ضغوطات متتالية يمارسها ترامب على منظمة "أوبك" لتخفيض أسعار البترول، من خلال التصريحات الإعلامية والتدوينات على موقع تويتر، وبعد أن أعلن الأسبوع الماضى موافقة المملكة العربية السعودية على زيادة إنتاج المملكة بواقع 2 مليون برميل يوميا، عاد ليكتب تدوينة شديدة اللهجة يطالب فيها بخفض الأسعار.
وقال ترامب فى تدوينته أن احتكار أوبك يجعل أسعار النفط مرتفعة، وأنهم لا يفعلون شيئا تجاه ذلك بل يدفعون الأسعار للارتفاع، رغم أن الولايات المتحدة تدافع عن أعضاء المنظمة ، وطالب أوبك بخفض الأسعار الآن، فلماذا يضغط ترامب بشدة لخفض أسعار البترول؟
تعد الولايات المتحدة من أكبر مستهلكى النفط فى العالم، ويوضح الدكتور جمال القليوبى نائب رئيس هيئة البترول الأسبق وأستاذ هندسة البترول بجامعة القاهرة، أن أمريكا تستهلك حوالى 20 مليون برميل من النفط يوميا، نصفهم من إنتاجها والنصف الآخر مستورد من دول الأوبك على رأسها السعودية والإمارات والكويت، ودول الجوار مثل كندا.
وتابع القليوبى فى اتصال هاتفى لـ"انفراد"، أن الولايات المتحدة استخدمت كمية كبيرة من مخزوناتها من النفط خلال الأربع سنوات الماضية بواقع 4.5 مليون برميل يوميا، فى حين ترغب فى سد هذا العجز وزيادة احتياطياتها من مخزون النفط.
ويؤكد القليوبى، أن الضغط الأمريكى لخفض الأسعار يرجع بصورة أساسية إلى رغبة الولايات المتحدة فى شراء النفط بأسعار أقل، حتى تزيد القدرة التخزينية للبترول الأمريكى، متوقعا أن تنخفض الأسعار وصولا إلى مستوى 65 دولارا للبرميل.
ويحدد تقرير مخزونات النفط الخام الصادر عن إدارة معلومات الطاقة بمعهد البترول الأمريكى، الزيادة الأسبوعية في عدد براميل النفط الخام الذى تخزنه الشركات الأمريكية (مخزونات النفط الأمركيى)، ويؤثر مستوى هذا المخزون يؤثر على سعر منتجات البترول، مما يؤثر بالتالى على التضخم والقوى الاقتصادية الأخرى.
وطبقا لأحدث بيانات معهد البترول الأمريكى، فقد انخفضت مخزونات النفط الأمريكى الأسبوع الماضى بواقع 4.5 مليون برميل، لتسجل 416.9 مليون برميل مقارنة مع توقعات محللين بانخفاض قدره 3.5 مليون برميل.
بعد نشر تدوينة ترامب، تراجعت أسعار البترول اليوم الخميس، وبلغ سعر خام القياس العالمى مزيج برنت فى العقود الآجلة 77.68 دولار للبرميل، منخفضا 56 سنتا أو 0.7% عن الإغلاق السابق، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى فى العقود الآجلة 45 سنتا أو 0.6% إلى 73.69 دولار للبرميل، طبقا لما أوردته وكالة رويترز.
وتأسست منظمة أوبك عام 1965، وتضم فى عضويتها حاليا 14 دولة على رأسها السعودية والكويت والإمارات وإيران والعراق وفنزويلا، وتمتلك الدول أعضاء 40% من الناتج العالمى و70% من الاحتياطى العالمى للنفط.
يدعم ترامب فى هذا الضغط المتواصل على أوبك، أعضاء ديموقراطيون بمجلس الشيوخ الأمريكى، والذين يطالبون الرئيس الأمريكى مرارا بالضغط على منظمة الأوبك لاتخاذ خطوات لخفض أسعار النفط، خوفا من أن تلتهم ارتفاع تكلفة الوقود حصيلة التخفيضات الضريبية للأمريكيين.
وعقد تشارلز شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ مؤتمرا صحفيا – نقلته وكالة رويترز الشهر الماضى - في محطة وقود بالقرب من مبنى الكونجرس، ينتقد الرئيس الأمريكى لعدم اتخاذ المزيد من الخطوات لخفض تكلفة الوقود، وقال إن أسعار البنزين قفزت 25% منذ تولى ترامب منصبه في يناير 2017، كما أن قراره بالانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران ساهم فى مزيد من ارتفاع أسعار النفط.
