يعتبر شهر أغسطس هو ذروة الموسم السياحى الصيفى والكاشف عن معدلات السياحة الواردة لمصر خلال العام، فضلا عن أنه مؤشر لما سيشهده الموسم الشتوى من إقبال والذى سيبدأ فى أكتوبر المقبل، وبالنظر إلى حركة السياحة لمصر خلال هذا الشهر يمكن التبين من تعافى القطاع بشكل كبير، والتوقع بأن يٌمثل عام 2018 انطلاقة فعلية لعودة قطاع السياحة لريادته من جديد.
بالأرقام أكدت محافظة البحر الأحمر أن شهر يونيو فقط شهد وصول 387 ألف سائح من جنسيات مختلفة حول العالم، حيث جاءت السياحة الألمانية فى المقدمة بواقع 111 ألف سائح تقريبا، فيما سجلت السياحة التشيكية 28 ألف سائح، و23 ألف سائح بريطانى، ووصول 21 ألف سائح بولندى الجنسية.
وتظل السياحة الألمانية محتفظة بتقدمها حيث أكد بدر عبد العاطى سفير مصر فى ألمانيا أن سوق السياحة الألمانية لمصر يشهد تعافى كامل، حيث أن الموسم السياحى لـ2018 مبشر تماما خاصة أن النصف الأول من العام شهد رواجا سياحيا ممتازا للغاية.
وأوضح عبد العاطى لـ "انفراد" أن هذا الرواج رغم أنه ركز على المقاصد المعتادة بالنسبة للسياحة الألمانية وهى الغردقة ومرسى علم فى البحر الأحمر، إلا أنه كان هناك تنوع لافت تجاه مقاصد أخرى شهدت إقبال مثل الأقصر وأسوان، بالإضافة إلى شرم الشيخ وقال: "أن ذلك يأتى نتيجة تركيز وتكثيف عملية الترويج لتشمل السياحة الثقافية والتى تُميز مصر عن باقى دول العالم".
ولفت سفير مصر بألمانيا الى أن الرحلات "الشارتر" إلى مصر قد تزايدت لتشمل انطلاقها من عدد أكبر من المدن الألمانية، ولم تعد مقتصرة على المدن الكبيرة مثل ميونخ وبرلين وفرانكفورت، لافتا إلى أن هذا شجع السائح الألمانى على اختيار مصر كوجهة سياحية له.
وأعرب عبد العاطى عن تفاؤله بالموسم السياحى للعام الحالى، لافتا الى أن التقديرات والإحصائيات تؤكد أن الأعداد ستتفوق على العام 2017.
تحسن نسب الإشغال ترجع الى سببين كما أكد أحمد الخادم رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق لـ "انفراد"، الأول أنه الى حد كبير بدأت الثقة تعود للمقصد السياحى المصرى وهذا سببه الاستقرار الأمنى الذى يتصاعد فى مصر خلال الشهور الماضية وخاصة بعد عملية سيناء 2018.
أما السبب الثانى فى ذلك هو الأسعار الحالية فى المنتجعات السياحية والفنادق المنخفضة للغاية، لافتا الى أن تكلفة قضاء أسبوع فى شرم الشيخ أصبح فى متناول الجميع، وبالتالى انخفاض الأسعار شجع فئة الإنفاق المتوسط والمنخفض على زيارة مصر بأسعار لم تكن متاحة فى السابق.
وأشار الخادم الى أن انخفاض الأسعار فى المرحلة الحالية ليس سيئ، فدائما بعد الأزمات السياحية، ومصر مرت السنوات الماضية بأصعب أزمة سياحية فى تاريخها، من الضرورى جذب أعداد كبيرة فى البداية ثم تأتى خطوة تحريك الأسعار، مشيدا بسياسة وزارة السياحة الحالية فى الترويج ووصفها بـ"سياسة الترويج الهادئ".
وأوضح أن ألمانيا وإيطاليا لازالا يتصدران المشهد السياحى سواء بالنسبة لذروة الموسم الصيفى والذى يمثله شهر أغسطس، أو حتى بالنسبة لمؤشرات حجوزات الموسم الشتوى القادم، فى حين إنجلترا وروسيا تشهد تحرك ولكن ليست كما هو مأمول.