كيف أدت الشائعات لجرائم القتل الجماعى؟ تحذيرات من عمليات الخطف الوهمية تسفر عن 24 جريمة قتل بالهند.. رسائل واتس آب تبث الفتنة بين الهنود.. وتقلل نسبة الحضور المدارس.. والطب النفسى يحذر من حرب نفسية مش

ربما تتلقى يوميًا واحدة من تلك الرسائل التى تحذر من انتشار ظاهرة خطف الأطفال فى منطقتك، وعلى الرغم من أنك لم تسمع على أرض الواقع بحادثة واحدة أو حتى تعلم اسمًا محددًا للضحايا، إلا أنك قد تتجاهل هذا وتفضل أن تنشر التحذير، الذى وصلك ويؤكد أن "الخاطف حر طليق" ويوصيك بأن "توعى غيرك". هذا تحديدًا ما حدث فى الهند خلال الشهور الماضية وتحولت الشائعات إلى أدوات للقتل تسببت فى إزهاق 24 روحًا تم ضربهم فى الشوارع حتى الموت بسبب شائعات عن خطف أطفال يتم ترويجها بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى شكل رسائل بها مقاطع فيديو وصور بشعة لجثث أطفال تم تعذيبها، مع تحذير بأن الخاطفين ومرتكبى هذه الجريمة لا يزالوا أحرارًا طلقاء يخطفون الأطفال بهدف الإتجار فى أعضائهم وتوصى بإعادة نشرها لتوخى الحذر والسلامة. وفى وقت قصير انتشرت حالة من الرعب فى البلاد أثرت على حياة الناس بشكل خطير، ففضل الأهالى حبس أطفالهم داخل البيوت، بدلاً من التأكد من الحقيقة، وأثرت الشائعات حتى على المدارس فأبلغ المعلمون عن انخفاض نسبة الحضور فى المدارس خلال الشهور الأخيرة حسبما ذكر موقع الإذاعة الوطنية العامة (NPR) فى أمريكا. لم يقتصر الأمر على تقييد حرية الأطفال ومنعهم حتى من الذهاب إلى المدارس، إنما تطور فى بعض المناطق الهندية إلى جرائم قتل جماعية فى الشوارع بسبب اشتباه المواطنين فى أشخاص ظنوا أنهم من خاطفى الأطفال. ووفقًا لشبكة VICE News فإن هذه الشائعات التى بدأت فى شهر مايو تسببت إلى الآن فى مقتل 24 شخصًا فى الهند، مع عشرات المصابين بجروح خطيرة. ومن أبرز الحوادث كانت تلك التى وقعت فى 28 يونيو بإحدى المناطق الريفية قرب الحدود مع بنجلاديش تم ضرب رجل حتى الموت بالحجارة والعصى بعد أن اشتبه الأهالى فى أنه الخاطف الذى حذرت منه الرسائل على الواتساب، وكانت المفارقة أن هذا الرجل استأجرته الحكومة ليطوف القرى الهندية حاملاً ميكروفونًا يطلب منهم ألا يصدقوا الشائعات المتداولة عن خطف الأطفال، وفى اليوم نفسه تم قتل بائع متجول وامرأة فى نفس الولاية الهندية لأن الناس اعتقدوا أنهم خاطفى أطفال. وفى مطلع يوليو الجارى، كانت الواقعة الأبرز وهى قتل 5 أشخاص فى منطقة دهولى فى ولاية ماهاراشترا الهندية للاشتباه فى أنهم جزء من عصابة لخطف الأطفال، واحتجزت الشرطة ما لا يقل عن 15 من السكان المحليين للاشتباه فى تورطهم فى ضرب الضحايا حتى الموت. كيف تواجه الهند هذه الكارثة؟ داونى بالتى كانت هى الداء "داونى بالتى كانت هى الداء" هكذا يمكننا أن نختصر الطريقة التى اتبعتها الهند لمواجهة هذه الكارثة التى تسببت بها الشائعات والأخبار الزائفة، فاستعانت بكتائب إلكترونية تضم أكثر من 367 ألف متطوع لمواجهة الأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعى والتحقق من الأخبار، وفقًا لموقع "هندوس تايمز". ومن جانبه فرض تطبيق "واتساب" أمس قيودًا على تبادل الرسائل المنقولة فى الهند من أجل مواجهة ترويج الشائعات حيث ألغى إمكانية التحويل السريع للرسائل التى تحتوى على صور أو فيديو أو رابط ويب، كما قلل حد الرسائل الجماعية إلى 5 بدلاً من 20 كما فى باقى أنحاء العالم. كيف تحولت الشائعات إلى آداة قتل؟ يفسر د.جمال فرويز استشارى الطب النفسى ما حدث فى الهند بأن هذه الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى كانت "غسيل مخ" للمواطنين وأوضح "غسيل المخ يتم من خلال تقديم معلومات خاطئة من أكثر من مصدر فى نفس الوقت، وهو ما خلق لديهم خوف شديد من أن أى شخص غريب يستهدف أطفالهم بالتالى يهاجمونه حتى الموت". ويحذر: هذا بالضبط ما يحدث فى مصر فى الوقت الحالى من خلال كتائب إلكترونية تشن حربًا نفسية ضد مصر، بعد أن فشلوا عسكريًا، وبطء الرد الرسمى من المسؤولين على هذه الشائعات خطير جدًا ويساعد هذه الكتائب فى مهمتها.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;