هاشتاج "ظلم فنون جميلة" يتحول لمعرض فنى لراسبى امتحان القدرات.. الطلاب: حلم حياتنا ضاع وأعمالنا تشهد على موهبتنا.. منسق "العليا للقدرات" يرد: نتفهم الغضب لكنها ضريبة التطوير.. ونبحث عن مستوى معين من ا

"الطالب غير لائق فنون جميلة" نتيجة صادمة تلقتها مروة الغنام وكتبت كلمة النهاية لحلم عمره سنوات بأن تلتحق بكلية الفنون الجميلة وتحديدًا قسم الجرافيك وتتخصص فى رسم الكارتون. "كل دا ضاع والآخر راسب فنون جميلة! أنا جبت فى الثانوية 96% ودخلت أدبى وعملت كل اللى أقدر عليه عشان أدخلها فى الآخر راسب" بمرارة تقولها مروة وتضيف: اختبار القدرات هذا العام كان مختلفًا عن السنوات الماضية، فى النظام القديم كان يختبر الرسم فقط مع سؤالين نظرى لكن هذا العام 30 سؤالا نظريا ورسمتين. "الامتحان مش صعب خالص" تقولها مروة رغم أنها عرفت بالنظام الجديد قبل يوم واحد من امتحانها من خلال مجموعات فيسبوك التى تضم الطلبة المتقدمين لامتحان القدرات. وتضيف: "لو حد بيعرف يرسم بنسبة 50% وعارف إزاى يظبط الأبعاد والظل والنور وإزاى يعمل تصميم كويس هيجيب درجات حلوة وبالنسبة لى يمكن 7 أسئلة من أصل 30 فقط اللى ماكنتش أعرفها". تتابع: بعدها بأيام امتحنت لتربية نوعية ونجحت وكانت الأسئلة فى نفس مستوى امتحان فنون فكيف أنجح فى تربية نوعية وأرسب فى فنون جميلة؟ وتضيف باستنكار: معظم المقبولين لا يعرفوا كيف يرسموا، أو تم قبولهم ورسمهم جيد ولكن مجموعهم أقل من تنسيقها. بعد النتيجة وحين علمت بعدم وجود تظلمات لم تجد مروة مجالاً للتعبير عن احتجاجها وغضبها إلا فيسبوك حيث شاركت على هاشتاج "ظلم فنون جميلة" الذى يضم مشاركات من عشرات الطلاب الذين لم يجتازوا امتحان القدرات بنجاح رغم ممارستهم للرسم كهواية، وأرفقوا مع مشاركاتهم نماذج من رسوماتهم. على الهاشتاج أيضًا شارك "محمد طارق" الذى تلقى الصدمة نفسها رغم أنه حول هوايته فى رسم البورتريه إلى عمل من 4 سنوات ويقول "أنا شغال أوردرات أصلاً من سنوات واخترت الأدبى لأصل فنون جميلة أسرع لدرجة أننى لم أضع بدائل أخرى أمامى". يضيف: من الصف الأول الثانوى وأنا أخطط للالتحاق بالكلية، وأتدرب منذ 3 سنوات تقريبًا لاجتياز الامتحان ولكننى فوجئت هذا العام بتغيير نظام الامتحان ولم توجد أى وسيلة لأعرف بها النظام إلا داخل اللجنة. الطالبة "فاطمة عاطف" أيضًا لم تضع بدائل أخرى أمامها لأنها كانت تعتبر قبولها فى الفنون الجميلة أمرًا مفروغ منه خاصة أنها تمارس الرسم من سنوات طويلة، وبدأت تحسن مستواها فى الإعدادية ثم تميزت أكثر فى المرحلة الثانوية، حسب قولها. "دى أكتر كلية حباها من زمان جدًا، وحتى لو كان مجموعى أعلى من 91% كنت هدخلها بردو وعمرى ما تخيلت أن يقف امتحان القدرات عائقًا أمامى" هكذا بدأت فاطمة حديثها لـ"انفراد" وأضافت "الامتحان كان صعب شوية لكن قدرت اتعامل معاه بالشكل الذى يؤهلنى للنجاح، ولم أضع خططًا أخرى أو بدائل للكلية كالفنون التطبيقية مثلاً لأنها غير متوافرة فى الإسكندرية". أضافت باستنكار "طبقًا لكلام الكلية هم