شنت وسائل الإعلام الأمريكية والسياسيين هجوما حادا على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بسبب تصريحاته خلال القمة التى جمعته بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى هلسينكى أمس، وأغلب التقارير قالت إن ترامب قدم تنازلات لروسيا فى المؤتمر الصحفى الخاص بلقاء القمة وأنه أعلن عن موافقته على اقتراح بوتين بضم محققين من روسيا للمشاركة فى تحقيقات FBI الخاصة بالتلاعب الروسى بالانتخابات الأمريكية والتى يشرف عليها المحقق الخاص روبرت مولر.
الهجمات
أغلب المواقع الإخبارية وحتى الفنية فى أمريكا تنتقد الرئيس الأمريكى حاليا حيث نشر موقع "هوليوود ريبورتر" أن الممثل أرنولد شوارزنيجر حاكم كاليفورنيا السابق، قال إن ترامب "وقف ضعيفا كالمكرونة النودلز المبتلة أمام بوتين وكأنك معجب به".
President @realDonaldTrump, remember, America first. pic.twitter.com/JDEm2rR50G
— Arnold (@Schwarzenegger) July 16, 2018
فيما قال ميت رومنى المرشح الرئاسى السابق بحسب ABC ، "لم يحدث من قبل أن قدم رئيس أمريكى مثل هذا الأداء المخزى أمام روسيا".
بينما قال السيناتور ليندسى جراهام على تويتر، إنه يجب فحص كرة القدم التى أهداها بوتين لترامب بمناسبة كأس العالم والتأكد من أنها لا تضم أجهزة تنصت ولا يجب أن تدخل البيت الأبيض.
Finally, if it were me, I’d check the soccer ball for listening devices and never allow it in the White House.
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) July 16, 2018
أما الهجوم الأكثر صراحة فكان من نانسى بيلوسى زعيمة الأقلية فى مجلس النواب والتى قالت بحسب CBS "هذا المؤتمر يثبت أن روسيا قدمت شيئا لترامب.. ربما يكون المال أو شئ شخصى أو سياسى.. هذا يوم حزين لأمريكا ولكل الديموقراطيات الغربية التى يستمر بوتين فى استهدافها".
هل حقا الرئيس الأمريكى متراخ مع روسيا أو يقدم تنازلات لها؟
لهجة الرئيس الأمريكى مع بوتين ودية للغاية ولا أحد ينكر هذا، فهو أنكر عدة مرات أن يكون مقتنعا بأن روسيا تدخلت فى الانتخابات أو ساهمت بترجيح كفته للفوز بالرئاسة والبيت الأبيض، وصحيح أنه أبدى الموافقة على وجود أطراف روسية فى التحقيقات لكن هذا لا يعنى أن الأمر سيتم.
تقرير التايم
بل إن مواقف الرئيس الأمريكى فى خلال 18 شهرا من الرئاسة تتخذ طابعا أكثر عدوانية من مواقع أوباما نفسه.. وحتى مجلة "التايم" المعارضة لترامب نفسه كانت قالت فى مارس الماضى فى عنوانها "رغم الأخوة الظاهرة.. ترامب صارم مع روسيا".
وبالفعل إذا ما راجعنا مواقف ترامب الرسمية وليس تصريحاته الرسمية فسوف يتضح أنها أكثر شدة مما فعله أوباما منذ توليه الرئاسة.
وأوباما كان صاحب الموقف الشهير أمام الرئيس الروسى السابق ميدفيديف عام 2012 عندما تحدث معه ناسيا أن الميكروفون يعمل قائلا "هذه آخر انتخابات لى وسيكون لدى مرونة أكبر بعد الانتخابات".
بينما فى عهد ترامب تتراكم العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا واحدة بعد الأخرى، وربما يكون أوباما هو من بدأ العقوبات فى 2014، لكن ترامب هو من قام بتمديدها وزيادتها منذ يناير 2017 حتى أصبحت اليوم تضم عقوبات على 7 من أغنى أغنياء روسيا و17 من كبار مسئولى الحكومة، وهى العقوبات الأشد التى تفرضها أمريكا فى السنوات الأخيرة على أى دولة باستثناء إيران وكوريا الشمالية.
وبحسب CBS فأن ترامب اتخذ قرارا آخر لم يتخذه أوباما مع روسيا حيث قام فعلا بإمداد المقاتلين المعارضين لروسيا فى شرق أوكرانيا بالسلاح، وهو الأمر الذى أعلن أوباما رفضه له مرارا عندما كان فى الرئاسة.
وأعلن ستيف مونشين وزير الخزانة الأمريكى، بأن العقوبات سوف تظل موجودة على روسيا ولن يتم تخفيفها حتى تلتزم موسكو بكل تعهداتها فى اتفاقية "مينسك 2015" الخاصة بوقف إطلاق النار فى أوكرانيا.
كذلك كان ترامب من أمر بإغلاق المجمعات الدبلوماسية الروسية فى واشنطن ونيويورك وسان فرانسيسكو وإغلاق القنصلية الروسية فى سياتل ومصادرة كل هذه المبانى والممتلكات من روسيا.
أوباما فى أواخر 2016 طرد 35 دبلوماسا روسا، بعد ظهور الشكوك فى التلاعب الروسى بالانتخابات الأمريكية بينما ترامب أمر بطرد 60 دبلوماسيا روسيا دفعة واحدة فى مارس الماضى.
الناتو
وربما يسخر البعض من لهجة ترامب المنتقدة لحلفاءه من دول الناتو، لكن فى الواقع خطابه الأخير فى قمة الناتو والذى يصف فيه دول أوروبا الشرقية وألمانيا بأنهم "سجناء" لدى روسيا لأنهم يعتمدون على خطوط الوقود الروسى كمصدر للطاقة يعنى أنه منتبه للنفوذ الروسى فى شرق أوروبا حتى إنه بحسب موقع The Hill قدم ترامب عرضا بالمساعدة فى البحث عن مصادر أخرى للطاقة لإبعاد شرق أوروبا عن روسيا.
الدبابات الأمريكية تسير علنا فى الشوارع
وفى عهد ترامب قاد الجنود الأمريكيون الدبابات والمدرعات فى شوارع أوروبا علنا للمرة الأولى منذ 15 عاما بحسب موقع "بيزنس انسيدر" كدليل على التواجد العسكرى الأمريكى فى شرق أوروبا فى مواجهة النفوذ الروسى.