القرضاوى ميكس كل حاجة والعكس..أجاز العمليات الإرهابية وحرم الاستشهادية.. ينتقد علماء السلطان ويمدح أردوغان.. وطد علاقته بالقذافى وحرض على قتله.. وصف معارضى مرسى بالخوارج.. وحرم المشاركة فى الانتخابات

"مُنظر الجماعة الأول".. "مفتى الإخوان وقائدها وملهمها" ألقاب جميعها تصلح وتُطلق على يوسف القرضاوى رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، صاحب المواقف والفتاوى المتناقضة، من أباح العمليات الانتحارية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى وعاد وندد بها فى الوقت نفسه، من دعا لقتل العالم الشيخ محمد سعيد البوطى لتأييده لنظام بشار الأسد ثم عاد وترحم عليه، من وجه العالم الإسلامى لضرورة الجهاد فى سوريا ضد نظام بشار الذى سبق وأن امتدحه القرضاوى، وذلك على اعتباره فرض عين، فى حين أفتى بعدم جواز الجهاد فى فلسطين على اعتبار ان ما يحدث فيها بات أمرا واقعا وبمثابة اختبار لأهلها. وهو الشخص نفسه أيضًا الذى امتدح الولايات المتحدة الأمريكية لتقديمها السلاح للمقاتلين فى سوريا، طالبا منها المزيد، وامتدح الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى ثم عاد وطلب من شعب بلده الخروج عليه لقتله، قائلاً فى فتواه: "من استطاع أن يقتل القذافى فليقتله ومن يتمكن من ضربه بالنار فليفعل ليريح الناس والأمة من شر هذا الرجل المجنون"، وهو الشخص نفسه أيضًا الذى أجاز الاستعانة بقوات "الناتو" فى ليبيا، وأفتى للسوريين بحقهم فى السماح للدول الأجنبية بالتدخل فى بلادهم فى حال فشلت الدول العربية فى إيقاف ما يحدث هناك من عمليات قتل وتصفية. جميع هذه الفتاوى المتناقضة التى تعطيك إحساس حين تقرأها أنها صادرة عن عدة أشخاص وليس إنسان واحد، تجعلك أمام حالة تستحق الدراسة والتأمل سيقف التاريخ عاجزًا أمام مواقفها، شخصية لا تخجل من جمعها بين الشىء ونقيضه لا تستحى من تشتيت عقول من يستمع إليها عندما تأمره بالفعل وتنهيها عنه فى الوقت نفسه، تجمع ما بين الحلال والحرام والجائز وغير الجائز، تخلط جميع الأوراق بما لا يتعارض مع مصالحها الذاتية أو مصلحة من تعيش فى كنفه، ومبررها دائمًا فى هذا التناقض والتراجع الفج: "ليس عجبا أن يغير الإنسان موقفه أو رأيه فى قضية من القضايا، بناء على دراسة أو قراءة بل هذا هو شأن الإنسان حر التفكير الذى سلم من لتعصب والإنغلاق" . ولم تخص المواقف والفتاوى المتناقضة للقرضاوى الشأن الخارجى وحدها ولكن كان للأمور المحلية نصيبًا من أراءه المتضاربة، نذكر منها على سبيل المثال: إجازته للعمليات الإرهابية رغم ما يسفر عنها من ضحايا فى إحدى فتواه الصادرة عنه مؤخرا، دعم القرضاوى العمليات الانتحارية، أى أن يقوم أى فرد بتفجير نفسه بغرض استهداف تجمع تابع للنظام أو مؤسسات الدولة التى يعيش فيها، حتى لو نتج عنه ضحايا فى صفوف المدنيين شريطة أن يكون هذا العمل وفق ما تراه الجماعة، وقال: الأصل فى هذه الأمور أنها لا تجوز إلا بتدبير جماعى إنما التفجير فلابد أن تكون الجماعة هى التى ترى أنها فى حاجة الى هذا الأمر، وإذا رأت الجماعة أنها فى حاجة إلى من يفجر نفسه فى الآخرين ويكون هذا أمرا مطلوبا وتدبر الجماعة كيف يفعل هذا بأقل الخسائر الممكنة وإذا استطاع ان ينجو بنفسه فليفعل، إنما لا يترك هذا الأمر للأفراد وحدهم". وأضاف: "لا يصح لفرد أن يتصرف بمفرده ويقوم بتفجير نفسه فى الآخرين ولازم يتصرف فى حدود ما تريده الجماعة ويسلم نفسه للجماعة، والجماعة هى التى تصرف الأفراد حسب حاجاتها وحسب المطالب إنما لا يتصرف الأفراد وحدهم". وفى الوقت الذى يجيز فيه القرضاوى العمليات الإرهابية ويباركها بما يفتح الباب أمام المزيد من عمليات التفجير والتخريب التى يروح ضحيتها كثيرون، خاصة فى مصر نجده على سبيل المثال داعما للأمن والاستقرار فى تركيا وضد أى محاولة انقلاب أو خروج على السلطة أو حتى معارضتها وهذا يتجلى فى موقفه من محاولة الانقلاب على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان. كتب القرضاوى عبر موقع "تويتر": "أبشر أيها الشعب التركى، فوالله لا يخزيك الله أبدا وأنت تحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق، وأيضا