أعلن الملياردير وارين بافيت عن منح جزء كبير من ثروته للأعمال الخيرية، متبرعا بنحو 3.4 مليار دولار من أسهم شركته "بركشاير هاثاواى" لمؤسسات خيرية ضمن خطته الخاصة بالتبرع بأغلب ثروته للعمل الخيرى.
وارين بافيت وهو رابع أغنى شخص فى العالم ليس الثرى الوحيد الذى يقدم على هذه الخطوة، فهناك مارك زوكربيرج ثالث أغنى رجل فى العالم والذى أعلن بعد ولادة أبنته الأولى أنه سيتبرع بـ99% من ثروته.
وقبلهما كان بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت أعلن عن خطته التبرع بأغلب ثروته أيضا للأعمال الخيرية، بل إن مجلة "فوربس" قالت إن بيل جيتس كان يمكن أن يظل محتفظا بلقب أغنى رجل فى العالم لولا تبرعاته الضخمة والتى جعلته صاحب أكبر تبرعات فى القرن حتى اليوم بقيمة 4.6 مليار دولار.
لماذا يتخلى الأثرياء عن أغلب أموالهم ولا يتركون لأطفالهم وعائلاتهم نفس مقدار الثروة الذى كانوا يتمتعون به؟
تبرع الأثرياء بالأموال وتأسيس منظمات خيرية ليس شيئا جديدا لكن العام الماضى فقط تم الإعلان عن مبادرة من 14 ملياردير للتبرع بأكثر من نصف ثرواتهم للأعمال الخيرية، وكانت قيادة المبادرة لبيل جيتس ووارين بافيت.
وبحسب شبكة NBC فإن الخطة الأساسية التى قدمها بيل جيتس فى 2010 تقضى بمنح 88.5 مليار دولار تبرعات فيما يقدم وارين بافيت 74.2 مليار دولار وذلك لمكافحة الفقر ورفع مستوى العائلات التى تواجه صعوبات فى التعليم والحصول على عمل، بجانب تقديم مساعدات للاجئين ومنح تعليم للفتيات وحملات الإغاثة من الكوارث الطبيعية وكافحة التلوث.
وهناك جانب آخر للتبرعات وهو المساهمة فى حملات إصلاح القوانين الجنائية، ومساعدة الطلاب المتعثرين فى ديون الدراسة ومصاريف الجامعات.
لكن بدلا من التخلى عن أموالهم كلها دفعة واحدة يعمل المليارديرات الـ14 على وضع جدول بتقديم التبرعات بناء على خطة بوضع قائمة للجهات المتلقية للمال.
وقال بيل جيتس إن المليارديرات عندما يبلغون هذا المستوى من النجاح والشهرة يتساءلون حول ما يجب فعله مع أطفالهم وعائلاتهم، وهل تمرير كل هذا المال لعدد قليل من الناس قد يخلق سلالة أرستقراطية مثلما كان الحال فى القرون الوسطى.. لذا فإنه من الأفضل أن يتم تمرير المال لقضايا مفيدة بينما يبقى جزء من المال لدى الأسرة حتى يكبر أبناؤهم ويعملون فى وظائف مفيدة ثم يعودون لتنمية ثروات خاصة بهم ولا يرتاحوا ويرتكنوا على إنجازات أبائهم.
وأضاف "بعض الناس لا يحبون التفكير فى موتهم، والبعض يفكر أنه بالطبع لن يأخذ معه كل هذا المال بعد موته لذا التفكير فى هذه المرحلة يكون كم سأترك لأولادى وحسب".
كيف يمكن الحصول على جزء من هذه الأموال؟
قيادة المبادرة كلها فى يد مؤسسة "بيل ومليندا جيتس" حيث تعمل المؤسسة على جمع الأموال وتقديمها لمنح ومؤسسات خيرية أصغر منها تتعاون معها فى تقديم منح تعليمية أو لأشخاص يقدمون للمؤسسة أفكارا جادة لمشروعات مفيدة فى المجالات، التى أعلنت المؤسسة عن رغبتها فى تطويرها أو دعمها مثل اختراعات لمكافحة التلوث أو العثور على موارد طاقة جديدة نظيفة.