أطفال النزاعات المسلحة إلى أين؟.. تزايد أعداد الصغار المشاركين بدوائر القتال فى الشرق الأوسط "مؤشر خطر".. أبناء الدواعش والمهجرين واللاجئين "نواة" لأزمات أكبر.. وعلى المجتمع الدولى تدارك الأزمة وإعادة

أباطرة الإرهاب فى العالم.. كيف نشأوا وما الظروف المحيطة بهم فى صغرهم؟.. هل دفعهم الفقر أو الظلم الاجتماعى إلى سلك هذا النهج العدائى والفكر المتشدد؟.. كلها أسئلة ظلت دائرة فى العقول لعقود فى محاولة لإيجاد تفسير أو مبرر لما يرتكبوه من جرائم فى حق البشرية، الغريب أن شخصيات مثل أسامة بن لادن زعيم القاعدة ولد فى وسط أسرة غنية، وأبو البكر البغدادى زعيم تنظيم داعش تربى بين عائلة متوسطة الحال فى مدينة سامراء شمالى بغداد، وكان شابا متدينا واستكمل تعليمه وخلال فترة دراساته العليا أقنعه عمه بالانضمام لجماعة الإخوان. وإذا كان بن لادن والبغدادى حظيا بطفولة طبيعية إلى حد ما وتمت إحاطتهما بالرعاية الكافية ولم يعانيا من الاضطهاد أو أى سلوك عدوانى ضدهما ثم بعد ذلك حدث تحول فى سلوكهما واتجها إلى عالم الإرهاب وصارا أباطرته، فماذا سيكون مصير الأطفال الذين عاشوا داخل دوائر النزاعات والقتال فى الشرق الأوسط فى السنوات الماضية؟، كيف سيكون سلوكهم تجاه المجتمعات المحيطة بهم؟، هل سيترددون إذا عُرض عليهم الانضمام لأى جماعة مسلحة لأى غرض سواء كان إرهابا أو غيره من الأمور الأخرى؟! أطفال النزاعات المسلحة إلى أين ما يُدلل على أن هناك أزمة محتملة بسبب هؤلاء الصغار الذين اشتركوا فى دوائر النزاع والقتال بالشرق الأوسط ما أعلنت وزارة الخارجية العراقية فى بيان لها أنه تحث دول العالم على تسلم أطفال متشددين أجانب لديها من غير المدانين أو من الأحداث الذين أتموا محكوميتهم، بحسب ما قال ناطق باسم الوزارة. دراسة للأمم المتحدة عن أثر النزاع المسلح على الأطفال تم نشر نتائجها على الموقع الإلكترونى لمنظمة اليونسيف تحدثت عن أن الأطفال المرتبطين بالقوات المسلحة أو الجماعات المسلحة يتعرضون لعنف هائل، ويضطرون غالباً لمشاهدة وارتكاب أعمال العنف ويتعرضون للإيذاء أو الاستغلال أو الإصابة أو حتى القتل، وهذا الوضع يحرمهم من حقوقهم، ويصاحبه غالباً عواقب جسدية ونفسية قاسية. وبالنظر لدراسة اليونسيف وكذلك كم الصراعات الدائرة فى الشرق الأوسط وتحديدًا فى دول مثل سوريا والعراق واليمن، سنستنتج تلقائيًا أن هناك خطرا داهما على مستقبل المنطقة، وأن هؤلاء الأطفال قد يشكلون فى المستقبل أزمة لا يحمد عقباها، وما يؤكد هذا الحديث ما حذرت منه منظمة الأمم المتحدة للطفولة من أن تعداد الأطفال المشاركين فى الأعمال القتالية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفع ضعفين خلال العام الماضى. وفى تقرير اليونسيف الذى نقلته صحيفة الجارديان تمت الإشارة إلى أن الارتفاع فى تجنيد الأطفال يأتى بسبب ارتفاع وتيرة العنف فى كل من اليمن والعراق وسوريا بالسنوات الأخيرة، مما ساهم فى ارتفاع عدد المشردين ونقص الخدمات الأساسية المقدمة لهم، وبالتالى انهيار الأوضاع الإنسانية مما دفع عدد من المدنيين لإجبار أطفالهم على حمل السلاح والدخول إلى دوائر القتال كجنود يتقاضون أجور. وأوضح تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن 90% من الأطفال المقيمين فى كل من سوريا والعراق واليمن يتأثرون بالأزمات الدائرة فى بلادهم، فيما يحتاج واحد من كل 5 أطفال فى المنطقة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة. الشىء المثير للاهتمام أن اليونسيف قد أكد فى وقت سابق أن الأطفال المجندين ينفذون الدور الأنشط بالنزاعات المسلحة داخل المنطقة فى السنوات الأخيرة، لافتة إلى أن تعدادهم ارتفع فى عام 2015 فقط من 576 إلى 1168 طفلا، طبقا لتقديرات أممية. أرقام اليونسيف تبدو مفزعة فما بالك بالتفاصيل؟!