أثار حادث اختطاف طائرة ركاب فى مدينة سياتل الأمريكية مخاوف تتعلق بسلامة الطيران الأمريكى، بعد أن استطاع أحد العاملين بمطار سياتل أن يختطف الطائرة ويقودها لقرابة ساعة قبل سقوطها.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الخاطف البالغ من العمر 29 عاما كان يقوم بأعمال مثيرة فى الجو فى نمط طيران غريب، وأخبر برج المراقبة أنه رجل يعانى الانكسار، لكن الكثير من الناس كانوا يهتمون به، وأنه أراد الاعتذار. وسأل عن مكان وجود الحوت أكا، وتساءل ضاحكا عما يمكن أن يحدث لو حاول أن ينفذ فقزة للوراء بالطائرة التى سرقها من مطار سياتل.
وتضيف الصحيفة: "عندما حثه برج المراقبة على محاولة الهبوط بطائرة الركاب الخاوية التى تخص الشركة، قال الرجل، الذى أعلن المسئولون أنه يدعى ريتشارد راسل، إنه شعر بالقلق من الضرر الذى يمكن أن يلحقه بالمدنيين، وانتهى الأمر بسقوطه بالطائرة ومصرعه.
وتوضح الصحيفة، أن الحادث رغم أنه لم يسفر عن خسائر فى الأرواح والمنشآت، إلا أنه زاد من المخاوف بشأن الثغرات فى سلامة الطيران الأمريكى، وأثار تساؤلات عن كيفية قيام راسل، العامل المختص بالأمتعة، بالسيطرة على الطائرة والتحليق بها وجعلها تطير بشكل طليق فوق منطقة حضرية أمريكية كبرى لمدة ساعة تقريبا.
وأشارت إلى أن بعض الأشخاص التقطوا صورا بهواتفهم للطائرة وهى تطير فى حلقات وتعرجات برفقة مروحيات من طراز أف-15، ظنا أنه كان عرضا جويا.
وقال المتحدث باسم قيادة الدفاع الجوى فى أمريكا الشمالية كاميرون هيلليير، "إن المروحيات التى تتبعت الطائرة المسروقة كانت مسلحة لكنها لم تطلق النار".
تشديد فحص موظفى المطار
من جانبها، أفادت مارى شيافو المفتش العام السابق فى وزارة النقل الأمريكية، أن الكونجرس يسعى بالفعل إلى تشديد فحص موظفى المطار وقد يفعل ذلك بإلحاح أكبر الآن، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تملك ما يقرب من 900 ألف عامل طيران وفقا لأحدث البيانات الفيدرالية ، منوهة بأن إجراءات الفحص "بدائية جدا".
وقالت، "إنه فى حين أن الطياريين يخضعون لفحوص طبية دورية، إلا أن الفنيين وأفراد الطواقم بشكل محدود، ولا تشمل الفحوصات الاختبارات الخاصة بالصحة العقلية".
ورغم أن ميكانيكى الطائرات لديهم قدرة على الصعود على متنها إلا أن أفراد الطواقم يفترض أن يتم السماح لهم بالدخول لقمرة القيادة، لكن هذه الإجراءات الأمنية لا يتم الالتزام بها طوال الوقت، خاصة فى طائرات النقل الصغيرة مثل الطائرة المستخدمة فى الحادث.
السلطات سارعت فى طمأنة الجماهير
واختتمت الصحيفة تقريرها، أن السلطات الأمريكية سارعت إلى طمأنة الجمهور بأن حادث يوم الجمعة لا يعتبر عملا إرهابيا، لكن السهولة الواضحة التى سرق بها الموظف الطائرة تشير إلى التحدى المتمثل فى وقف هجمات "التهديد الداخلى".
وقال ريتشارد بلوم، خبير أمن الطيران فى جامعة امبرى ريدل للطيران فى أريزونا، إنه لا يعلم بوجود حادث آخر فى الولايات المتحدة استطاع فيها أحد العاملين فى الأرض سرقة طائرة، فحوادث العاملين فى الطيران الذين يحاولون مساعدة الإرهابيين، أو تجار المخدرات أكثر انتشارا على مستوى العالم، لكنه حذر من أن إنشاء نظام فحص شامل لتقييم الصحة العقلية للعاملين فى الطيران سيكون صعبا، وقد يخاطر برفض أعداد كبيرة من العمال الذين لا يشكلون خطرا.