردهن، حتى تم القبض عليه بعد ارتكابه عدة وقائع.
وجاءت قصة "سفاح المعادى" لتعيد للأذهان قصة سفاح كرموز الشهير، حيث كان سعد إسكندر سفاح كرموز قد سافر إلى الإسكندرية لاقتراض نقود من أحد أقاربه والعمل فى مجال تخزين الغلال وأثناء تواجده بعروس البحر المتوسط خلال فترة زمنية قصيرة أصبح الاسم الأشهر إجراما بعد ارتكابه العديد من جرائم قتل السيدات، حتى أطلق عليه "سفاح كرموز".
وسامة السفاح
وسامة "سفاح كرموز" وأناقته ساهما بشكل كبير فى جذب السيدات إليه، حتى ارتكب 19 جريمة فى حق سيدات المنطقة، اللاتى كن ينزحن من منطقة جبل نافع إلى سوق الأقمشة، وكن يسيرن أمام مخزن للغلال خاص بسفاح كرموز بدائرة قسم مينا البصل، حيث كان يجلس الشاب الوسيم على كرسى قد وضعه على الرصيف، وبنظراته استطاع جذب السيدات إليه ثم ارتكابه الجرائم فى حقهن.
سفاح كرموز نجح فى الهروب من الملاحقات الأمنية، حيث إنه كان يعرف جيداً شكل جميع الضباط بالإسكندرية ولهجتهم، الأمر الذى جعل وزارة الداخلية تفكر فى حيلة جديدة للقبض على "سفاح كرموز" فتم استدعاء والدى النقيب عبد الحميد محمد محمود، وكان وقتها يعمل فى قسم شرطة نجع حمادى بمديرية أمن قنا.
وحضر ضابط الصعيد للإسكندرية وارتدى جلبابا صعيديا وكان يجيد اللهجة الصعيدية وتم الاتفاق مع سيدة من الإسكندرية تسير برفقته وضابط آخر، حيث حاول "السفاح" أن يجذب السيدة إليه، واعتقد أن الضابط رجل صعيدى ولم يشك لحظة أنه ضابط، حتى تم القبض على السفاح بعد سنوات طويلة هدد خلالها الأمن العام.
سفاح مخمور
قصة سفاح روض الفرج الجديد، كما وصفه بعض المواطنين، حملت عدة مفاجآت أبرزها أن المتهم دأب على تعاطى المواد الكحولية قبل ارتكابه لجرائمه، ولديه سلوك عدوانى اتجاه السيدات حيث يكرهن، الأمر الذى دفعه لارتكاب جرائمه.
جاء ذلك بعد نجاح قطاع الأمن العام بالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة فى تحديد وضبط مرتكب واقعة التعدى على السيدات بسلاح أبيض، فى إطار قيام أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بتكثيف الجهود بشأن كشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة روض الفرج من ربة منزل أنه أثناء سيرها بشارع ترعة جزيرة بدران دائرة القسم فوجئت بقيام مجهول يستقل سيارة ملاكى بالتعدى عليها بآلة حادة نتج عن ذلك إصابتها بجرح قطعى وما تبين بسابقة قيام الجانى بارتكاب واقعة مماثلة بشارع شبرا بدائرة القسم وأصاب ربة منزل بجرح بيدها اليمنى.
وتوصلت التحريات إلى تحديد السيارة التى كان يستقلها الجانى وتبين أنها مُقيدة بإسم "ك.م" 31 سنة، مقيم كفر طهرمس بالطالبية بالجيزة، وبمناقشته أكد أن السيارة بحوزة "مصطفى. أ" وينتحل اسم أحد الأشخاص "تاجر سيارات، مُقيم بدائرة قسم شرطة الظاهر) سبق اتهامه فى 21 قضية متنوعة آخرها قضية "سرقة".
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه والسيارة المستخدمة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعتين تحت تأثير تناول المواد الكحولية، وبتفتيش السيارة ضُبط بداخلها الأداة المستخدمة "كتر" فى ارتكاب الواقعتين.
يُشار إلى أنه أثناء الفحص حضرت للقسم إحدى المواطنات، عاملة، مُقيمة بدائرة قسم شرطة الساحل، مؤكدة تعرضها لواقعة مماثلة أثناء سيرها بشارع شبرا بدائرة قسم روض الفرج، وبعرض المتهم والسيارة عليها تعرفت عليهما واتهمته بارتكاب واقعة التعدى عليها.
بدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمنى، إن جرائم الاعتداء على السيدات تتكرر ما بين الحين والآخر، وأن المواطنين دأبوا على اطلاق اسم السفاح عليها، نسبة لأول شخص تعدى على السيدات والذى كان يلقب بالسفاح.
وأضاف الخبير الأمنى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن هذا الشخص واضح أن لديه مشاكل وأساليب عدوانية ضد السيدات جعلته ينتقم من أى سيدة، بغض النظر عن اسمها، وأن ضبط المتهم بعد وقت قليل من أول بلاغ، يؤكد يقظة جهاز الشرطة حالياً على عكس قصص السفاحين منذ عشرات السنوات والتى كانت تستغرق سنوات لضبط المتهمين.