، فعلى سبيل المثال لا الحصر الأطفال الذين ولدوا وسط التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة أو تنظيم الدولة "داعش" وتحديدًا الأخير باعتباره النموذج الأبرز على الساحة الدولية خلال السنوات الأخيرة، ورغم أن التنظيم مُنى بهزائم قاسية مؤخرًا وفقد تقريبًا 98% من أراض كانت بحوزته فى كل من سوريا والعراق إلا أن نسل هذا التنظيم لا يزال هاجسا يؤرق الجميع. ويعتبر مراقبون أطفال داعش "قنابل موقوتة" والسبب تربيتهم غير السوية فقد بث التنظيم على مدار السنوات الماضية عددا من المقاطع يظهر فيها صغار يحملون السلاح وأحيانًا يشرفون على عمليات إعدام بحق سجناء لدى التنظيم، وفى أوقات أخرى ينفذون عمليات انتحارية مثلما نشر داعشى فى 21 ديسمبر 2017 فيديو لطفلتيه قبل إرسالهما لتنفيذ عملية انتحارية فى قسم شرطة الميدان بالعاصمة السورية دمشق، لتقوم واحدة منهما بتفجير نفسها، بينما عادت شقيقتها لأن الشرطة لم تسمح لها بدخول المركز. ومؤخرًا مع توالى هزائم داعش وسقوط كثير من أبنائهم فى أيدى القوات الحكومية، تحدث خبراء أمنيون عن أن هؤلاء الصغار قد يمثلون أزمة تهدد الأمن القومى فى المستقبل، ومن هنا جرت المطالب بإيداعهم مصحات لإعادة تأهيلهم نفسيًا وتخليصهم من الأفكار الظلامية التى تربوا عليها وإعادة دمجهم فى المجتمع، وهذا ينطبق على الأطفال العرب كالعراقيين والسوريين، بينما الأجانب فهناك دعوات لبلادهم لاستعادتهم مجددًا. الجنود الأطفال ليسوا أبناء الدواعش وحدهم من تم اقتيادهم لدوائر القتال والصراع بل على الجانب الآخر هناك نماذج لدول جندت الأطفال فى أتون الحرب وعلى سبيل المثال، أدرجت الولايات المتحدة إيران على قائمتها لأسوأ الدول فيما يتعلق بالاتجار بالبشر واتهمتها بتجنيد الأطفال وسط انتقادات دولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وذلك وفقا لما أوردته شبكة "سكاى نيوز". وبالنسبة لتفاصيل عملية التجنيد الإيرانية للأطفال فإن تقريرا دوليا جديدا فى 26 أكتوبر الماضى، حذر من نهج إيران المستمر فى إجبار الأطفال القصر دون الـ 15 عاما على التجنيد والقتال فى الصفوف الأمامية بسوريا. التقرير الأممى أشار إلى أن تجنيد الأطفال واحد من بين 6 انتهاكات حقوقية تمارسها إيران، وقد انكشفت تفاصيل تلك الظاهرة فى الحرب السورية فقد قامت القوات الإيرانية بتجنيد أطفال أجانب والزج بهم فى أتون الحرب السورية، وليس هذا فحسب إنما فى الخطوط الأمامية، مستخدمين عدة أدوات لدفعهم لساحة القتال مثل استغلال فقر أسرهم ووعدهم بإقامة قانونية فى إيران مع عائلاتهم بالإضافة إلى حوافز مالية. التقرير الأممى تحدث عن مهمة تجنيد الأطفال فى سوريا يتولاها كل من الحرس الثورى الإيرانى والذراع العسكرية لبلاد الفرس "فيلق القدس"، كما تم الكشف عن أن إيران عبأت عشرات اللاجئين القصر الذين لم يبلغوا الـ 15 عامًا ضمن فيالق وألوية عسكرية فى سوريا، وذلك فى انتهاك لبروتوكول الطفل الاختيارى الذى وقعته إيران فى 2002، والتى تنص على أن حد المشاركة فى الأعمال العدائية 18 عامًا. وأضاف التقرير الأممى الذى نقلته شبكة سكاى نيوز الإخبارية أن كثيرًا من العائلات تحجم عن الإبلاغ عن اختفاء أطفالهم الذين يتم اقتيادهم إلى دوائر القتال خوفا من السلطات الإيرانية، فيما ترسل عائلات أخرى أبناءها بسبب العوز المالى، والأهم من كل ذلك أن من يعود حيًا من القتال لا يسلم من الاضطرابات النفسية، مما ينذر بعواقب وخيمة أكبر من هؤلاء الأطفال عندما يكبرون. أبناء النزاعات المسلحة وبخلاف أبناء الدواعش والأطفال الذين تم تجنيدهم قصرًا سواء بسبب العوز المالى لأسرهم أو عبر الأسر من قبل الفصائل المسلحة، يأتى الأطفال المهجّرون واللاجئون كأحد العناصر المهمة التى لا يجب إغفالها فى معادلة الصغار الذين اشتركوا فى دوائر النزاعات المسلحة، وهؤلاء حتى وإن لم يحملوا السلاح فإن ما عايشوه من هول أزمات سيؤثر على نفسيتهم، وهذا ما أشارت إليه دراسات أعدتها منظمة اليونسيف. كل ما سبق يؤكد أن شكل الفصائل المسلحة فى المستقبل بالشرق الأوسط غير معلومة الملامح خصوصا أن هؤلاء الصغار عندما يكبرون لا أحد سيعلم ما يدور فى أذهانهم لأن ما عايشوه وسط بؤر الدمار غير محتمل، ومن هنا يمكن القول إن هناك خطرا كبيرا مقبلا على المنطقة كلها إذا لم يتم تداركه مكبرًا وعلى العمل على حد منه عبر ما تسميه الأمم المتحدة بإعادة دمج هؤلاء الأطفال فى المجتمع.














الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;