بالصور.. هيئات التجميل تحتاج لـ"نظافة".. محيط 6 مقرات يؤكد: "باب النجار مخلع".. رئيس نقابة العاملين بالنظافة: غياب الإبداع أهم مشكلات المسئولين.. ورئيس الهيئة بالقاهرة يرد: "لازم سلوك الناس يتعدل"

المتناقضات فى مصر ما أكثرها.. ومنها هيئات النظافة والتجميل المُكلفة بالتنظيف وتحسين صور ميادين مصر.. لكن جولة ميدانية أمام مقرات "6 هيئات" كشفت أن تلك الجهات ربما أدت مهمتها فى كل الأماكن إلا فى مقراتها وما حولها من شوارع وإظهارها بشكل يتناسب مع الدور الموكل إليها.

الجولة الميدانية شمّلت 4 هيئات نظافة وتجميل فى محافظة القاهرة، وهى: روض الفرج عن الشرقية، والسيدة زينب عن الجنوبية، والمطرية عن الشرقية، عابدين عن الغربية، وذلك التقسيم وفقًا للبوابة الإليكترونية للمحافظة، بالإضافة إلى مقر هيئتين فى محافظة الجيزة كانت أمام مبنى حى الهرم وبولاق الدكرور.

مكاتب روض الفرج البداية كانت من شرق العاصمة من روض الفرج، تلك المنطقة الشعبية الشهيرة، وضع الشوارع يبدو أفضل نسبيًا عما يشاع عن المناطق الشعبية من كونها مهملة فى الجانب الخاص بالنظافة، لكن فى الطريق إلى مقر الهيئة التى تقع فى أحد الشوارع الجانبية لـ"شارع أبو الفرج الرئيسى"، لم يكن أغلب سكان المنطقة على علم بموقع الهيئة وأحدهم أجاب ساخرًا: "هى فين النضافة ولا التجميل ده".. عدم علم السكان بمقر الهيئة بدا منطقيًا فى ظل عدم وجود لافتة تدل على نشاط قاطنى تلك البنية الصغيرة التى يُجاورها بيت مبنى مهجورًا.

فى تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، كانت الهيئة خالية من الموظفين فيما عدا عاملين، وأمامها إحدى سيارات النقل الخاصة بها، مقر الهيئة من الداخل يتكون من عدد الحجرات ومكتب خشبى، وجدران تحتاج إلى إعادة طلاء لسد الثقوب المتواجدة بها، وأيضًا إخفاء الكتل الأسمنتية التى تم وضعها جراء تركيب الأبواب الخشبية على الحجرات، كما أن الأرضية تحتاج إلى تنظيف من أثار الأتربة المتراكمة عليها ربما لفترة تمتد إلى أيام دون نظافة.

أكوام من القمامة تواجدت فى الشارع المقابل لمقر الهيئة، والتى تحدث أحد أصحاب المحلات عنها قائلا: "بص على الزبالة فى الشارع أهى قصادك ساعات بتفضل باليومين مش بتتشال.. والأشجار هنا بقالها سنين من غير تقليم.. أقصى حاجة بيعملوها أنهم يشيلوا الزبالة من الصناديق فى العربية وشكرًا على كده". لافتة السيدة زينب مقر هيئة التجميل والنظافة فى حى السيدة زينب لا ينطبق عليه المثل القائل "الجواب بيبان من عنوانه"، فالبوابة الحديدية الصغيرة يبدو أنها لم تنظف منذ سنوات، واللافتة المعلقة على مقر الهيئة "متهالكة" وتحتاج إلى النظافة والتجميل، كما أن وقوعها بجوار أحد المقاهى جعل رواده يستغلون الرصيف المجاور للمبنى من أجل الجلوس لاحتساء المشروبات ولا مانع من تدخين "الشيشة" أمام باب الهيئة.

بسؤال أحد الجالسين عن حال الهيئة أجاب: "هم مش بيشتغلوا إلا لما يكون فى محافظ معدى، وعندك مثلا الشجرة اللى قدام المقر على طول فضلت حوالى عشرة سنين دون أى عناية، بالظبط اتقصت من شهر واحد".

