مصر تبحث عن قمة جبلية لإقامة أكبر مرصد فلكى بالشرق الأوسط.. رئيس قسم الفلك: تحديد المكان يستغرق عامين وبناؤه فى 10 سنوات بـ1.5 مليار جنيه.. ومرصد القطامية: أضواء العاصمة الإدارية تجبرنا على البحث عن م

يخطط المعهد القومى للبحوث الفلكية والجوفيزيقية لإنشاء مرصد فلكى جديد بديلا لمرصد القطامية الموجود بحلوان عقب التمدد العمرانى الذى حدث بالمنطقة والذى يعيق عمل المركز، ويشترط عمل مرصد فلكى معايير محددة يأتى على رأسها عدم وجود إضاءة قوية تؤثر على أداء مهامه المتعلقة برصد الظواهر الكونية. تاريخ إنشاء المرصد الفلكى بالقطامية تعود بداية بناء مرصد القطامية لآواخر القرن الـ18، خلال الحملة الفرنسية، عندما بنوا مرصداً فلكياً بسيطاً فى القاهرة، وظلّ يعمل حتى سنة 1860 عندما تقرر إغلاقه، فى سنة 1868 بنى مرصد جديد فى منطقة العباسية ولكنه فشل، كما ازداد التلوث الضوئى الصادر من مدينة القاهرة عموماً مصعّباً استخدام المرصد، فتقرَّر نقله إلى حلوان فى سنة 1903، وفى عام 1964 تم تأسيس مركز القطامية الفلكى والذى عرف حينها باسم مرصد حلوان. واليوم يبحث قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن مكان لبناء مرصد جديد فى مكان ملائم بعيدا عن الأضواء، يقول الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فى تصريحات لـ"انفراد": مرصد القطامية يعمل حتى الآن على رصد الظواهر الفلكية، لكن بناء العاصمة الإدارية الجديدة، تسبب فى إضاءة المكان المحيط به مما يعيق آداء عمله فى رصد الظواهر. جبل سانت كاترين غير مناسب لإقامة مرصد فلكى والبحث بالصحراء الشرقية وأضاف تادرس، بحثنا عن إمكانية إقامة المرصد الجديد فى سانت كاترين بسيناء لكن وجدنا الجبل غير ملائم لإقامته خاصة فيما يتعلق بتواجد الأضواء، والآن يستمر بحثنا فى الصحراء الشرقية عن قمم جبلية تصلح لإقامته بالإضافة إلى جبال سيناء، أما ما أثير عن دراسة إقامته فى الأقصر فسببه، وجود فريق كان فى أعمال استطلاعية لرؤية الهلال بالأقصر، فأجروا بحثا عن إمكانية إقامة المرصد هناك فى الناحية الجنوبية الغربية ولكن لم يتم تأكيد صلاحية إقامته هناك حتى الآن، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون القمة الجبلية لا يقل ارتفاعها عن ألف متر كحد أدنى حتى تصلح لإقامة المرصد. تحديد مكان المرصد الفلكى الجديد خلال عامين وأشار تادرس إلى أن التكنولوجيا المستخدمة فى مركز القطامية الحالى باتت قديمة بالإضافة إلى عدم صلاحية المكان لاستمرار آداء العمل، ولذلك بدأنا نبحث فى الأماكن سالفة الذكر، ومع انتهاء عملية البحث التى تستغرق عامين سيتم المفاضلة بين أفضل مكانين للاختيار بينهما لإقامة المرصد الجديد، وسيتم دراسة أجوائهما المناخية لمدة عام لمعرفة الأوضاع خلال فصول السنة الأربعة. تكلفة بناء المرصد الجديد مليار ونصف جنيه وأوضح تادرس أن تكلفة بناء المرصد الفلكى والتلسكوب الجديد تصل لحوالى مليار ونصف جنيه مصري، مضيفا: ستساهم معنا وزارة التعاون الدولى فى تمويل بناء هذا المرصد، بالتعاون مع دول أجنبية مثل إنجلترا وإيطاليا وفرنسا والصين، حيث من المتوقع أن يشاركوا بتقديم الدعم التكنولوجى والمادى لإقامة هذا المرصد خاصة فى ظل عدم وجود مثيل له بمنطقة الشرق الأوسط. الانتهاء من بناء المرصد الجديد خلال 10 سنوات وعن مواصفات التلسكوب الجديد الذى سيتم بناءه بالمرصد قال تادرس سيكون قطر مرآة التلسكوب 6.5 مترا وهو 3 أضعاف قطر التلسكوب الموجود بمرصد القطامية حاليا، والذى يبلغ وزنه 2 طن ومن المتوقع أن يتجاوز وزن التلسكوب الجديد 6 أطنان، وسيستغرق تحديد مكان إقامة المرصد ثم بناء والانتهاء منه من 8 إلى 10 سنوات، حيث يستلزم الأمر وقتا طويلا لتصنيع المرآة وشق الطرق من أجل الوصول إلى مكان التلسكوب أعلى القمة الجبلية. جو مصر مثالى لإقامة مرصد فلكي وأوضح تادرس إلى وجود فهم خاطئ لدى البعض بأن التلسكوب مهمته فقط هو استطلاع الهلال، وهذا غير صحيح حيث أن رؤية الهلال ممكنة من خلال التلسكوبات العادية الصغيرة ولكن التلسكوب الموجود بالمراصد الفلكية يتم استخدامه فى رؤية أغوار الكون فتلسكوب القطامية يمكننا من الرؤية على بعد 30 ألف سنة ضوئية، وهو ما يضيف ويكشف عن أبعاد جديدة فى علم الفلك ونشأة الكون، وعلى الرغم من امتلاك دول العالم المتقدمة إمكانيات كبيرة جدا فى ذلك المجال إلا أنها لا تمتلك الجو الذى يؤهلها للاستفادة من تلك الإمكانيات حيث الجو هناك ملبد بالغيوم طوال أيام العام على العكس من جو مصر، فى مرصد القطامية لدينا 250 ليلة فى العام الواحد لإجراء الأبحاث، ومع وجود المرصد الجديد داخل مصر ستستعى كل دول العالم لاستئجار الليالى من المرصد للبحث فى أعماق الكون بتكلفة باهظة تدر عائدا جيدا لمصر. شروط الأماكن الصالحة لبناء المرصد الفلكي ومن جانبه، قال الدكتور ياسر هندى مدير مرصد القطامية الفلكي، أنه لا يوجد مرصد فلكى حديث فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل مشيرا إلى أن أحدث مرصد متواجد فى جنوب إفريقيا وهو مماثل لمرصد القطامية الذى يبلغ قطر مرآته 1.88 سم، وأن الدول العربية جميعها ستسعى للاستفادة وقد تتعاون معنا من أجل إنشاء المرصد الجديد فى البنية التحتية للاستفادة منه فيما بعد. وأضاف هندى لـ"انفراد" أفضل مكان لإقامة التلسكوب هو أن يتم بنائه أعلى قمة جبيلة غير مدببة ارتفاعها من 1000 إلى 2000 متر، للبعد عن الأتربة بالإضافة إلى اعتدال درجة الحرارة، وأن يكون صالحا لمد الطرق إليه من أجل بناء التلسكوب الجديد، بالإضافة إلى حركة رياح معتدلة، وأكد مدير مركز القطامية أن بناء المرصد الجديد سيحقق التفوق التكنولوجى لمصر لتتماشى مع التقدم العلمي، كما يمكن استغلاله فى السياحة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;