قال أيها الإنقلابيون إن كان الحكم يداعب أخيلتكم فأعرضوا أنفسكم على الشعوب دونكم صناديق الانتخابات لا ظهور الدبابات". حرم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية وأجازها مع مرسى فى 2014 أفتى الشيخ يوسف القرضاوى، بحرمانية المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، والتى كان يتنافس فيها وقتها الرئيس عبد الفتاح السيسي والمرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، وعلى الرغم من فتواه تلك إلا ان الشواهد السابقة للقرضاوى تشير إلى تأييده المشاركة فى الانتخابات الرئاسية الأولى التى كان ينافس فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، عندما قال: " انتخاب مرسى سيرضى الله عز وجل، ومن لا يختاره آثم وعلى كل مصرى يخشى الله عز وجل حريص على إرضاء ربه أن يختار مرسى، لأنه سيقيم العدل فى الأرض"، وهذا لسبب معلوم ومفهوم وهو مولاته لجماعة الإخوان المسلمين فى محاوله منه لتحليل وتحريم كل ما يخدم اهواءه وآراءه السياسية. انتقد علماء السلطان ومدح حكام قطر وتركيا فى أحد مواقفه، ذكر رفضه القاطع لفكرة علماء السلطان الذين يسبحون بحمد حكامهم، فيحلون لهم ما يشتهون، ويحرمون على أمتهم ما يشاؤون. وفى الحقيقة حديث القرضاوى عن علماء السلطة الناطقين بأسمائهم يذكرنا بما يفعله هو نفسه تجاه حاكم الدولة التى يعيش فى كنفها وتجاه كل من يؤيد ويحالف نظام هذا البلد ورئيسه والذى لا يعد نفاقا من وجه نظره ولا موالاه للحكام، فمثلا يتحدث القرضاوى عن رجب طيب أردوغان رئيس تركيا أن الله والملائكة معه فى الانتخابات والإسلام ينصر دستوره، وذلك أثناء خوضه الانتخابات الرئاسية الأخيرة هذا بالإضافة لمدحه للنظام القطر الذى يعيش فى ظله قائلا: "الله أكرمنى بدولة قطر التى أفسحت لى الطريق، ولم يقف أمامى أى عائق فى سبيل حرية القول، فأنا أقول ما أشاء فى دروسى، وفى خطبى بالمساجد، وفى برامج الإذاعة والتلفزيون، وفى الصحف، وفى قناة الجزيرة.. قطر لم تضع أمامى خطوطا حمراء". طالب بالخروج على مبارك وشبه معارضين مرسى بالخوارج من ضمن المواقف المتناقضة يوسف القرضاوى أنه سبق وأن أفتى بضرورة الخروج على الرئيس الأسبق حسنى مبارك وبعدما وصل الإخوان إلى الحكم بمباركة قطرية كان له موقف مغاير تماما، حيث وصف القرضاوى كل من يخرج على الرئيس السابق محمد مرسى من الخوارج وهذا بالتأكيد لتوافق وصول الإخوان للسلطة مع الهدف القطرى. وفيما يتعلق بالشأن الخارجى فملف يوسف القرضاوى حافل بالفتاوى المتضاربة وأولها: حرم العمليات الاستشهادية فى فلسطين فى وقت سابق كان يوسف القرضاوى قد أجاز العمليات الاستشهادية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى، ولكنه سرعان ما عاد وتراجع وحرم هذا بحجة أن فتاواه السابقة كانت تعالج حالة فلسطينية خاصة، لأنهم كانوا محاصرين فى هذا الوقت وجاءت من منطلق أن الضرورات تبيح المحظورات، أما حاليا فلم يعد هناك حاجة للعمليات الانتحارية، خاصة أن الفلسطينيين أصبح لديهم وسائل أخرى للمقاومة غير العمليات الفدائية، هذا على عكس ما ذهب إليه بعض الفقهاء الذين أفتوا بجواز العمليات الاستشهادية تجاه العدو الخارجى الذى يحتل الأرض كوسيلة للجهاد ". مدح نظام بشار الأسد والقذافى وحرض على قتلهم استمرارا لسلسلة المواقف المتناقضة لصاحبها يوسف القرضاوى، تداول البعض له مقطع فيديو يمدح فيه الرئيس بشار الأسد ويؤكد أنهم سيتآمرون عليه مستقبلا لرفضه غزو العراق ولبنان ومساندته لغزة والشخص نفسه عاد مجددا ليبيح قتل الأسد ويطلب من السوريين الخروج عليه فى فتوى جاء فيها جواز قتل الحكام الذين يقومون باستخدام السلاح فى قتل شعوبها، ومثال على ذلك الرئيس السورى بشار الأسد، الذى يستخدم السلاح فى قمع شعبه وقتلهم، وكذلك رئيس وزراء العراق نور المالكى الذى يفعل الشىء نفسه مع الشعب العراقى، ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لموقفه من الرئيس الليبى معمر القذافى، والذى كان يمدحه سابقا ويصفه بالأخ صاحب التحليلات السديدة بات ينعته بالمجنون الذى يجب قتله والخروج عليه.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;