عندما تمر مصر بأى أزمة سواء على جوانب اقتصادية أو اجتماعية، تهلل الإخوان، وتعتبر خسائر مصر مغانم ومكسبا عظيما للتنظيم، لكن الحال تحول بدرجة 180، بعدما تراجعت الليرة التركية بنسبة تصل حوالى 20% أمام الدولار الأمريكى وسط توتر بين و(واشنطن وانقرة)، إذ اعتبرت قيادات فى التنظيم - المدرج على قوائم الإرهاب فى 4 دول عربية- أن ارتباك وتراجع الاقتصاد التركى بمثابة تراجع وانهيار للدين الإسلامى، ليس هذا فحسب، بل أن تراجع الليرة التركية سوف يتسبب فى اغتصاب نساء المسلمين، على حد مزاعم قيادات الإخوان.
وبعدما تراجعت العملة التركية، استشعر الإخوان الخطر، وخرجوا من جحورهم، وانتفضوا وأعلنوا الجهاد فى سبيل الليرة، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طالبوا المسلمين بأن يدعموا الاقتصاد التركى حتى لا يسقط الإسلام وتغتصب نساء المسلمين- على حد زعمهم الباطل.
وصرخت قيادات إخوانية وعولت من أجل إنقاذ الإسلام عن طريق دعم الليرة التركية، وأصدر الإعلامى الإخوانى صابر مشهور المذيع السابق بفضائية الجزيرة المملوكة للنظام القطرى، حلقة متلفزة حملت عنوان "ماذا يجب على المسلمين لدعم الليرة التركية؟"، زعم خلالها أن دعم الليرة التركية واجب دينى على كل المسلمين، مضيفًا: "إذا نجحت تركيا سنعيش كمسلمين فى أمان، أما إذا سقطت تركيا أو سقطت الليرة التركية ستغتصب زوجتك أمامك"، على حد زعمه.
وواصل "مشهور" تصريحاته التى تؤكد أن الليرة التركية تمر بأزمة كبيرة وليس كما يزعم رجب طيب أردوغان أن تراجع الليرة مصطنع، موجها مجموعة من النصائح والإرشادات من أجل إنقاذ الليرة، قائلا: "يجب على المسلمين خارج تركيا شراء البضائع والمنتجات التركية لدعم الشركات التركية المملوكة للمسلمين، وشراء الملابس التركية، كما أنه يجب السفر على الخطوط التركية واعتبار ذلك جهاد فى سبيل الله لبناء بلد مسلم وجيش مسلم ألا وهو جيش تركيا".
ودعا "مشهور" الذى يحرض دائما ضد الدولة المصرية، أن يجعل المسلمين واجهتهم السياحة تركيا، والاستثمار فى تركيا من أجل دعم الليرة التركية" مضيفًا: "إن لم تنتصر تركيا فأعلم ان زوجتك سوف تغتصب" زاعما أن "تركيا هى القلعة الأخيرة للمسلمين وهى التى تدافع عنا".
وقال "مشهور" الإعلامى السابق بقناة الجزيرة: "تركيا بلدنا ندافع فيها عن إسلامنا، وهى خط الدفاع عنا جميعًا، ولذلك يجب علينا جميعا دعم تركيا والليرة التركية"، على حد قوله.
تنظيم الإخوان مرتبط بوجود رجب طيب أردوغان
برلمانيون انتقدوا بشدة موقف جماعة الإخوان، مؤكدين أن أجهزة الاستخبارات التركية تستخدم الإخوان لتنفيذ أهدافها، وقال الدكتور عمر حمروش، عضو مجلس النواب، إن دعم الإخوان لتركيا ولأزمتها الاقتصادية الحالية ، وذلك للحفاظ على أنفسهم ، لأن بقاء النظام التركى هو بقاء لها فى الخارج ، ومنافذ الشر التابعة لهم التى تبث ليل نهار السموم من أجل أن تدمر البلاد، فأى انهيار يحدث للنظام التركى القادم سيكون بمثابة القضاء على الإخوان فى الخارج، وسيكون مصيرهم المطاردة من البلاد.
وأضاف عضو مجلس النواب فى تصريح لـ"انفراد" أن الإخوان هم خدم للنظام التركى، فهم من ينفذون مخططات الدول المعادية ضد مصر، والغريب أنهم وقفوا مع النظام التركى فى أزمتهم وكأنهم أتراك ، فالغريب أن الإخوان الإرهابية يرون أن النظام التركى القائم هو من سيفتتح الخلافة الإسلامية وأوهموا أعوانهم بذلك من أجل الحصول على دعم الإخوان.
وتابع أن الفترة المقبلة سيتحدث مطاردة لكل الإخوان من الأراضى التركية ، نتيجة الازمات التى تتفاقم فى بلادها ، فلن يتحملون وجود الإخوان فى أرضهم ، نظرا لأن النظام التركى سيحتاج إلى فتح صفحات جديدة مع الدول التى افتعل معها الازمات خلال الفترة الماضية لخدمة الاخوان.
فيما أكد إبراهيم ربيع، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن المخابرات التركية هى المتحكم الرئيسى فى الجماعة الإرهابية، وتوجهها كما تشاء لتحقيق مصالح نظام رجب طيب أردوغان.
وأضاف "ربيع"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن المخابرات التركية هى التى توجه التنظيم كيفما تشاء متابعا: "من أساسيات التنظيم الإرهابى التى يعتمد عليها فى ترويج مشروعه، البالونات الإعلامية والبروباجندا الصاخبة، ومعروف موقف الأغا التركى من مصالح الأمة المصرية، وأنه اتخذ التنظيم الإخوانى بعد يناير 2011 حصان طروادة لتحقيق أحلام يقظته فى السيطرة على الإقليم، من خلال تمكين التنظيم من مفاصل الدولة والمجتمع فى مصر، تمهيدا لإعلان أردوغان خليفة عثمانلى جديد".
وأكد القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن هذا التنظيم "ما هو إلا أداة للحرب بالوكالة ضد مصالح الأمة المصرية، فلا يمكن أن يتصرف تصرفا إلا بإرادة وإشراف جهاز المخابرات التركية، الذى يوجه تنظيم الإخوان الإرهابى ويستعمله كقفاز يخفى بصماته فى أثناء عمليات السطو على وعى الجماهير العربية عموما، والمصرية على وجه الخصوص".
وأشار "إبراهيم" إلى أن جماعة الإخوان، تحاول بدعمها الجاهل للاقتصاد التركى، ترد الجميل لنظام رجب طيب أردوغان، الذى يستضيفهم فى إسطنبول ويجعل أجهزة المخابرات التركية تتحكم فى التنظيم.