يقصدوا تقليل العدد واختيار الموهوبين لكن هذا يتعارض مع ما حدث فى الكلية لأن هناك من لا يملكون ذرة موهبة وتم قبولهم، وهذا كان بشهادة الطلبة أنفسهم" مشيرة إلى صورة نشرها أحد الطلاب يقول إنه التقطها فى اللجنة لرسمة متواضعة جدًا ورغم هذا اجتاز الامتحان. منسق اللجنة العليا للقدرات: نتفهم غضب الطلاب لكنها ضريبة التطوير وهدفنا منافسة التعليم الخاص الاحتجاجات على نتائج امتحان القدرات التى بدأت من هاشتاج على موقع "فيسبوك" امتدت لتصل إلى باب عميد كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، حيث تعاقبت زيارات الطلاب وأولياء الأمور لمكتبه بين من تطلب أن تعرف لماذا لم تنجح فى الامتحان ومن يستنكر أن تشترط الكلية الحصول على 70% على الأقل فى امتحان القدرات للقبول بها، ويقول "شريف محمد" أحد أولياء أمور الطالبات اللائى خضن امتحان القدرات: لا أعترض على النظام الجديد لاختبار القدرات وأتفهم أن الكلية تبحث عن الموهوبين حقًا لإلحاقهم بها، ولكن كنت أتمنى لو تنخفض درجة القبول إلى 65% كى تتسع شريحة المقبولين من الكلية ويتركوا حسم الالتحاق بالكلية من عدمه إلى مكتب التنسيق. ويضيف: أتمنى أيضًا لو أنهم إلى جانب الأسئلة النظرية وأسئلة الرسم العملية أن يتركوا درجتين تقديريتين من المصحح لموهبة الطالب ومن يلمسوا فيه الحس الفنى. داخل المكتب التقينا الدكتور سيد قنديل عميد كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان ومنسق اللجنة العليا للقدرات فى مصر وطرحنا عليه كل التساؤلات لدى الطلاب وأولياء أمورهم وحالة الجدل المصاحبة لإعلان نتائج الطلاب. وقال قنديل لـ"انفراد" إنه يتفهم هذا الغضب لدى الطلاب، مشيرًا إلى أنه حتى الآن نجح فى اختبار القدرات نحو 10% من المتقدمين ويرى أنه من الطبيعى أن يكون هناك 90% غاضبين أو يشعروا بالانزعاج. وأضاف: هذه ضريبة التطوير وتصحيح المسار فهى عملية صعبة ومن الطبيعى أن يتضرر البعض حين يكون الهدف هو أن يلتحق بالكلية الطلاب أصحاب مستوى معين من الموهبة، لافتًا إلى أن هذه مرحلة أولى من التطوير وجار رصد سلبياتها ووضع مقترحات لتطويرها. وأكد قنديل أن عدم اجتياز الطالب اختبار القدرات لا يعنى أنه غير موهوب بل إنه لم يصل لمستوى الموهبة الذى تبحث عنه الكلية، ومن المستحيل أن يمكن لشخص أن يقيم نفسه بدرجة صحيحة، والبعض يجيد فن رسم البورتريه لكن الامتحان لا يقيس هذا فقط وإنما سؤال التعبير الفنى يقيس قدرة الطالب على رسم الظل والأبعاد وغيرها، فالرسم ليس بورتريه فقط. ورفض الاتهامات التى يكررها الطلاب بشأن تعرضهم للظلم فى تصحيح الامتحان قائلاً: وضعنا معايير عدة لضمان الشفافية منها ألا ينفرد أستاذ واحد بتصحيح الامتحان، بل إن كل سؤال يصححه 3 أساتذة، ويراجعه 3 أساتذة، فكل جزئية من السؤال يقيمها أستاذ مختلف ويضع الدرجة، وبعد التصحيح تقيم الإجابات لجنة ثالثة ترى هل الدرجة مناسبة أم لا. كما أن لدينا لجان متابعة لكل الكليات لضبط أى حالات فساد أو مخالفات وألزمنا الجامعات بالإشراف المباشر على