زعم نائب قائد قطاع الحدود الإسرائيلية - السورية بجيش الاحتلال الإسرائيلى، المقدم بسام عليان، أن إسرائيل استوعبت وعالجت أكثر من 2000 جريح سورى خلال السنوات القليلة الماضية، ويأتى ذلك التصريح فى الوقت الذى تزداد فيه الشبهات حول مساعدة جيش الاحتلال لعناصر المعارضة السورية المسلحة وتقديم العلاج لهم .
وقال عليان خلال حوار خاص مع موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، والذى يشغل أيضا نائب قائد لواء "جولان" فى الجيش الإسرائيلى، إنه برغم من أن إسرائيل لم تعد تواجه جيشا نظاميا فى سوريا بسبب الأحداث الأخيرة، إلا أنه لا يشعر بالرضا ولا يشعر أن حدود إسرائيل الشمالية أصبحت حدود سلام.
وأوضح الموقع العبرى أن القطاع الذى يتزعمه عليان يمتد من ملتقى الحدود بين سوريا والأردن وإسرائيل، وحتى جبل الشيخ فى الشمال، وبحسب رأيه فقد تحولت هذه المنطقة إلى أرض مهجورة لا يسيطر عليها أحد اليوم.
بسام عليان
وقال عليان، خريج لواء سلاح المشاه "جفغاتى"، وشقيق غسان عليان الذى كان قائدا على لواء جولانى فى حرب غزة صيف 2014: "خلال 40 عاما كان يسود الهدوء على الحدود، وفى السنوات الخمس الأخيرة، لم يعد هذا الهدوء قائما ولا تزال الحرب تجرى بشكل أساسى فى الجهة المقابلة".
وقال الموقع العبرى إنه فى الوقت الذى يتهم فيه كل واحد من الطرفين الطرف الآخر بالتعاون مع إسرائيل، أؤكد عليان أن الجيش الإسرائيلى لا ينوى المشاركة فى لعبة الاتهامات هذه، مضيفا: "من المهم أن نؤكد على أننا لسنا طرفا فى هذه الحرب، لم نكن ولن نكون، حتى لو حاولوا جرنا إلى التورط فى هذه الحرب"، حسب قوله.
وقال عليان، إن أحد أهم تحديات الجيش الإسرائيلى فى هذا الوقت هو محاولة فهم ماذا يقف فى الجهة المقابلة من الحدود، مضيفا: "فى بعض الأحيان تصعب معرفة إذا ما كان المسلح الذى يشاهد عبر المناظير يخدم مصالح بشار، أبو محمد الجولانى، أو أبو بكر البغدادى.. وهناك عدد غير قليل من التنظيمات، وليس لها عنوان دائما، أنت لا تعلم إذا كانت هذه القوى هى القوى ذاتها التى كانت أمس، أم أنها تغيرت منذ ذلك الحين".
دخول عناصر أجنبية
وأوضح عليان أن هناك تحديا آخر، وهو دخول عناصر أجنبية إلى المنطقة، قائلا: "هذا يلزمنا على أن نعرف كل يوم من يدخل إلى هنا، وما هى قدراته ونواياه"، مضيفا: "أنه برغم من أن إسرائيل ليست الآن فى مرمى النار المباشر لداعش، فمن غير المستبعد أن يجلب تدهور آخر فى الوضع السورى التنظيم إلى الحدود مع إسرائيل".
تحدى حزب الله
وردا على سؤال هل تعتقد أن "حزب الله" ضعيف بسبب الحرب؟ وهل أصبح تهديده ضئلا بسبب الحرب؟، قال المسئول العسكرى الإسرائيلى: "نحن نعرف هذه المنطقة، وهذا يعنى أنه يمكن النظر إلى حزب الله من منظورين، من جهة، فقد ضعف وتلقّى ضربات قاسية وفقد مقاتليه وتآكل، ولكن من جهة أخرى يمكنك القول إنّه قد ازداد قوة، لقد أصبح جيشا عملياتيا مع أدلة على أرض الواقع، ويقول قادته إنهم اكتسبوا خبرة، وهم يعتقدون أنّهم فى الواقع قد ازدادوا قوة".
تحدى اللاجئين
وأوضح عليان أن هناك تحدٍ آخر، لا يقل أهمية عن التحدى العسكرى وهو العدد الهائل للاجئين الذين يفرون من الحرب إلى كل مكان، بما فى ذلك إلى الحدود الإسرائيلية.
ووردا على سؤال ما أثير مؤخرا فى وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إقامة ما يشبه القرية الحقيقية للاجئين السوريين قرب الحدود، فى منطقة بلدة "ألونى هبشان"، قال عليان: "هذه حقا ليست قصة جديدة، وقد استمر هذا الوضع عدة سنوات، ففى السنوات الثلاث الأخيرة هناك خيام للاجئين فى المنطقة".
وأضاف عليان: "إن سياسة الجيش والحكومة الإسرائيلية هى تقديم المساعدة الإنسانية لكل من يطلبها، والجرحى تحديدا هم الذين يحتاجون إلى المساعدة، ولا يأتى طلبها بالضرورة من تلك الخيام قرب الحدود لأن ليس فيها سكان مقاتلون، ولكن عندما يصل جرحى إلى الحدود، فنحن لا يمكننا أن نرى على عتبتنا جريحا دون أن ندخله، هذا ما نفعله فى السنوات الأخيرة"، على حد قوله.
وقال الموقع العبرى إنه وفقا لأقوال عليان، فعندما ترى إسرائيل أن القتال يقترب من المنطقة الحدودية، تتم زيادة الاستعدادات لاستيعاب الجرحى وعلاجهم.
وأضاف المسئول العسكرى الإسرائيلى: "لدينا جهاز خاص بنا لإجراء الرقابة، ومعرفة من يدخل، ليس من أجل استجوابه، وإنما من أجل منع دخول عناصر معادية،لا نريد أن يدخل جريح يكون انتحاريا أو يُدخل قنبلة يدوية، وعندما يكون الجريح فى حالة حرجة، نجرى له الفحوصات الضرورية بأكملها".