"محلل ليبى": الجيش سيعاد تنظيمه ليقتصر على الضباط وضباط الصف والجنود
عقب فشل مجلس النواب الليبى فى جلسته الأخيرة من اكتمال النصاب القانونى لجلسته الأخيرة للتصويت على حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج واعتراضه على التشكيلة التى تقدم بها رئيس المجلس الرئاسى الليبى، أعلن وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والممثل السامى فى الاتحاد الأوروبى ترحيبهم ببيان الحوار السياسى الليبى، معربين عن دعمهم لحكومة الوفاق الوطنى على النحو الذى اقترحه مجلس الرئاسة معترفين ببيان 23 فبراير الموقع من أغلبية أعضاء مجلس النواب الليبى.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان صحفى، أن هذه الدول ستعمل بشكل وثيق مع حكومة الوفاق الوطنى الليبية، وستواصل تقديم الدعم الكامل لجهود الأمم المتحدة بليبيا والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وستساند حكومة الوفاق الوطنى.
وطالبت تلك الدول مجلس الرئاسة الليبى وحكومة الوفاق الوطنية تكثيف جهودهم لتلبية مطالب الشعب الليبى لأنه يستحق السلام والاستقرار، مؤكدة أن الاتفاق السياسى الليبى هو الإطار الشرعى الوحيد القادر على وضع حد للأزمة السياسية والصراع العسكرى فى ليبيا.
وتابعت وزارة الخارجية الأمريكية وزراء خارجية هذه الدول والممثل السامى بأن كل من يحاول عرقلة العملية السياسية وإنشاء حكومة الوفاق سيواجه عقوبات، وأن الوحدة السياسية وتشكيل حكومة شاملة هى الطريقة الوحيدة لوضع حد لحالة عدم الاستقرار التى قامت بتصعيد الإرهاب فى ليبيا.
بدوره قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومى فى مجلس النواب الليبى، النائب طارق الجروشى، أن البيان الصادر من قبل الولايات المتحدة وحفاؤها يعد "قفزا عدوانيا" على استحقاقات الديمقراطية الليبية وانتهاكا للسيادة الدستورية الليبية، مشددا على ضرورة منح حكومة الوفاق الوطنى الليبية الثقة من خلال مجلس النواب الليبى المنتخب شرعا وألا تمنح الثقة إلا بعد تضمين الاتفاق السياسى والإعلان والدستورى، إضافة لوجود ضمانات للجيش.
وأعلن الجروشى فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من ليبيا، مساء الأحد، عن رفضه لأى مساومات أو لما وصفه "سمسرة" للوضع الاقتصادى الليبى لتحقيق مكاسب سياسية، داعيا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والمجتمع الدولى والأمم المتحدة بأن يدعموا قوات الجيش الليبى، معلنا رفضه التلويح بفرض عقوبات على رئيس مجلس النواب والنواب والسياسيين الرافضين لما وصفها بـ"حكومة الوصاية".
وأكد الجروشى أن تمرير الحكومة الليبية برئاسة السراج عبر الضغوطات السياسية الخارجية سيُضيّع دماء الشهداء الليبيين، وبسؤاله عن مدى تضرر الجيش الليبى بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر من تمرير حكومة الوفاق الوطنى رد قائلا: أحمد معيتيق والعمارى وكاجمان هؤلاء شخصيات لا يريدون خيرا ولا يريدون الجيش وقياداته ويكرهون قيادات الجيش والفريق حفتر ولديهم سياسات أخرى.
فيما قال المحلل السياسى الليبى عبد الله الكبير أن الغرب حسم أمره وقرر دعم الحكومة الليبية بناء على لائحة توقيعات النواب الموافقون عليها ولم يتمكنوا من التصويت لتعطل الجلسة الأخيرة فى البرلمان، مشيرا إلى أن ترحيب لجنة الحوار الوطنى الليبية ببيان النواب أعطى الدعم المحلى لفائز السراج لكى يبادر إلى إعلان الشروع فى العمل.
وأكد "الكبير" فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من بريطانيا، مساء الأحد، أن التحدى الأبرز أمام المجلس الرئاسى والحكومة الليبية يتمثل فى قدرتهم على العمل من العاصمة طرابلس، مؤكدا أن بيان الولايات المتحدة وحلفاؤها لا يعد فرض لأى وصاية لأن الحوار أساسه فرقاء ليبيون، مشيرا إلى ارتهان حكومة الوفاق للغرب إذا لم تجد دعم داخلى قوى.
وأوضح أن الجيش الليبى حسب اتفاق الصخيرات الموقع بالمغرب سيعاد تنظيمه ليقتصر فقط على الضباط وضباط الصف والجنود وأن يتولى مهامه الطبيعية ولا يتدخل فى الشأن السياسى، مشيرا إلى أنه حال رغبة الحكومة فى تأسيس جيش حقيقى ينبغى عليها تفعيل قوانين ولوائح الجيش وعدم الاعتماد على ضباط بعينهم، مؤكدا أن تأسيس مؤسسة الجيش سيكون أصعب اختبار لحكومة الوفاق الوطنى الليبية.