هاجر غمرى الشحات السيد صاحبة المركز التاسع على الجمهورية فى الثانوية العامة، بنت قرية كشيك مركز أبو حماد الشرقية، تحفظ كتاب الله عن ظهر قلب توصلنا إليها بصعوبة بالغة، فهى لا تملك حساب على "فيس بوك" أو "تويتر" أو حتى "واتس آب"، والدها مزارع بسيط، ومع ذلك لم يقصر مع أبنائه الأربعة، فجميعهم فى مراحل التعليم المختلفة الابنة الكبرى فاطمة تحفظ القرآن كاملا وفى كلية الدراسات الإسلامية وهاجر من أوائل الثانوية العامة وولاء فى الصف الثالث الإعدادى ومحمد فى الصف الأول الإعدادى.
تقول هاجر إنها لم تكن تحدد عدد ساعات معين للمذاكرة وأنها سمعت بعض النصائح وأخذت بها بأن لا تعطى مجهودا كبيرا فى بداية العام الدراسى وأن توفر مجهودها لآخر العام.
هاجر كانت تساعد والدتها فى أعمال المنزل، كما كانت تذهب لوالدها فى الحقل وأحيانا تساعده فى أعماله، ولكنها عندما وصلت إلى الصف الثالث الإعدادى والدها نبه على الجميع ألا يطلب منها أى عمل وأن يوفروا لها الجو المناسب للمذاكرة.
تستيقظ هاجر يوميا فى السادسة صباحا تبدأ يومها بالصلاة وتلاوة بعض آيات القرآن وتبدأ المذاكرة حتى الثانية ظهرا ثم تبدأ رحلة الدروس.
لم تكن تذهب هاجر إلى المدرسة كثيرا فى الثانوية العامة لبعد المسافة أولا ثم لعدم وجود الكثير من الفتيات فى بلدتها الصغيرة لتذهب برفقتهن، واعتمدت على مجهودها وعلى الدروس الخصوصية، وكانت تخلد إلى النوم فى الحادية عشر مساء.
أما والدها فيقول: "هاجر عمرها ما تعبتنى طول عمرها ماشية مظبوط زى الألف خلصت الابتدائية واتجهت للكتاب، حيث أتمت حفظ القرآن الكريم فى أقل من عامين، وهى فى تانية إعدادى كانت حافظة القرآن كامل، هى مش بتحب تتفرج على التليفزيون، وكانت بتساعد والتها فى شغل البيت وتيجى تساعدنى فى الأرض، ولكنها لم تهمل دراستها، وعلشان أنا عارف إن المذاكرة صعبة، نبهت على البيت كله ماحدش يطلب منها أى حاجة وهى فى تالتة ثانوى".
ويضيف: "مشوار المدرسة كان صعب عليها وكانت بتيجى تعبانة علشان كدة، اتفقت أنا وأولياء أمور 3 من زميلاتها إننا نشترى توك توك ونوظف واحد ابن حلال عليه علشان يوصلهم المدرسة ويجيبهم كل يوم علشان ما يتعبوش وكمان ما حدش يضايقهم".
ويتابع: حاولت على قد ما أقدر إنى أوفر لها كل سبل الراحة وهى كمان ما خيبتش ظنى ولا ضيعت تعبى هدر بالعكس هى شرفتنى ورفعت رأسى فى السما".