الوحدات الصحية بوابة العدوى لـ"الفيروسات".. جولة ميدانية فى ثلاث قرى تكشف غياب التعقيم بـ"إسحاقة".. وممرضات "الشمارقة" يشترين القفازات على حسابهن الشخصى..و"بطيطه" تستقبل حالات الجراحة بـ"الإبر والخيط"

لاشك فى أن الوحدات الصحية حلقة لا يُمكن تجاهلها فى سلسلة انتقال العدوى بالفيروسات المختلفة لاسيما مع عدم توافر الاشتراطات الطبية اللازمة وبناء عليه، كان لابد من جولة ميدانية، شملت أقرب ثلاث وحدات الصحية تقع فى القرى القريبة من مستشفى كفر الشيخ العام وهم على الترتيب إسحاقة والشمارقة وبطيطه خاصة أنه فى وقت سابق تم رصد حالة لشاب مصاب بالإيدز فى إحدى القرى.

أول القصيدة عيادة من الطوب الأحمر البداية كانت مع الوحدة الصحية التابعة لقرية إسحاقة فى إحدى الشوارع الجانبية وداخل منزل متواضع مصنوع من الطوب الأحمر تم تخصيصه كوحدة صحية بسبب صدور قرار إزالة للمبنى الرئيسى، تجلس إحدى الممرضات بجوار طبيبة شابة فى انتظار أى حالة مرضية تأتى إليهم، وبسؤالهم عن احتياجات الوحدة أجابت الممرضة ساخرة: "وحدتنا تحتاج إلى وحدة باختصار"، مضيفة: "نعانى هنا من نقص إمكانيات حادة والمنزل البسيط الذى نتواجد فيه هو عبارة عن حل مؤقت ليحل محل الوحدة الأساسية الصادر لها قرار إزالة والجميع فى انتظار تنفيذ الجديد".

شكاوى الأطباء تكشف المستور فيما تحدثت الطبيبة الشابة عن احتياجات الوحدة قائلة: "ينقصنا جهاز التعقيم فالموجود معطل منذ فترة.. وكذلك القفازات البلاستيكية غير متوفرة بالمرة خاصة أن الممرضات يضطررن إلى شرائها على حسابهن الشخصى"، مضيفة: "الوحدة هنا للطوارئ فقط سواء للجراحات البسيطة أو كشوف الباطنة العادية وبالتحديد الأمور المتعلقة بتنظيم الأسرة".. وهنا قاطعتها الممرضة قائلة: "بخصوص التعقيم نضطر الذهاب بشكل دورى إلى الوحدة الصحية المجاورة فى الشمارقة من أجل تعقيم الشاش والقطن ونعود بهم فى صناديق، بينما يتم تعقيم باقى الأدوات فى الفرن بصورة عادية".

وعادت الطبيبة الشابة للحديث مرة أخرى موضحة أن دور الوحدة فى ظل نقص الإمكانيات الحاد يتمثل فى أداء عمليات جراحية سريعة "خياطة للجروح"، أو تقديم الاستشارات الخاصة بتنظيم الأسرة كغيرها من الوحدات الصحية الموجودة فى مختلف المحافظات.

"الصدأ والتعقيم البدائى" عنوان الإهمال فى "الشمارقة" الوحدة الصحية فى قرية الشمارقة تعد صورة طبق الأصل من نظيرتها فى إسحاقة مع اختلاف بسيط يتمثل فى توافر جهاز تعقيم بدائى فى الشمارقة إضافة إلى حوض لحفظ المعدات يحفه الصدأ من كل ناحية.. وكشفت إحدى الممرضات عن احتياجات الوحدة قائلة: "ينقصنا هنا جهاز توسيع الشعب الهوائية "النوبليزر" المختص بحالات الربو وضيق التنفس"، مؤكدة على أن الممرضات يقمن بشراء القفازات على حسابهن الشخصى فى ظل غياب الدعم عن الوحدة"، لافتة إلى أن العاملين فى الوحدة يأملون فى توفير الأجهزة الأساسية بعد تسلم المبنى الجديد عقب الانتهاء من أزمة إزالة المبنى القديم. أمّا الوحدة الصحية فى قرية مطاطية رغم هيئتها الجيدة بالمقارنة مع إسحاقة والشمارقة إلا أن الأزمات تظل عرض مستمر وأبرزها أن العاملين بالوحدة يضطرون إلى توجيهه تعليمات للمرضى تنص على ضرورة شراء مستلزمات الجراحة من "إبر وخيط جراحة" قبل القدوم إلى الوحدة، خاصة أنها غير متوفرة فى أغلب الوقت.. فيما أكدت إحدى العاملات بالوحدة الصحية على الجميع يضطر إلى شراء القفازات وأدوات التعقيم على نفقتهم الخاصة من حين لآخر.