تطور نوعى جديد تتخذه وزارة الأوقاف المصرية، ضمن سياستها الجديدة لوقف الهدر والتقليل من قيمة المهنة الجليلة، ويأتى ذلك حسب وصف شخصيات ذات صلة بالدعوة، حيث تتجه الوزارة إلى وقف استخدام مسمى "داعية" ومسمى "عالم" عبر الإعلام واستبدالهما بالمسميات الوظيفية المعتبرة فى الدولاب الإدارى للدولة وعددها 10 مسميات وظيفية.
عدم استخدام المسميات العامة والمطاطة
الشرارة الأولى نحو سحب البساط من تحت أقدام مستخدمى وصف "داعية" و "عالم" لدى اجتماع الوزير بمجلس قيادات الوزارة التابع له برئاسةالشيخ جابر طايعرئيس القطاع الدينى والمتحدث الرسمى باسم الوزارة، حيث نبه الوزير على عدم استخدام المسميات العامة والمطاطة، والتى لا توجد فى التصنيف الوظيفى للأئمة، وعدم استخدام وصف "دكتور" إلا للحاصلين فعلا على الدكتوراة ولا يجوز أن يطلق هذا التوصيف على دارس الدكتوراة.
قال مصدر، لـ"انفراد": إن الوزارة تتجه الآن لوقف استهلاك قيمة العمل الدعوى، وإهدار كرامة الأئمة والمزايدة باسم الدعوة بمسميات يستخدمها المتاجرين باسم الدين، ومدعى العلم، والمتربحين باستخدام مسميات تخالف واقع الدعوة لسحب البساط من تحت أقدام الأئمة وهو ما يتم غالبا من قبل دخلاء"نجوم الشباك".
وأكد المصدر، أن بعض الأئمة ينبهرون بهذه المسميات والبعض يستخدمها للظهور بمظهر كأنه أكبر من زملاءه، حيث يضر ذلك بالدعوة ويشكل غطاء للدخلاء، مضيفا أن الوزارة رأت أن تلزم نفسها بالمسميات الأصلية قبل أن تطالب الدخلاء بالافصاح عن هويتهم وعدم اختطاف حقوقها المهنية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة سيليها خطوات تقدم الأئمة للجمهور بمسمياتهم الحقيقية حتى يعرف الجمهور أصحاب المهنة كل باسمه ومهنته وتميزهم عن الدخلاء.
قانون الدولة وخطتها الدعوية
قالالشيخ جابر طايعرئيس القطاع الدينى والمتحدث الرسمى باسم الوزارة: إن الوزارة تباشر عملها عبر أمرين، هما: صريح قانون الدولة، وخطة الدولة الدعوية على منهج الأزهر، مضيفا أن المسمى العام لعمل الوزارة هو العمل الدعوى، ولا يوجد ما يسمى بـ"داعية أو عالم"، بينما يوجد فى القانون 10 مسميات وظيفية سوف نلتزم بها احتراما للقانون.
وأضاف طايع، لـ"انفراد"، الوزارة سوف تلزم بقانون مدونة السلوك الوظيفى رقم "81" لعام 2018، والتى تعطينا الحق وصف العاملين بالطقاع الدينى بـ10 مسميات وظيفية، هى: إمام وخطيب ومدرس لخريجى جامعة الأزهر من الدرجة الثالثة فور التعيين، والثانية والأولى وكبير لمن يظل عليها دون ترقية حتى المعاش، ويناظره وظيفة باحث من الدرجة الثالثة فور التعيين وحتى المعاش على درجة كبير من لم يرقى، ووظيفة مفتش دينى وعام ثان وأول وكبير، ووظيفة رئيس قسم ثان، ووظيفة مدير إدارة على الدرجة الأولى أو كبير، ووظيفة مدير دعوة أول وكيبر، ووظيفة مدير عام على الدرجة الأولى وكبير ويسمى وكيل مديرية، ويناظره فى الدرجة شيخ الجامع الكبير، أو مدير عام المديرية كل حسب موقعه فى منطقته، ووظيفة وكيل وزارة ويسمى رئيس إدارة مركزية، ووكيل أول وزارة ويسمى رئيس قطاع.
مدونة السلوك الوظيفى
وأوضح طايع، أن مدونة السلوك الوظيفى هى التى تحدد هذه المسميات ومن سيخرج عنها سيعاقب، حيث سيجرى تحديد العقوبات وحجم المخالفات، مضيفا أنه سيتم رصد المخالفات وكل شيء يقدر بقدره، كما سيعاقب من يزعم أنه دكتور دون الحصول على الدكتوراة.
وأشار طايع، إلى أن الوزارة ستقوم بتفعيل مدونة السلوك الوظيفى، منتقدا من يسمى نفسه بمسمى عالم حيث ينتظر أنه يسميه الناس بعالم ولا يطلقها هو، مضيفا يجب على من يجد نفسه أمام من يسميه بمسمى لا يتوفر لديه أن ينكر ذلك حتى نحافظ على هيبة الأئمة وأن ينكر أى إدعاء مغلوط يطلقه عليه شخص آخر من باب الأمانة، حيث إن هذا النهج يحافظ على قيمة المهنة ويوقف الخلط ويدفع المجتهدين إلى مزيد من البذل لأنه سيذكر بآخر ما وصل إليه وليس بمجرد الإدعاء اللفظى الذى يهضم حق المجتهد، مؤكدا على أن أئمة الأوقاف هم أول من سيحترمون هذه الإجراءات لأنهم أهل تخصص وأصحاب مهنة.
من جانبه أكد عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أنه لا يوجد مهنة تسمى داعية بل يوجد مجال الدعوة الذى يشغله أئمة وقيادات الأوقاف، وأساتذة الأزهر، ويوجد مسميات لعمل هؤلاء المتخصصين هى: إمام وخطيب، و باحث شرعى، وواعظ، وأستاذ أكاديمى بالأزهر.
يسمون أنفسهم بالدعاة الجدد ولم يدرسوا العلوم الشرعية
وأضاف هندى، لـ"انفراد"، أن السبب فى مسمى داعية من يسمون أنفسهم بالدعاة الجدد الذين لم يدرسوا العلوم الشرعية وأوجدوا لأنفسهم مسمى يعملون من خلاله لشرعنة وجودهم كون مؤهلاتهم لا تؤهلهم للعمل بالدعوة بل فى أمور أخرى.
وأشار هندى، إلى أن مجال الدعوة خلال الـ100 سنة الأخيرة أضر بأمرين هما: الفهم الخاطء للدين من قبل الجماعات والزعم به، وشغل مجال الدعوة بغير المتخصصين ممن يبحثون عن الشهرة والتجارة بالدين وكلا الأمرين مرتبطين وكل منهما وجه للآخر.
وأوضح هندى، أن منع الدخلاء على مجال الدعوة بات ملحا ويجب التحرك للفصل فى هذا الأمر لوقف الدفع بأفكار مغلوطة، وعلى الإعلام أن يقدم ضيوفه بمسمياتهم الحقيقية ومؤهلاتهم الحقيقية بحث لا نجده يقدم خريج التجارة أو الطب أو الهندسة على أنه داعية، وحتى لو استضافه للحديث فى الدين، فعليه أن يفصح عن مهنته الحقيقية ليميزه الناس بعيدا عن الخلط بين المفاهيم.