سيارتا شرطة ورجال المباحث بملابس مدنية وآخرين بالزى الميرى فى ساحة استقبال مستشفى الأنجلو أمريكان التى استقبلت ظهر اليوم الراهب فلتاؤس المقارى، قادمًا من دير الأنبا مقار فى وادى النطرون مسرح جريمة مقتل الأنبا أبيفانيوس، عقب محاولته الانتحار.
قالمصدر أمنى بالمستشفى، إن مديرية أمن البحيرة نسقت مع مباحث العاصمة لاستقبال الراهب الذى وصل المستشفى بصحبة خمسة من آباء دير الأنبا مقار بوادى النطرون وقد أدخل لقسم الرعاية المركزة، عقب محاولة انتحار وقطع شريانين وكسور وسجحات.
فى الدور الأول العلوى بالمستشفى الذى استقبل الراهب المنتحر قالت ممرضة من الرعاية المركزة، إنه وصل وبه إصابة بالرأس نتيجة القفز وسجحات بالساقين وكسور مع محاولة قطع شريان باليدين اليمنى واليسرى.
أمام غرفة الرعاية المركزة، ظهر أحد أفراد أسرته أعرب عن قلقه على الراهب مبديًا عدم تصديقه لمحاولة انتحاره التى اتفق عليها الجميع، مؤكدًا على أن الأسرة ستبقى معه فى المستشفى خوفًا على حياته، خاصة وإنه وجد يعانى من حروق فى الساق على حد تعبير قريبه.
بعدها بدقائق ظهر أب راهب جديد، كان قد قدم معه من الدير يطمئن أسرته إذ كان طبيبًا قبل رهبنته وقال إن حالته فى طريقها للاستقرار ولكنه فاقد الوعى، مطالبًا الأسرة بعدم الحديث للإعلام، وقال إن سقوطه من أعلى تسبب فى إصابات بالجبهة وكسر بالساق ولم يذكر أية معلومات عن الحروق.
الممرضة التى استقبلت الراهب ونقلته لغرفة الرعاية المركزة، نفت وجود أى حروق على جسده من أى نوع وقالت إنها سجحات فى الساقين من جراء السقوط والارتطام بالأرض.
بينما أكد رجال الأمن الموجودون، الذين ينتمون لمباحث قسم قصر النيل الذى تقع فيه دائرة المستشفى، إن الشرطة والنيابة سيعملان على استجوابه، فور أن تسمح حالته الصحية بذلك، مستندين إلى أقوال الأطباء، الذين أشاروا إلى أن حالته فى طريقها للاستقرار، ولكنه مازال تحت الملاحظة ومن المنتظر أن يخرج من غرفته الرعاية المركزة إلى غرفة عادية فى حال استقرت حالته مساء اليوم.
فيما كشفت مصادر من داخل الدير، عن أن الراهب الذى أقدم على محاولة الانتحار خضع لتحقيقات مكثفة فى قضية مقتل الأنبا ابيفانيوس إذ كان بين الفريق المعارض لرئيس الدير، حيث ترهب عام 2010 ضمن مجموعة أدخلها البابا شنودة الثالث للدير عقب وفاة متى المسكين فى محاولة منه لتعديل التركيبة الفكرية لآباء الدير وإحكام السيطرة عليه، إذ كان الراهبان أشعياء وفلتاؤس المقارى من بين الآباء الذين يرتدون القلنسوة المشقوقة التى ألبسها البابا شنودة لآباء الدير التابعين له فى محاولة لتمييزهم عن شيوخ الدير من تلاميذ متى المسكين، كما سبق ووقع فلتاؤس المقارى ضمن حملة توقيعات قام بها زميله إشعياء المقارى، الذى صدر قرار بتجريده أمس، حين صدر قرارا باباويا بإبعاده عن الدير ونقله لدير آخر فى فبراير الماضى، وجمع توقيعات من زملائه تطالب البابا تواضروس بمنحه فرصة ثانية لتعديل سلوكه، حيث تراجع البابا عن قرار نقله من الدير، حتى صدر قرار تجريده وطرده من الرهبنة أمس.
قال المصدر، إن فلتاؤس المقارى فى الثلاثينات من عمره، وكان يعمل مدرسًا للتاريخ قبل رهبنته فى مدينة قليوب بمحافظة القليوبية، وبعد رهبنته دأب على إنتاج الأبحاث العلمية المتعلقة بتاريخ الكنيسة القبطية وآبائها الأوائل.
من ناحيتها، فضلت الكنيسة القبطية الصمت إزاء الحادث ولم تصدر أية بيانات تتعلق بواقعة الانتحار.
الجدير بالذكر أن البابا تواضروس نشر أمس قرارًا بخط يده يعلن فيه تجريد الراهب إشعياء من رهبنته وعودته لأسمه العلمانى وائل سعد تواضروس دون الكشف عن الأسباب، إلا أن القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية قال إن الراهب إشعياء المقارى الذى تم تجريده اليوم تم لأسباب رهبانية بحتة، ولا علاقة للقرار بالتحقيقات التى تجرى الآن والخاصة بموضوع استشهاد نيافة الأنبا إبيفانيوس.