خلافات مالية جمعت شابين فى حلوان، حاول الوسطاء التدخل لاحتواء الأمر، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وقرر أحدهما الانتقام من صديقه بطريقته.
المتهم الذى لم يتخط عمره الثلاثة والعشرين عاماً استعان بصديقه، ونجحا فى اختطاف غريمه والزحف به لإحدى الشقق، وتعديا الاثنين بالضرب المبرح على الضحية.
الجانى لم يكتف بذلك، وإنما أحضر كلبين لإرهاب الضحية بهما، حيث تلذذ المتهم فى تعنيف الضحية وإلحاق الأذى البدنى والنفسى به، من خلال ترك كلبين ينهشان فى الضحية ويمزقان ملابسه.
واستكمالاً لوقائع المسلسل الهزلى لإهانة غريمه، صور له عدة مقاطع فيديو أثناء تعديه عليه بالضرب وتخويفه بالكلبين، وبث الفيديو على مواقع السوشيال ميديا للسخرية من الضحية.
انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، انتشار النيران فى الهشيم، حيث تبارى رواد السوشيال ميديا فى مشاركة الفيديو، معلنين تعاطفهم مع الضحية، مطالبين الأجهزة الأمنية بسرعة القبض على المتهمين وتقديمهم لجهات التحقيق.
ولم تمر سويعات على انتشار الفيديو، حتى سارعت الأجهزة الأمنية فى استخدام التقنيات الحديثة، بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، ومن خلال المساعدات الفنية وبالتنسيق بين قطاع الأمن العام بإشراف اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية، ومديرية أمن القاهرة بإشراف اللواءين خالد عبد العال مدير الأمن ومحمد منصور مدير المباحث، نجحت أجهزة الأمن فى التوصل لمكان لهروب المتهمين والقبض عليهما، والتحفظ على الفيديوهات التى التقطوها للضحية عبر هواتفهم المحمولة.
وبدورها، قالت وزارة الداخلية، أن مباحث قسم شرطة حلوان ضبطت شخصين لقيامهما باحتجاز أحد الأشخاص وتسجيل مقطع فيديو له وبثه على مواقع التواصل الاجتماعى حال قيامهم بالاعتداء عليه، فى ضوء ما تم رصده من تداول مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لشخصين يقومان باحتجاز شخص داخل إحدى الشقق السكنية وتهديده بالإيذاء باستخدام "كلبين" كما قاما بالتعدى عليه مما أسفر عن إصابته بجروح متفرقة بالجسم.
وتم تشكيل فريق بحث أسفرت جهوده عن تحديد مرتكبى الواقعة حيث تبين أنهما "أحمد.ع" 23 سنة، عامل، و"زياد.م" 20 سنة، عامل ويقيمان حلوان، وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبطهما وبحوزة الأول هاتفه المحمول تبين احتوائه على المقطع الذى تم بثه، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة بدافع الانتقام نظراً لوجود خلافات بين المتهم الأول والمجنى عليه.
وقال المتهم الأول إن خلافات مالية جمعته بالضحية جعلته يفكر فى الانتقام منه، وأنه تفنن فى الانتقام منه على طريقته من خلال تصويره فى مواقف مهينة، حتى يكسر عينه أمام نفسه وجيرانه، مؤكداً أن خلافات على جنيهات قليلة وراء الحادث.
بدورها، قالت مروة درديرى خبير العلوم الاجتماعية والنفسية، إن الأشخاص الذين يتلذذون فى تعذيب الآخرين، يطلق عليهم شخصية "سيكوباتية"، وأنه للأسف يوجد العديد من هؤلاء الأشخاص فى مجتمعنا الذين يجنحوا للعنف.
وأضافت خبيرة العلوم الإجتماعية والنفسية، أن هذه الحوادث تقليد لما يحدث فى الدراما، التى تصدر للمشاهدين البلطجية على أنهم أبطال وأساطير، ومن ثم يلجأ البعض لتقليدهم فى الواقع، فتتكرر هذه المشاهد.