4 سنوات فحسب تفصل بين الملكة إليزابيث الثانية، وشقيقتها الصغرى "مارجريت"، لكنها كانت كافية لتجعل الفارق بين شخصيتيهما شاسعًا، ورغم التشابه الكبير فى الملامح بينها وبين شقيقتها الكبرى، الملكة إليزابيث الثانية، والذى ورط الملكة فى بعض المشاكل، إلا أن الأولى تتسم بالجدية الشديدة وتتصرف بما يليق بأميرة ثم ملكة حقيقية، بينما عرفت "مارجريت" بتصرفاتها غير المسؤولة، وشخصيتها "اللعوب" كما وصفتها الصحف البريطانية.
ورغم التصرفات الحمقاء المتتالية من "مارجريت" إلا أن "إليزابيث" اعتادت أن تتصرف معها بحنان كما الأم، تحاول دائمًا حمايتها والعناية بها، وفى المرة الوحيدة التى قررت "مارجريت" أن تفعل الأمر نفسه، وحاولت حماية أسرتها وبشكل خاص والدتها إليزابيث الأولى، دمرت جزءًا مهما من تاريخ العائلة المالكة.
تفاصيل القصة تكشفها صحيفة "ديلى ميل" - فى تقرير نشرته اليوم - حول خطابات الحب الملكية التى أحرقتها الأميرة مارجريت لتمنع وصولها إلى أيدى مسؤول الأرشيف الملكى وتمنع توثيقها.
وذكرت الصحيفة أنها سلمت سائقها "ديفيد جريفين" حقيبة كبيرة بها آلاف الخطابات وطلبت منه حرقها، فى كلارنس هاوس، حيث كانت تعيش "مارجريت" وقتها.
وحسب "جريفين" فإن عدد الرسائل كان كبيرًا للغاية، حتى أن حرقها تسبب فى دخان كثيف للغاية واضطروا للاستعانة بالماء لإخماد الحريق فيما بعد.
وقال "جريفين" إنه رأى اسم الأميرة ديانا مكتوبًا بخط يدها على عدد قليل من الخطابات التى تولى حرقها، وكان هناك الكثير من الخطابات موجهة إلى الملك والملكة حتى أنها كانت قديمة جدًا.
وتابع جريفين: "لم تذكر الأميرة أبدًا أسباب حرقها للخطابات لكنها كانت مصممة جدًا على أنه ينبغى أن تكون جميع الخطابات دمرت تمامًا".
فى المقابل، يرجح بعض رجال البلاط أن الأميرة كانت تدمر الرسائل التى تتعلق بزواج ابن أختها تشارلز من الأميرة ديانا، وكذلك زواجها الفاشل من المصور أنتونى أرمستونج الذى انتهى بالطلاق عام 1978.
وحسب صحيفة ديلى ميل البريطانية، فإن "مارجريت" فإنها فعلت ذلك لتحول دون وصول هذه التفاصيل المتشابكة عن حياتها الخاصة فى أيدى رجال الأرشيف الملكى بعد وفاة والدتها، وليس فقط لإخفاء المراسلات بين الأميرة ديانا والملكة.
وكان "وليام شوكروس" كشف فى كتاب "السيرة الرسمية للملكة الأم" عام 2009 أن الأميرة مارجريت دمرت عشرات الرسائل الشخصية جدًا بين الأميرة ديانا والملكة الأم، مشيرًا إلى أن هذا القرار يرجع إلى رغبتها فى حماية والدتها وغيرها من أفراد الأسرة، وأضاف أن "هذه الرغبة مفهومة على الرغم من أنها مؤسفة من وجهة نظر تاريخية".
ولفت "وليام" إلى أن هذا القرار الذى اتخذته "مارجريت" عام 1993 كان فيما يبدو قرارا متفقا عليه بين أفراد العائلة المالكة، لا سيما الملكة إليزابيث الثانية، التى ظلت علاقتها بمارجريت جيدة وتولت رعايتها 4 سنوات كاملة قبل رحيلها بعد معاناة مع المرض فى فبراير 2002 فى سن الواحدة والسبعين.