يعتبر الازدحام والشلل المرورى هما أكبر مشكلة لسكان العاصمة وصداع مزمن فى رؤسهم، فالمسافة التى تستغرق 5 دقائق بالسيارة من الممكن أن تستغرق نصف ساعة أو ساعة فى أوقات الذروة، ما جعل السير بالسيارة فى شوارع القاهرة أمرا فى غاية الصعوبة.
وأهم ما يتسبب فى الازدحام هو الانتظار فى الممنوع أو الانتظار صف ثانى أو ثالث، أو الانتظار بشكل عام، مما يؤدى إلى توقف حركة المرور أو بطئها، خاصة فى أحياء وسط البلد، والسبب فى ذلك هو قله عدد ساحات الانتظار والجراجات العامة والخاصة، بالإضافة إلى تزايد أعداد السيارات الخاصة.
العمل على انقاذ القاهرة من الازدحام وظاهرة "السايس"
منذ أيام سمع الكثير عن مشروع جراج روكسى الإلكترونى، المقرر إفتتاحه 30 يوينو، ورحب الجميع بفكرة إنشاءه ومدى حله لمشكلة الانتظار والقضاء على الإزدحام فى الشوارع، ومن هنا بدأت محافظة القاهرة بالتفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول عملية وحديثة لأزمة الازدحام وتوفير أماكن لانتظار السيارات، بالإضافة إلى مكافحة ظاهرة "السايس" التى يشتكو منها الجميع، وذلك بإنشاء جراجات مماثلة لجراج روكسى.
تعمل محافظة القاهرة حاليا على تنفيذ فكرة إنشاء جراجات ذكية، ذات طوابق متعددة تسع أكبر عدد ممكن من السيارات، والفكرة الجديدة تتضمن إنشاء جراجات فوق سطح الأرض إلكترونية فى مساحات محدودة لاستيعاب ضعف عدد السيارات.
حصر الأماكن المتاحة بأحياء العاصمة
من جانبه أكد اللواء محمد الشيخ سكرتير عام محافظة القاهرة، أن المحافظة طرحت الفكرة على جميع الأحياء، لتوضيح الأماكن التى تصلح لإنشاء جراجات إلكترونية من هذه النوعية، ويمكن استغلالها بهذا الشكل.
وأضاف الشيخ لـ"انفراد"، أن المحافظة تحاول التقليل من الازدحام داخل شوارعها بتوفير جراجات جديدة للسيارات التى تتسبب فى غلق عدد كبير من الشوارع.
وبدوره أكد اللواء هانى شنيشن، مدير مديرية الإسكان بالقاهرة، أن العاصمة تستهدف بناء عدد من الجراجات الذكية فوق الأرض لحل أزمة أماكن الانتظار، مشيرا إلى أن الجراج الجديد يساع بداية من 6 سيارات فأعلى.
استغلال ساحات الإنتظار فى انشاء الجراجات الجديدة
وأضاف أن هناك تفكير باستغلال ساحات الانتظار بالعاصمة، فى إنشاء جراجات بها ومضاعفة الطاقة الاستيعابية لها، مشيرا إلى نظام الجراجات الجديد المقرر إنشاءه، يمكن فكه وتركيبه فى أى وقت ويصلح فى الساحات الكبيرة والصغيرة، ويمكن انشائه فى الأماكن المزدحمة لتخفيف الازدحام، وأيضا فى الشركات والقطاع الخاص.
من الممكن تنفيذ الجراج فى مساحة ضيقة
وأوضح مدير إسكان العاصمة، أن فكرة إنشاء الجراج يمكن تنفيذه فى أضيق المساحات، فمن الممكن تنفيذه فى مساحة 7 متر فى 7 متر، ويمكن تنفيذه فى العمارات القديمة، مشيرا إلى أن هذا الجراج هو نظام ألمانى معمول به فى المنشأت السكنية والتجارية.
وأشار شنيشن، أن المحافظة ستنفذ الفكرة فى أكثر من مكان كتجربة لدراسة مدى نجاحها، وتقييمها، لافتا إلى أنه تم إقتراح أماكن بمدينة نصر ووسط البلد، وجارى اختيار المكان المناسب لبدء تنفيذ التجربة به.
محافظة القاهرة ستمول المشروع
وقال اللواء هانى شنيشن، إن الجراج المقترح تنفيذه سيمول ذاتيا من محافظة القاهرة، لافتا أن تكلفته عاليه ولكن نظرا لتنفيذه على مساحات صغير سيقلل التكلفة، مشيرا إلى أن الجراج سكون معدنى، وفوق سطح الأرض مما سيجنبنا نقل المرافق، وسيكون دخله ضمن دخل الساحات وطبقا للنظام العالمى، بحيث أن تكون تكلفة الانتظار قليلة.
سيتم تحديد الميزانية بعد اختيار المكان
وأكد مدير الإسكان، أن هذا النظام معمول به فى أكثر دول العالم، ولكن مصر تأخرت كثيؤا فى تنفيذه، رغم معاناتنا من قلة الجراجات والإزدحا، وهذا تفكير مختلف وجديد، مشيرا إلى أنه سيتم تحديد ميزانية للمشروع عقب تحديد المساحة التى سيتم الإنشاء عليها نظرا لان التكلفة مرتبطة بمساحة الجراج.
وأوضح، أن هناك وفد ألمانى يعمل الأن على زيارة الأماكن المقترحة وعمل التصاميم اللازمة، وستقوم المحافظة بتنفيذ البناء بعد مناقشة الوفد فى الأسعار، والتنسيق مع جميع الجهات بالمحافظة.
الوفد الألمانى يتفقد 5 أماكن مقترحة للجراج
وفى السياق أكد مصطفى عبد العزيز، رئيس حى شرق مدينة نصر، أن هناك وفد ألمانى تفقد عددا من الأماكن المقترحة فى الحى لبحث إنشاء جراجات إلكترونية عليها، مشيرا إلى إن هناك 5 أماكن مقترحة لإنشاء جراجات إلكترونية، مثل تقاطع شارع البطراوى مع عباس العقاد، وغيرها، وأن الوفد يدرس الأماكن المقترحة ومدى صلاحيتها لتنفيذ الفكرة،