على مدار الاسبوع الماضى كانت الاخبار تتدفق بسرعة لا نهائية ككرة ثلج تنحدر من أعلي بصورة طائشة، يضخمها ويعظم من ثقلها آلاف الللايكات والشير، دون مراجعة أو استبيان عن مصدر تلك الحقائق والمعلومات، وعلى الرغم من المحاولات الدءوبة والنشطة من قبل اجهزة الدولة، ووسائل الاعلام ظل الشائعة آثر أكبر وأوسع فى الانتشار عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
عدد من الاحزاب والسياسيين، ارجعت تلك الظاهرة إلى اجهزة مخابراتية تصنع تلك الشائعات بصورة تقنية لتبدو حقيقية تمامًا، مستعينة بجزء من الحقيقة يتم الالتفاف حولها ونسج اكاذيب بينه تستهدف الدولة بشكل ممنهج، داعين فى الوقت ذاته ضرورة الحذر والحيطة.
ومن جانبه قال اللواء محمد صلاح أبو هميلة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، إن هناك دولا باجهزاتها المخابراتية تستخدم الشائعات فى زعزعة استقرار الدول، وهو ما يعرف باسم الحروب الصفراء، مشيرًا إلى أن مصر مستهدفة بشكل كبير فى هذا الصدد بجانب التضييق السياسى والاقتصادي عليها.
وأوضح أبو هميلة لـ" انفراد " أن الدولة المصرية عليها دور كبير، فى رصد الشائعات وسرعة الرد عليها، فى وسائل الاعلام أو من خلال البيانات الرسمية، مشيرًا إلى أن الشائعة دائمًا فى حاجة إلى رد عاجل.
وأكد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري على أهمية دور رجال الدين فى المساجد والكنائس للتنبيه على الناس من خطورة الشائعة ومحاولاتها لاستهداف الأمن القومي، وأمن المواطن فى المقام الأول، لافتًا إلى أن الشائعات لا تطلق جزافًا وإنما تستهدف دومًا شيئًا بعينه.
وبدوره قال اللواء محمد الغباشى مساعد رئيس حزب حماة وطن، إن هناك حملات مخابراتية ممنهجة تستهدف استقرار مصر، بإطلاق شائعات على الفضاء الالكترواني- مواقع التواصل الاجتماعي لإحداث فتنة بين أفراد المجتمع وزرع الشك فى نفوس المواطنين.
وأوضح الغباشى لـ" انفراد" أن حروب الشائعات تعتمد على كبار المتخصصين فى المجالات التكنولوجيا وعلماء النفس، لافتًا إلى أن جزء من ترويج الشائعات تقوم على شىء من الحقيقة يغلف بقدر كبير من الاكاذيب والمعلومات المغلوطة، لنشرها على نطاق واسعة بين الفئات الاقل تعليمًا.
وأشار مساعد رئيس حزب حماة الوطن إلى أن الشائعات هى الجزء المتاخر فى حروب الجيل الرابع، وأساس حروب الجيل الخامس التى تستهدف استقرار أمن الدولة، داعيًا إلى ضرورة اليقظة والمتابعة لمنصات اطلاق الشائعات فى الداخل والخارج، مع سرعة الرد عليها وتكذيبها.
واستشهد مساعد رئيس حزب حماة وطن إلى حادث الانفجار الذى وقع قرب المطار قائلا: إن وزير الطيران يونس المصري، تعامل بشكل لافت يستحق التحية لسرعة رده على الشائعات ودحضها بالمعلومات والحقائق اللازمة، داعيًا إلى ضرورة التعامل بشكل سريع مع الشائعات وتكذيبها.
فيما دعت الكاتب فريدة الشوباشى، إلى عودة منصب وزير الإعلام ليدير ملف الرد على الأكاذيب والشائعات التى تروج بين الحين والآخر ضد الدولة المصرية ومؤسساتها سواء الأجهزة الأمنية أو الإعلامية.
وقالت "الشوباشى" فى تصريحات لـ"انفراد":" يجب أن يعود منصب وزير الإعلام لتستطيع الدولة المصرية الرد على الأكاذيب وفى نفس الوقت تروج للمشروعات القومية التى تؤسسها الدولة فى الوقت الراهن" مضيفة :" المرحلة الحالية تتطلب عودة منصب وزير الإعلام ليدير أجهزة الدولة الإعلامية لتحذير من الحرب التى تدار ضدنا" متسائلة ما الأزمة فى عودة منصب وزير الإعلام، فالمؤسسات الحالية بوضعها الحالى لا تغنى عن عودة وزير الإعلام. على حد قولها.
وأشارت إلى أن منصب وزير الإعلام يضاهى وزراء الأجهزة الأمنية، مؤكدا أن الحرب ضد الدولة المصرية مستمرة وتتصاعد يوما بعد يوم، موجهة رسالة إلى المواطنين:" لا تصدقوا الشائعات وعلى الدولة تكذيب كل ما هو غير صحيح".