تشهد سوهاج الاستعدادات الأخيرة لافتتاح متحفها القومى الخاص بعد انتظار 25 عاما.. حدث ثقافى مفرح بلا شك، لكن هناك أزمة ثقافية أخرى بالمحافظة التى يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، وهى أنها بلا دور سينما.. المتحف كالسينما من أدوات الثقافة لكن رواد السينما عادة ما يكونون أكثر من رواد المتاحف بل التجمع لرؤية فيلم قد تكون لحظة ترفيه نادرة تجتمع فيها أسرة كاملة أو مجموعة كبيرة من الأصدقاء والشباب أصحاب الاهتمام المشترك.. ومع ذلك نجد السينما فى احتضار بلا منقذ.
حكاية 3 سينمات
لم يكن فى سوهاج سوى 3 سينمات لاقت كلها مصير واحد هو الشاشة المظلمة .. البداية كانت مع "سينما النصر" التى تم إنشائها فى منطقة شارع الورشة بالقرب من شارع المحطة الرئيسى فى خمسينات القرن الماضى ولكن لم يطل العمر بها حيث اشتعلت الخلافات بين مالكيها وتم فض الشركة وهدم السينما بعد 10 سنوات فقط ليتم إقامة عمارة سكنية بدلا منها مكانها.
أما السينما الثانية فكانت "الحرية" وهى سينما صيفية مكشوفة وكانت ملك مستثمرين من القطاع الخاص وكانت تطل على الملاعب المفتوحة بوسط المحافظة لكن بحلول عام 1995 تم إغلاقها بسبب خسائرها وتراجع عائداتها المادية حتى تحولت لمخزن مشروبات غازية.
ثم جاءت النهاية مع سينما "أوبرا" التى تملكها المحافظة نفسها التى أصدرت قرارها بإغلاق السينما فى 2010 بسبب تراجع عدد الجمهور، وأمرت بتحويلها لمول تجارى.. وكان آخر عرض بها لفيلم "صرخة نملة".
السينمات الصغيرة
بجانب السينمات الثلاثة الكبرى كان فى سوهاج سينما شريف الصغيرة والتى تحولت هى الأخرى فى الثمانينات لعمارة سكنية.. بينما السينما الأخيرة كانت تتبع قصر الثقافة وتوقفت هى الأخرى عن العمل فى التسعينات، والأسوأ فى هذا كان السبب الذى أعلنه قصر ثقافة سوهاج حول عدم عودة العمل في السينما وهو أن "جهاز العرض" الخاص بقصر الثقافة تعرض للسرقة خلال ثورة 25 يناير 2011".
هذا يعنى أن سوهاج التى يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة ليس بها شاشة فضية واحدة والفرصة الوحيدة لمشاهدة فيلم فى السينما هى الانتقال والسفر لمحافظة أخرى، لذا فإن هناك الكثير من المطالب للأهالى بالمحافظة الصعيدية بالعمل خلال الفترة القادمة لإنشاء دور عرض سينمائى
