أثارت بعض الموضوعات والقضايا الجدلية تساؤلات عدة فى أذهان القراء والمتابعين اليوم الأحد، من بينها سؤال يتعلق بمجالات التعليم الفنى التى تستحق الاهتمام بها، بعد استعادة الدراسة فى مدرسة هيئة السكة الحديد الجديدة وأخر حول مميزات تطعيم شلل الأطفال بالحقن الجديد وأخيرا سؤال مرتبط بأوجه إنفاق الصدقات وفقه الأولويات "هل المستشفى أولى أم المسجد"؟
بعد افتتاح مدرسة السكة الحديد .. ما المجالات الأخرى التى تنتظر الاهتمام بها؟
إقبال كبير شهدته المدرسة الثانوية الصناعية للنقل بمعهد وردان التابع لهيئة السكة الحديد، من قبل الطلاب الحاصلين على أعلى الدرجات بالتعليم الأساسى، وذلك لما لها من مميزات عديدة على رأسها إتاحة الفرصة للتعيين فى الهيئة بعد التخرج، إضافة إلى أن المدرسة تتيح تخصصات تناسب كافة الوظائف الفنية بالسكة الحديد.
ولكن استعادة الدراسة فى هذه المدرسة بعد توقفها 13 عاما أعادت السؤال حول كم المجالات الفنية الأخرى التى لا تقل عنها أهمية، ورغم ذلك تنتظر اهتمام المسئولين بها، وفى هذا الشأن يقول النائب عبد الرحمن البرعى عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، لابد من دراسة احتياجات السوق على سبيل المثال، نهتم بإنشاء مدارس لإخراج مساعدين فنيين فى مختلف المجالات والتخصصات، وسبق وأن أعد القائمين على مجال التعليم الفنى قائمة بــ38 تخصصا لابد من الاهتمام بتدريسهم خلال الفترة القادمة، على سبيل المثال مدارس لتقنيات الكابلات وإصلاحها وأخرى لطلمبات المياه وهكذا .
المسجد ولا المستشفى ..أين تذهب صدقتك ؟
أثناء سيرك فى مختلف الشوارع والميادين تلمح أشخاص، يسرعون إليك، يطلبون منك التبرع لصالح بناء مسجد، يستغلون حاجة الناس ورغبتهم فى القيام بأى عمل يقربهم من الخالق عز وجل، ليس هذا فحسب بل تجد نفس الأشخاص يعتلون المنابر فى الزوايا والمساجد المنتشرة فى القرى والنجوع وينادون فى مكبرات الصوت بضرورة توجيه أموال الزكاة لبناء مسجد واثنين وعشرة، يفعلون هذا دون الاهتمام ببقية الخدمات الأخرى ودون أن يسألوا أنفسهم سؤال واحد هل توجيه الأموال لصالح بناء المساجد أكثر نفعا أم استغلالها فى بناء المدارس والمستشفيات وإنشاء شبكات الصرف الصحى أكثر أهمية، الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق، يقول إن أموال الزكاة من حق الفقراء وهذا يتجلى فى قول الله تعالى "والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، وهنا يتضح أن الإسلام اهتم بالإنسان قبل أن يهتم بالبنيان، واهتم بالساجد قبل أن يهتم بالمساجد.
وأضاف: هذا فيما يتعلق بالزكاة أما الصدقة فيجوز للإنسان أن ينفقها كما يحلو له لبناء مسجد أو مدرسة أو تعديل طريق وكلها أمور جائزة ولها ثوابها عند صاحبها بعد مماته إلى أن يفنى هذا المشروع، ولكن لا شك أن المكان الذى لا يحتاج لمسجد أولى لنا أن نبنى فيه مدرسة أو مستشفى وفى هذه الأيام قد أغرق المسلمون الأراضى مساجد وأولى لهم أن يوجهوا أموالهم مثلا لتجهيز وحدات الغسيل الكلوى أو التوسع فى إنشاء المدارس.
ما مميزات تطعيم شلل الأطفال بالحقن؟
بدأت اليوم وزارة الصحة، حملة جديدة للتطعيم ضد شلل الأطفال بالحقن، وذلك فى خطوة هى الأولى من نوعها، حيث تم إدراج هذا الطُعم ضمن برامج التطعيمات الروتينية مع الإبقاء على نظيره الفموى كما هو، ولكن طرح التطعيم الجديد " السولك IPV" والذى وفرت منظمة الصحة العالمية كميات كبيرة منه وصلت إلى 4 ملايين و200 الف جرعة للأطفال من سن 4 أشهر، طرح تساؤل حول مميزاته والفرق بينه وبين الآخر التقليدى، والذى يبدأ من سن يوم وحتى 5 سنوات.
والتطعيم الجديد هو عبارة عن حقنة من سلالة 1،2،3 ، تعطى مرة واحدة فى عمر 4 أشهر ، هذا العام سيتم تطعيم مواليد شهر 3 ومن لم يأخذ الجرعة المقررة له من التطعيم فى الوقت المحدد لن يستطيع ان يأخذها اى وقت أخر . ونجح مصل الـ IPV الذى تم استخدامه فى برامج استئصال شلل الأطفال في عدد قليل من البلدان ، لا ويوفر المصل مناعة لجميع الأنواع الثلاثة من فيروس شلل الأطفال ، مما يضمن تحقيق الحماية الكاملة ضد شلل الأطفال النخاعى . ووفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية فأن التطعيم الذى يؤخذ بالحقن أفضل من الفم خاصة للأطفال لتغطية كافة أنواع الفيروس الذى يمكن أن يتمحور فى عدة أشكال أو ظهور أكثر من نوع له.