قال الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، إن المبادرة التى طرحها حمدين صباحى المرشح الرئاسى السابق، بتشكيل تيار مدنى فى مصر، تحتاج إلى تحليل وتدقيق، مؤكدًا أن وجود تيار معارض رئيسى داخل الدولة، أمر مهم جدًا لاستكمال المنظومة.
وأضاف خالد صلاح، ببرنامج "آخر النهار" الذى يذاع على فضائية "النهار"، أن العمل برؤية واحدة داخل الدولة شئ خاطئ، وبدون تشكيل تيار معارض رئيسى فى هذا البلد سنتكبد خسائر كبيرة، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأشخاص عندما نتحدث أمامهم عن تيار معارضة، يعتبرون ذلك ضد الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالرغم من أنه لا يشترط بالمرة أن يكون هذا التيار المعارض بالضرورة ضد شخص الرئيس وكل سياساته، واصفا الأمر بـ" غير الدقيق".
وأوضح رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، أن تيار المعارضة الرئيسى له أهمية حتمية، وليس شرطا أن يكون تابعا لحمدين صباحى، مضيفًا :"وعندى عتاب لحمدين صباحى فى طريقة طرحه لهذا النوع من القضايا، وعتاب آخر فى آليات تنفيذها، وأوقات كلامه بيسبق الأفعال، لكن ما طرحه هو مهم وحتمى للبلد".
وأكد الكاتب الصحفى خالد صلاح، إلى أن وجود تيار معارضة حقيقية رئيسى داخل الدولة، يجعل الوزراء والمسئولين يتنبهوا إلى إنجاز الأعمال بطريقة مختلفة، كما سيكون هناك وجهات نظر أخرى بمصر، لأن وجود صوت آخر ينبه الدولة بالطريق التى تسير فيه، لاسيما أن الدول الكبرى المتقدمة، دائمًا ما يجتمع فيها أشخاص مختلفين تمامًا فى الأفكار عند اتخاذ قرار معين كالحرب أو صرف أموال من الموازنة لدعم التعليم مقابل نقصها فى جهة أخرى وغيرها.
وشدد على أهمية وجود صوت آخر داخل الدولة، تجاه الأمن القومى المصرى، بجانب أهميته أمام كل الدول التى تنتقد مصر وتقول إنها بلد الصوت الواحد خاصة فى وسائل الإعلام ومزاعم سيطرة الدولة، وإخراج الشائعات ضد مصر، مثلما حدث فى قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، رغم أن التحقيقات لم تنته حتى الآن، وتوجيه اتهامات للأمن فى هذا الأمر.
وأكد خالد صلاح، أن وجود تيار معارض داخل الدولة، يجعل هناك توازن فى منظومة العمل داخل الدولة، مضيفًا:"وجود تيار معارضة رئيسى صاحب أيدولوجية، مثل حمدين صباحى وتيار اليسار المصرى والناصرى.. ناس عندها أفكار ووجهات نظر، بتطرح القضايا المختلف فيها بأدب وذوق، لكن مش بيطلع يقول أمك وخالتك والكلام الفاضى بتاع من يتصورون أنفسهم أنهم معارضة حالية"، لاسيما أن هذا التيار يجعل الشباب ممتنعين عن أى عمل سياسى فى هذا البلد ويكتفوا بصب اللعنات على الدولة والشعب، موضحا:" ربما تكون لهم فرصة فى التعبير عن الذات".
وكشف الكاتب والصحفى والإعلامى، عن أن وجود تيار معارضة ليس عمل سئ أو ضد الرئيس أو أحد داخل الدولة، لكن لمصلحة مصر، فيما وجه عتابا لحمدين صباحى، قائلًا: "يا أستاذ حمدين، نعم هذا البلد يحتاج إلى وجود تيار معارضة رئيسى، وسميها زى ما تسميها، التكوين المدنى.. التكتل المدنى.. التشكيل المدنى.. أو أى شىء، لكن الأهم أن يتجاوز هذا الأمر مسألة الصوت والكلام، ولا يكون ذلك من قبيل إطلاق الشماريخ فى الملاعب، لكن من قبيل حفر نهر رئيسى يصب فى بحر السياسة لهذا البلد، ونحن نريد الحفر والبناء، ومش عاوزين نزيط ونسكت".
واستطرد خالد صلاح،: "خطورة واستراتيجية وأهمية وحتمية، وجود تيار معارضة رئيسى فى مصر، يجعلنى ألوم الأستاذ حمدين لأن هذا الأمر لا ينبغى أن يطرح فى حيز الصوت، أو بدون أن يكون له مدلول على أرض الواقع، من خلال التعبير عن نفسه بحزب أو فى تكتل حزبى، أو فى مجمل أفكار، أو بوثيقة رئيسية بها توجهات، حتى لا نهدم عند الإصلاح"، وتابع:"ويجب أن تكون الفكرة التى تخرج، تطرح نفسها فى الشارع، وما ينفعش أقاطع البرلمان لا أنا ولا حزبى، وأول ما البرلمان يتشكل والناس تصوت، أطلع أقول تيار معارضة رئيسى، بالرغم من أنه يجب أن يعبر هذا التيار عن نفسه فى توجه شعبى".
ونوه الكاتب الصحفى، إلى أن السياسيين الذين يخرجون بأفكار عن طريق الكلام، ولا يطبقونها فى الشارع، كأن شيئًا لم يحدث، وتابع موجهًا حديثه لحمدين صباحى:"إذا أردتأن تطرح نفسك لقيادة هذا البلد، وليس هناك مانع من ذلك، فلابد أن تعبر عن نفسك بفكر يعقبه عمل ينتج جهاز تنظيم حزبى، يطرح نفسه للناس وليس مجرد كلام".
وشدد خالد صلاح، فى حديثه، على أن"البلد تحتاج إلى أن تسمع قوى اليسار وصوته يظهر، فأرجوك أن تحول ما قلته إلى فعل حقيقى، وأن تعدنا أن تخوض أو حزبك أو تيارك انتخابات البرلمان المقبل ليكون لهذه المعارضة تأثير حقيقى لأن هذا فعل وطنى وغاية وطنية ومصلحة أصيلة للأمن القومى فى هذا البلد".