الامتحانات. لذا لا أقبل أن يقول الطلاب إنهم تعرضوا للظلم، ولكن لو كان أمامهم حالة فساد واحدة أو طالب نجح فى امتحان القدرات بالتوصية يبلغونى فورًا. وأضاف: الصور المتداولة التى يزعم أصحابها أنها من لجنة الامتحان مفبركة، ومن المستحيل أن يدخل الطالب لجنة الامتحان بالموبايل فهذا ممنوع تمامًا. واستدرك: لا ننكر أن بعض الناس تضرروا من هذا التطوير، وكنا نتمنى أن نقبل الجميع ولكننا لدينا معيار لا يمكننا التدخل فيه، فأنا أبحث عن الطالب الجيد، لأنه لا يوجد معيار لدخول الكلية إلا القدرات، فمن الممكن أن تنزل الكلية للمرحلة الثالثة من التنسيق بحثًا عن الطالب الموهوب، ولو كان هذا الطالب الذى يترك مذاكرته ليرسم. وأشار عميد الكلية إلى أن عملية التطوير هذه هدفها الحفاظ على مستوى الجامعات الحكومية فى مواجهة التعليم الخاص وأوضح: التعليم الحكومى لا يحصل على مصروفات كبيرة ليطور نفسه، لذلك هدفنا الأساسى هو أن نحافظ على مستوى الكلية وأن يكون خريجيها ممتازين لهذا نبحث عن الطالب الجيد، ولا نبحث فقط عن الطالب الموهوب العادى وإنما أيضًا الذى يحب أن يعرف معلومات عن الفن لأنى أريد طالبًا مثقفًا. وعن سبب تغيير شكل الامتحان قال قنديل: جاء هذا لتطوير منظومة اختبارات القدرات فى مصر بعد أن رصدنا جميع السلبيات فى النظام السابق، وكان أبرزها الدورات التدريبية التى تقدمها الكليات لتعليم الطالب فى عدة أيام كيف يجتاز الامتحان، فهذا الطالب ليس موهوبًا وليس الطالب الذى أحتاجه. وتابع: وزير التعليم العالى والبحث العلمى شكل العام الماضى لجنة لمتابعة أعمال القدرات فى مصر لتعديل مسار الاختبارات خاصة أنه فى المستقبل القريب سيتم العمل بنظام القدرات مع جميع الكليات بعد أن أجمع الخبراء على أن الحل لمشكلة الثانوية العامة هو وجود اختبارات قدرات مساندة للمجموع وألا يكون المجموع هو المعيار الأوحد للالتحاق بالكليات المختلفة. وبعد رصد السلبيات وضعنا نظام ومعيار كامل لكل الكليات التى تعتمد على امتحان القدرات تداولنا بشأنه لمدة عام كامل قبل عرضه على المجلس الأعلى للجامعات والتصديق عليه وصدور قانون بالنظام الجديد. وفى هذا النظام وحدنا مسمى الامتحان فى كليات الفنون الأربعة "الفنون الجميلة، التربية الفنية، التربية النوعية، الفنون التطبيقية" ويتكون الامتحان من 3 أجزاء هى الرسم والتصميم الزخرفى والمعلومات العامة، التى أضفناها لضمان أن 30% من الامتحان يتم تصحيحه إلكترونيًا دون أى تدخل من الأساتذة لضمان الشفافية. وتم إعلان هذا التغيير فى الصحف وعلى موقع المجلس الأعلى للجامعات وشكلنا لجان سرية من خبراء فى كل تخصص لعمل بنوك أسئلة وطلبنا منهم وضع مرجعيات يمكن للطلاب الاطلاع عليها على موقع المجلس الأعلى للجامعات. المرحلة التالية كانت عملية إعلام وتوعية للناس ألا يلجأوا للمراكز المختلفة التى تقدم دورات تدريبية لأنهم لا يعرفوا أى شىء عن شكل الامتحان الجديد ولجنة الضبطية القضائية بدأت تراقبهم لضبط المخالفين.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;