العالم المصرى الدكتور نور الدين عبد الرحيم خبير الأشعة التداخلية لعلاج الأورام وأمراض الأوعية الدموية بجامعة فرانكفورت بألمانيا فى حوار خاص لـ"انفراد": نشأت فى أسرة متوسطة بمحافظة الجيزة وكنت من الأوا

- "نور الدين": تخصصت فى تقنية التردد الحرارى والميكرويف والليزر فى علاج أورام الرئة السرطانية - أورام الكبد فى مصر تشكل أعلى نسب الإصابة بالأورام السرطانية عن مثيلتها فى العالم والدولة المصرية حققت إنجازًا فى مكافحتها بالقضاء على فيروس سى - على الدولة التوسع فى إنشاء مركز طبية متخصصة لعلاج الأورام السرطانية بالمحافظات النائية - يجب اتخاذ كل الوسائل للوقاية من أورام السرطان وتكثيف جهود المسح الشامل للكشف المبكر - رسالتى لأى سيدة فى سن الأربعين: ضرورة عمل فحص على الثدى للكشف المبكر - تجربة البروفيسور مجدى يعقوب تستحق الإشادة والتشجيع ونفسنا تتكرر - تجربة السير مجدى يعقوب أثرت فيا وجعلتنى أتخذ خطوة تطوعية لزيارة مستشفيات الأورام فى مصر - سأزور مصر كل 3 شهور لعلاج مرضى الأورام بالمجان كنوع من الخدمة لأهلى فى مصر - بتمنى لكل مرضى السرطان الشفاء التام وعلى المجتمع أن يحتويهم نفسيا كى يخفف من معاناتهم يعد الدكتور نورالدين عبد الرحيم، أستاذ الأشعة التداخلية لعلاج الأورام وأمراض الأوعية الدموية بجامعة فرانكفورت بألمانيا، عقل من عقول مصر المهاجرة، حيث بحر بعلمه فى مجال علاج الأورام باستخدام أحدث أساليب الطب الحديثة، ولم تأخذه سنوات الغربة بعيدا عن وطنه، فهو يحرص كل عام على زيارة وطنه الأم مصر. "انفراد" ألتقى استاذ الأشعة التداخلية لعلاج الأورام وأمراض الأوعية الدموية بجامعة فرانكفورت بألمانيا، خلال زياته لمصر مؤخرا، وتحدث فى حوار من القلب عن عشقه لوطنه وفخره بكونه مصرى الأصل، مؤكدا أنه يحرص على زيارة مصر مرتين فى السنة وقرر علاج المواطنين بالمجان ونقل خبراته العلمية لمصر لعلاج أبناء وطنه، وكان هذا الحوار.. * فى البداية حدثنى عن رحلتك من مصر لألمانيا كيف كانت تلك الرحلة؟ بدأت رحلتى فى 2006 حيث كان لدى رغبة لدراسة الدكتوراة فى مجال علاج الأورام بالأشعة التداخلية باستخدام التقنيات الحديثة فى ذلك الوقت، وهى تقنية التردد الحرارى والميكرويف والليزر فى علاج أورام الرئة السرطانية، وهذا المجال كان موجود بشكل متقدم فى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وقمت بمراسلة عدد من الجامعات بالدولتين، إلى أن حصلت على الموافقة لتسجيل الدكتوراه بإشراف مشترك من جامعة فرانكفورت فى ألمانيا. * وما هى الصعوبات التى واجهتك فى بداية رحلتك لألمانيا؟ العائق الأول كان العائق اللغوى وهو كيفية تعلم اللغة الألمانية خاصة وأن دراستى للطب بجامعة القاهرة كانت باللغة الإنجليزية، كان لابد من تعلم اللغة الألمانية فقمت بدراستها فى معهد جوته فى مصر وسافرت بعد 6 شهور من تعلم اللغة الألمانية وبعد سنتين من تسجيل الدكتوراه نشرت 5 أبحاث دولية وهو ما جعل رئيس القسم وقتها بجامعة فرانكفورت يعرض الانضمام لفريقة العلمى والبحثى والإكلينيكى، وبعد فترة أصبحت من المتميزين فى علاج أورام الرئة السرطانية باستخدام التردد الحرارى والميكرويف ونشرت أكثر من 83 بحث فى هذا المجال وواجهت مشقة فى البداية فى التأقلم ونحن فى ألمانيا نبدأ يومنا 6 صباحا وننتهى من علاج الحالات فى الـ 5 وبعدها نكمل العمل البحثى. وحصلت على درجة الدكتوراة من جامعة فرانكفورت فى عام 2010 بتقدير امتياز، وأتممت البورد الألمانى لعلم الأشعة التتشخيصية والتداخلية فى عام 2013، وحصلت على درجة الأستاذية. * حدثنى عن حياتك فى مصر ودراستك ونشأتك وكيف أثر ذلك فى حياتك العملية؟ نشأت فى أسرة متوسطة ووالدى كانت يعمل فى المقاولون العرب وعشت فى محافظة الجيزة وتخرجت من الثانوية السعيدية العسكرية وكنت من الأوائل فى محافظة الجيزة ودرست بكلية الطب جامعة القاهرة وكنت من الأوائل على دفعتى. * كم عدد المرات التى تزور فيها مصر؟ أحرص على زيارة مصر مرتين كل سنة وبحرص خلال زيارتى حريص على التواصل مع الأصدقاء فى كلية الطب والمشاركة فى المؤتمرات الطبية فى مصر والتواصل مع كافة الزملاء واستقبال وإعطاء المحاضرات فى جامعة القاهرة، فضلا عن زيارة الأهل والأصدقاء والمدن السياحية. * كمصرى يعيش بالخارج..كيف ترى الوضع فى مصر حاليا وتتابعه؟ فى مصر بعد ثورة يناير حدث نوع من الارتباك فى المشهدين السياسى والاقتصادى والذى بالطبع ترك ظلاله على كل المصريين فى الداخل والخارج، والآن المشهد بات مستقر والدولة بدأت تأخذ خطوات لتثبيت أركانها، ولكن الإعلام الغربى يسلط الضوء على الأحداث فى مصر ويسعى لتضخيمها وهو ما يكون له بالغ الأثر على نفوس المصريين فى الخارج، والوضع تغير الآن وهو ما يعطينا دفعة معنوية هائلة بأن الأمور فى مصر تعود لنصابها ويشكل عامل لجذب كافة العقول المهاجرة. * حدثنى بالتحديد عن تخصصك الأشعة التداخلية لعلاج الأورام؟ وكيف ترى المنظومة الطبية فى مصر؟ تخصصى الدقيق هو تخصص الأشعة التداخلية وهو أحد الفحوصات الحديثة فى الطب التى يتم من خلالها إجراء عمليات لعلاج المرضى من الأورام وعلاج الانسدادات فى الأوعية الدموية والعيوب الخلقية بالأوعية الدموعية عن طريق الفتحات الطبيعية فى الجسم أو من خلال الجلد دون الحاجة للشق الجراحى والوصول لأدق الشرايين والأوردة الموجودة فى الجسم المغذية للورم، وتخصص الأشعة التشخيصية تعمل من خلال التصوير الطبى لأعضاء الجسم واكتشاف الخلل الوظيفى والشكلى للأنسجة وعلاجها، وعلم الاشعة التداخلية يقوم على استخدام الأجهزة الطبية فى التصوير ومن خلالها يتم الاسترشاد داخل الجسم وتحديد موضع الإصابة بالجسم والتدخل بإبره متخصصة أو بقسطرة ومن ثم القيام بعلاج الإصابة بالأورام دون استئصال العضو المصاب. وعلى سبيل المثال أورام الرئة يتم علاجها من خلال إبره متخصصة لأورام الرئة عن طريق الجلد والوصول لمكان الإصابة ووضع الإبرة مكان الورم وبث طاقة حرارية عن طريق التردد الحرارى أو الليزر أو الميكرويف ويتم بعدها كى الورم ليخرج المريض من المستشفى خلال 6 لـ 8 ساعات وتحلل أنسجة الورم فيما بعد دون استئصال العضو وهو ما يمثل نقلة نوعية فى طرق العلاج. * هل تقنية علاج الأورام بالتردد الحرارى بدأت تتوفر فى مصر؟ التقنية بدأت تتوفر فى مصر ولكن هناك عدد محدود من الأطباء يقومون بإجراء هذه الطرق العلاجية فى مصر لأنه لم يتم تسليط الضوء عليها، وتنفيذ هذا النوع من العلاج بشكل كبير يحتاج منا العمل على تنفيذ ورش عمل وهو ما أقوم به حاليا من خلال زياراتى للمراكز المتخصصة فى المستشفيات ومعاهد الأورام والقيام بعلاج حالات بالمجان ونقل الفكرة للأطباء لتطبيقها بشكل أكبر وهذا ما أسعى له خلال كافة زياراتى. * وماذا عن معدلات الإصابة بالسرطان فى العالم ومصر بالتحديد؟ معدلات الإصابة أو تشخيص الأورام شهد مؤخرا طفرة وتقدم هائل بفضل علم الأشعة التشخيصية وعلم دلائل الأورام، والطفرة الهائلة فى علم التشخيص أتاحت لنا إمكانية تحديد النسب الدقيقة فى الإصابة، ونسب الإصابة فى العالم إلى حد ما تكاد تكون متقاربة، والفروق وزيادة معدلات الإصابة تتغير بناء على عوامل عديدة مثل الجينات والجو والمواد الكيماوية والعادات الغذائية غير الصحية. وفى مصر تشكل أورام الكبد أعلى نسب الإصابة بالأورام السرطانية عن مثيلتها فى العالم بسبب الإصابة بفيروس سى وهو ما انتبهت له الدولة المصرية وتحقق انجاز رائع فى مكافحة هذا المرض والذى سينعكس بالطبع على معدلات الإصابة بأورام الكبد. ونسب الإصابات بالسرطان تختلف، فعندما نتحدث عن سرطان الكبد نسبة الإصابة بسرطان الكبد فى مصر من النسب العالية وتنافس دول شرق أسيا، أما عن نسبة الإصابة بسرطان القولون فى مصر تكاد تكون نفس النسبة لو قارنها فى مثيلتها فى أوروبا وأمريكا. * وماذا عن زيارتك الأخير لمستشفى بهية ومستشفى شفاء الأورمان بالأقصر؟ جاءت زياراتى الأخيرة لمستشفية بهية ومستشفى شفاء الأورمان بالأقصر بدعوة من السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة، وأسعدنى ما رأيته من تجهيزات طبية تشكل نقلة نوعية المجتمع بحاجه لها، والمستشفيات التى زرتها وغيرها يقدمان خدمة علاجية على أعلى مستوى وبها كوادر طبيعة على أعلى مستوى، فضلا عن أنها تتبع الأنظمة الحديثة فى العلاج. * ولكن من وجهة نظرك..ما الذى ينقصنا فى مجال علاج الأورام والسرطان فى مصر؟ المشكلة الحقيقة فى مصر تكمن فى العامل الاقتصادى فتجهيز مستشفى بأعلى مستوى وإتاحتها بكافة ربوع الوطن يتطلب ميزانية ضخمة، ولابد من توفير المركز الطبية المتخصصة فى علاج الأورام داخل محافظات مصر وربوعها، خاصة وأن التوزيع السكانى فى مصر به شىء كبير من الخلل، فالعاصمة وحدها فيها 20 مليون مما يشكل عبئا وضغطا على المنشآت الطبية بالعاصمة؛ ولابد على الدولة من التوسع فى إنشاء مركز طبيعة متخصصة لعلاج الأورام والسرطان فى المحافظات النائية، خاصة وأن علاج السرطان من الأمراض المكلفة ويجب على الدولة اتخاذ كل الوسائل للوقاية من أورام السرطان، فعلى سبيل المثال سرطان الثدى يمكن علاجه باستئصال الورم فقط دون الحاجه لاستئصال الثدى، ولو كثفنا جهود المسح الشامل للكشف عن سرطان الثدى للسيدات سنكتشف الأورام فى مرحلة مبكرة جدا وبالتالى يمكن علاج الورم دون استئصال الثدى وبالتالى نتجنب تكاليف الكيماوى الباهظة. ولكنى أؤكد ضرورة أن تلتفت الدولة لأهمية الاستتخدام الوقائى للعلاج لأنه يوفر على الدولة العديد من التكاليف، وانتظار المرض لأن يصبح متقدم يشكل عبء اقتصادى على المريض وعلى المنظومة الصحية. * وبماذا تنصح المواطنين للوقاية من الإصابة بالسرطان؟ لكى نتجنب الإصابة بالسرطان يجب أن نتجنب العوامل المسببه وأحد أهم وسائل الوقاية تجنب تدخين السجائر والشيشة وعدم تعاطى المخدرات وعدم تناول الأطعمة التى تحتوى على مواد حافظة، وتجنب استخدام المبيدات الكيماوية التى يكون لها أثر على جسم الإنسان، والانتظام فى التغذية بالخضراوات والفاكهة، وتقليل تناول اللحوم، والاعتماد على الأغذية الطبيعة، ورسالتى لأى سيدة يصل عمرها سن الأربعين عليها عمل فحص على الثدى للكشف المبكر للسرطان. * كيف ترى تجربة الدكتور مجدى يعقوب بأسوان؟ تجربة البروفيسور مجدى يعقوب تجربة تستحق الإشادة والتشجيع نفسنا تتكرر، وتجربة السير مجدى يعقوب أثرت فيا وجعلتنى أتخذ خطوة تطوعية لزيارة مستشفيات الأورام فى مصر واتخاذ قرار القيام بعمل تطوعى لعلاج المرضى كل 3 شهور فى مصر بالمجان كنوع لخدمة أهالينا فى مصر وفى النهاية أتمنى لكل المرضى الشفاء التام وأن تخفف آلامهم ويحتويهم المجتمع نفسيا كى يخفف من معاناتهم، وأمنيتى لمصر أن تصل لأعلى مكانة فهى تستحق أن تكون فى أعلى مكانه بشعبها الذكى الطيب الطموح.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;