لم يعد التحرش الجنسى لفظيا أو جسديا صفة المجتمعات الجاهلة المتأخرة، بل عانت منه بلاد النور والحضارات الأوروبية، فرنسا، إذ تطور المشهد الفترة الأخيرة لزيادة كبيرة فى نسب التحرش بالنساء فى الشوارع وفى وسائل النقل وغيرها، وفى هذا الصدد تسعى باريس دوما لسن القوانين الحاسمة ضد تلك الظاهرة.
وخلال اليومين الماضيين صارت مكافحة التحرش هدف الدولة والمنظمات المدنية والنسوية والنشطاء بوجه عام، خاصة بعد انتشار مقطع الإعتداء على الطالبة العشرينية الفرنسية مارى لاجير التى تلقت صفة عنيفة على وجهها من المتحرش بها بعد توبيخها له.
وأطلقت مارى لاجير، الفتاة التى تعرضت للضرب على يد متحرش فى أحد شوارع باريس، موقع على الإنترنت تدعو فيه جميع الفتايات التى تعرضن للتحرش أو الاغتصاب لسرد تجربتهن، فى خطوة لمكافحة الظاهرة المنتشرة.
ووفقاً لصحيفة لو باريزيان الفرنسية، فقررت لاجير إطلاق الموقع من أجل إلقاء الضوء على الحوادث المتعلقة بالتحرش فى فرنسا، خاصة أن هناك الكثير من الضحايا لم يتقدمن بشكاوى إلى الأجهزة المعنية ولن يصعدن موضوعهن.
وسردت لاجير فى كلمة لصحيفة لو باريزيان تجربتها التى مرت بها عن قوة الصفعة التى تعرضت لها من المتحرش، وأضافت أن هناك الكثير من الفتيات يتعرضن لنفس المواقف، وقررت لاجير أن تتصدى من خلال منصتها الجديدة للتحرش، وإطلاق العنان للفتايات لسرد تجربتهن.
وأشارت لاجير، إلى أن هناك المئات من رسائل التضامن تم إرسالها إليها من قبل "فتايات" كن ضحايا التحرش أو الاغتصاب.
ودعت لاجير الحكومة على أن يكون التوعية والتصدى للتحرش يكون من خلال منابر الإعلام والتعليم والثقافة.
وجاءت مطالبة لاجير عقب ساعات من أقرار البرلمان الفرنسى نهائيا، مشروع قانون مكافحة العنف الجنسى ضد المرأة، حيث حظى بتأييد 92 نائبا، فى حين امتنع 8 آخرين عن التصويت.
ويهدف مشروع القانون إلى تغليظ العقوبة فى حالات الاغتصاب والتجاوزات الجنسية بحق القاصرين وتمديد مدة التقادم فى بعض الجرائم المرتكبة بحق القاصرين، وكذلك تشديد التدابير لمواجهة التحرش الجنسى والمعنوى.
ووصفت وزيرة المساواة بين الرجال والنساء مارلين شيابا، القانون بأنه جاء تنفيذا للوعود الانتخابية للرئيس إيمانويل ماكرون.
ويقضى القانون- الذى حظى بتأييد الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة- بتمديد مدة التقادم فى الجرائم الجنسية ضد القاصرين من 20 إلى 30 عاما.
ووفقاً لاستطلاع للآراء أجراه المعهد الفرنسى للرأى العام (إيفوب)، أن ثمانى فرنسيات من كل عشر فى فرنسا (81 %) تعرضن لنوع من أنواع الانتهاكات أو الاعتداءات الجنسية فى الشارع أو فى وسائل النقل العام فى فرنسا.
#Harcèlement 😡⚠️💥
"J'ai eu beaucoup de chance d'avoir cette vidéosurveillance (...) Les gens m'ont proposé leurs noms pour constituer une liste de témoins, ils ont trouvé ma réaction légitime"
➡ Marie, 22 ans, agressée à Parishttps://t.co/fwhxlzpwks#BourdinDirect pic.twitter.com/tuFuCUvlsz
— RMC (@RMCinfo) July 30, 2018
وأثار مقطع فيديو غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعى، يظهر متحرش يصفع فتاة على وجهها فى أحد شوارع باريس، رغم توجه الحكومة لفرض غرامة آنية فى موقع الحدث على حوادث التحرش فى الشوارع.
ووفقا لصحيفة "ال سى اى " الفرنسية، نشرت الطالبة الفرنسية مارى لاجير، فيديو صورته كاميرات مراقبة لمتحرش يصفعها أمام مقهى فى منطقة شمال غربى العاصمة الفرنسية عندما طلبته بالكف عن مضايقتها.
وتحدثت لاجير (22 عاما) لوسائل الإعلام عن ملابسات تعرضها، قائلة إنها كانت فى طريق عودتها إلى المنزل من العمل فى الضاحية 19 من باريس، عندما بدأ رجل بإطلاق تعليقات بذيئة " فاحشة ومهينة" وبحركات ذات دلالات جنسية.
وأضافت عندما غضبت وقلت له "توقف، فى هذه اللحظة غضب الرجل، وألقى مخلفات سيجارته على".