الوضع حول الهيئة لم يكن على أفضل حالا، فقط على بُعد أمتار كان هناك أكوام من القمامة وبالتحديد أسفل الكوبرى المُطل على شارع السد.. وفى الشارع الخلفى لمقر الهيئة بدت الأمور أقل سوءًا بعدما تواجد أحد عمال للنظافة لكن كبر سنه والأدوات البدائية التى يمتلكها من "مقشة خشبية" رثة الحال وعربة حديدية بالكاد تتحرك، تجعل الأداء المطلوب أقل جودة.

محمد عنتر أحد سكان المنطقة، يقول: "الهيئة محتاجين حد يحركهم، إحنا مش بنشوف غير الراجل الكبير ده.. وهو بيشتغل على قد ما يقدر لكن مش هيقدر يشتغل بالشكل المطلوب.. والأهالى هنا بتحاول تنضف بنفسها رغم إن الهيئة فى الشارع الرئيسى جنبنا".

شجرة مريم المطرية الوصول إلى شارع الكابلات فى منطقة المطرية ينتهى بمبنى الحى ومكتب الهيئة، الشارع يعانى من أكوام القمامة التى لا يلتفت إليها أى مسئول داخل الهيئة، سائق توكتوك يُدعى عم أحمد تحدث عن حال النظافة فى المنطقة قائلا: "إحنا أبطال الجمهورية فى عدم النظافة روح شوف شجرة مريم ولا عند الصحة هتلاقى أكوام هناك.. وبجوار المدارس كمان".

يُشار إلى أن حال المنطقة المُحيطة بـ"شجرة العذراء مريم" وهى أحد الآثار القبطية بالقاهرة كان أسوأ صورة يُمكن أن تراها لـ"معلم أثرى".. فأكوام القمامة كانت مُكدسة بالشارع الخلفى للحديقة لدرجة أن رعاة الغنم استغلوا تلك المنطقة من أجل إطعام أغنامهم.. ما يزيد الأمر سوءًا وجود مدرسة شجرة مريم الابتدائية فى المبنى المقابل للحديقة!.. إنما أسوأ ما فى المشهد كانت زجاجات للخمور المُلقى بجوار سور الحديقة الأثرية. حى القللى لا يعمل فى عابدين ذلك الحى العريق تظهر الشوارع فى صورة جيدة بجوار سرايا عابدين، بينما يختلف المشهد فى الشوارع الأخرى، منها الشارع الذى يتواجد مكتب الهيئة فى مبنى الحى بـ"القللى"، حيث تنتشر القمامة وتتواجد بقايا الأخشاب غير صالحة للاستخدام وكذلك كان هناك عدد من أعمدة الإضاءة مُلقاة بجوار الهيئة.

أحمد محمد شاب يعمل فى أحد المقاهى القريبة من الحى علق على المشهد أمام مبنى الحى، قائلا: "الشغل من على الوش ياريت تصور الزبالة ديه وتنزلها على الفيس هم كده مش بيشتغلوا غير لما يكون فى مرور من مسئول ولا حاجة". الجيزة لا جديد بالنسبة للحال فى محافظة الجيزة، الأمر لم يختلف كثيرًا عما سبق ذكره.. أمام حى بولاق الدكرور، حيث توجد القمامة متراكمة أمام مركز شباب المشابك الذى يقابل مبنى الحى.. الأمر ذاته ينطبق على حى الهرم الذى تكدست القمامة على بعد أمتار من مقره وأحيانا تظل بالأيام دون أن يزيلها أى من الأفراد المسئولين عن النظافة والتجميل بالمنطقة.

