قمة مثيرة للجدل تحت مراقبة أنظار العالم عن كثب، جمعت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، فى العاصمة الفنلندية هلسنكى، اليوم الأثنين، لتسجل فصلا جديدا على صعيد العلاقات الأمريكية الروسية وسط توتر داخل دوائر السياسة الأمريكية بشأن التدخل الروسى المزعوم فى الإنتخابات الرئاسية 2016.
تأتى محادثات ترامب-بوتين، التى إستمرت ساعة ونصف، فى وقت حرج للغاية، حيث سبقها بأيام قليلة إتهام وزارة العدل الأمريكية ل12 من العناصر الاستخباراتية الروسية باختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى وحملة هيلارى كلينتون الرئاسية. لكن سارع الرئيس الأمريكى بإلقاء باللوم على الولايات المتحدة فى التوترات بين الدول، وليس على روسيا.
وفى حديثه مع الصحفيين قبل ذهاب الرجلان للقاء خلف الأبواب المغلقة، قال ترامب: "سنجرى مناقشات حول كل شئ من التجارة إلى الأمور العسكرية إلى النووية"، بالإضافة إلى العلاقات مع الصين، غير أنه لم يذكر تدخل روسيا فى انتخابات الرئاسية 2016، التى وصل فيها ترامب لمنصبه فى البيت الأبيض.
لكن أكثر ما يميز هذا اللقاء هو ذلك الأسبوع الذى سبقه من جولة ترامب فى أوروبا والتى هاجم فيها حلفاءه الأوروبيين، إذ تسبب فى توتر خلال قمة حلف شمال الأطلسى "الناتو" بهجومه على ألمانيا، أحد أقوى حلفاء الولايات المتحدة ومطالبته دول الحلف بزيادة مشاركتهم فى ميزانية الدفاع، فضلا عن الجدل الذى أحيط بزيارته لبريطانيا عندما نصح رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى بمقاضاة الإتحاد الأوروبى بشأن البريكست ووصفه للكتلة بأنها "عدو تجارى".
فى المقابل أبدى ترامب رغبة فى التودد لروسيا، هو ما يثير العديد من التساؤلات بشأن ملامح السياسة الخارجية الأمريكية خلال العامين المقبلين، المتبقين من الفترة الرئاسية الأولى لترامب. وقال ترامب لبوتين "أعتقد أننا سوف ننتهى إلى علاقات غير عادية" مضيفا أن "الشراكة مع روسيا أمر طيب وليس سئ"، ووصف لقاءه مع الرئيس الروسى بأنه "فرصة عظيمة".
رسم السيد ترامب أيضا إطارا لإجراء محادثات ثنائية مع السيد بوتين. ولم يشر إلى التدخل في الانتخابات ، على الرغم من لوائح الاتهام الأسبوع الماضي التي أدلى بها 12 من ضباط المخابرات العسكرية الروسية لقيامهم باختراق الانتخابات الرئاسية في 2016.
"لدينا الكثير من الأشياء الجيدة التي نتحدث عنها" ، قال السيد ترامب قبل بدء خروج الصحفيين من الغرفة. "لدينا مناقشات حول كل شيء من التجارة إلى العسكرية إلى الصواريخ إلى الأسلحة النووية إلى الصين."