غياب الإبداع أمين حسن نقيب العاملين بالنظافة وتحسين البيئة، يرى أن ظاهرة عدم النظافة أمام وحول مكاتب الهيئات سببه أن الأمر تحول إلى عمل حكومى روتينى بدون أى إبداع، رغم أن الأمور لا تحتاج إلى مجهود سوى أفكار خارج الصندوق، مضيفا أن معظم العاملين فى تلك الهيئات تم نقلهم من المرافق أو غيرها من الفروع، مؤكدا أنهم يُطالبون مرارًا وتكرارا من الجهات الرسمية انتقاء العناصر القادرة على خلق الفارق بأبسط الأدوات وليس مجرد عمل روتينى يتلخص فى إمضاءات حضور وانصراف.

الرد الرسمى من جانبه، أكد المهندس حافظ سعيد رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، أن عدم ملكية الهيئة لأغلب تلك المقرات بشكل نهائى يجعلها غير قادرة على تطوير بناياتها أو التحكم فيها بشكل كامل، مدللا على حديثه بأن هيئة تستأجر المقر الذى يتواجد فيه الديوان العام بالعباسية. وأكد رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، أن النظر إلى مظهر الهيئات أمر بسيط بالمقارنة بالأعباء الملقاة عليها، مضيفًا أنه لا مانع فى النظر إليها أيضًا ومحاولة تطويرها سواء الأكشاك الخشبية وتغيير القديم منها.. أى تحسين المظهر بشكل عام.

وحول تكدس القمامة فى عدد من المناطق ومنها المطرية، قال سعيد إن العمل فى المناطق المختلفة يتم بشكل يومى منتظم وليس مثلما أشار البعض إلى أنه حال مرور مسئولين.. قائلا: "بالعقل لو تم إهمال شارع بدون تنظيف لمدة 4 أيام سيتحول إلى تل قمامة بكل تأكيد"، مضيفًا: "كل العمال يعلمون أدوارهم المحددة لهم جيدًا وهناك مهندسون مسئولون يشرفون على العمل بشكل مستمر ودورى"، موضحًا أن دور الهيئة فى الجانب المختص بالتجميل يتمثل فى مسئوليتها عن الحدائق والتشجير فى الشوارع بمعنى أن كل الأشجار المزروعة فى الشوارع عليها يجب تقيلمها والاهتمام بمظهرها.

وتعليقا على غلبة فئة كبار السن على العاملين فى هيئة النظافة قال سعيد: "مهنة عامل النظافة لا تجد من يُقبل عليها.. فنصف العاملين من خارج القاهرة.. وكبار السن الذين تم تعيينهم منذ وقت طويل.. فئة الشباب لا تقبل هذا العمل بسبب نظرة المجتمع وما يعانوه من صعوبات أو حوادث الطرق، بالرغم من أن عامل النظافة فى الخارج له احترامه الشديد كونه يقوم بمهمة لا يستطيع غيره عملها بشكل يومى.

وحول تراكم القمة فى مناطق بالقاهرة مثل المطرية، وبالتحديد حول شجرة مريم، أكد سعيد على أن رعاة الغنم يقومون بقلب صناديق القمامة من أجل إطعام أغنامهم، مضيفًا أن هناك شركة وهيئة تتولى النظافة فى المنطقة، مؤكدًا أنه غير منطقى إلقاء القمامة على مدار اليوم من قبل المواطنين، وفى العالم كله يتم مرة واحدة فى اليوم لكن فى مصر العمل على مدار الـ"24 ساعة" ويتم ملء الصناديق ثلاث أو أربع مرات يوميا.

وتابع رئيس هيئة النظافة بالقاهرة، أن العاصمة تُخرج يوميا 17 ألف طن مخلفات صلبة بما يعادل مخلفات دول كاملة، مضيفًا: "سلوك المواطنين يحتاج إلى تعديل فأنا على سبيل المثال كنت أسير فى شارع الميرغنى ليلا ورأيت الشباب يلقون مخلفاتهم بعد تناول الوجبة السريعة وفى الصباح الباكر يمر الناس ليدعوا على المسئولين عن النظافة "الله يخربيتهم مش بيكنسوا" للأسف الناس فاكرة إن العاملين دول خدامين عندهم هم يرموا والعمال تنضف.. لازم المواطن يبقى عنده رغبة.. ولازم سلوك الناس يتعدل".


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;