فى الوقت الذى يواجه فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عواصف متتالية ما بين صراعات سياسية فى الداخل، وسياسة اقتصادية أثارت غضب الأصدقاء والأعداء، فإنه يقابل أيضا حربا مختلفة تتمثل فى التسجيلات السرية.
فخلال رئاسته التى لم تكمل العامين بعد، تم تسريب العديد من التسجيلات السرية للرئيس الأمريكى إما مع مسئولين سابقين فى البيت الأبيض أو لمحادثات أجراها مع قادة العالم أو حتى مع محاميه الشخصى.
أحدث هذه التسجيلات جاءت من مساعدة البيت الأبيض السابقة أوماروزا نيومان. فقد أثارت أوماروزا سخط وغضب ترامب بعد الإعلان عن كتابها الجديد عن الوقت الذى عملت فيه مع الرئيس الأمريكى قبل إقالتها فى ديسمبر الماضى، وكشفها عن تسجيلات سرية واحدة منها كانت مكالمة هاتفية بين وبين ترامب بعد إقالتها، بدا فيها وكأنها لا يعرف بما يجرى فى البيت الأبيض.
وفى التسجيل القصير الذى كشفت عنه أوماروزا، سأل ترامب "أوماروزا ماذا يحدث، لقد رأيت فى الأخبار للتو أنك تفكرين فى المغادرة، ماذا حدث؟"
فأجابت المساعدة السابقة التى تمت إقالتها فى ديسمبر الماضى قائلة "الجنرال كيلى (رئيس موظفى البيت الأبيض) أخبرنى أنكم تريدون منى الرحيل". فرد ترامب قائلا "لا. لم يخبرنى أحد بذلك". وأضاف: تعلمين أنهم يديرون عملية كبرى لكنى لم أعرف بهذا، اللعنة، لا أحب أن تتركينا على الإطلاق".
كانت شبكة "إن بى سى نيوز" قد بث التسجيل الصوتى لكنها حذرت من أنها لا تعرف ما قيل قبل أو بعد المقطع.
وقبل هذا المقطع، زعمت أوماروزا أنها سمعت تسجيلا آخر لترامب قبل توليه الرئاسة يستخدم فيه لفظ "زنجى" العنصرى، وهو ما نفاه ترامب فيما بعد.
وفى الشهر الماضى، سربت وسائل إعلام أمريكية مقطعا صوتيا سجله المحامى الشخصى السابق لترامب، مايكل كوهين، أثناء محادثة بينهما قبل شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية عام 2016، ناقشا فيها دفع أموال لعارضة بلاى بوى سابقة زعمت إنها كانت على علاقة مع ترامب.
وقد صادر "الإف بى أى" التسجيل فى وقت سابق هذا العام خلال مداهمة مكتب كوهين، وتجرى وزارة العدل الأمريكية تحقيقا فى تورط كوهين فى دفع أموال لنساء لإسكات تقارير محرجة عن ترامب قبيل انتخابات 2016، ويريد مسئولو الإدعاء معرفة ما إذا كان هذا انتهاك للقوانين الفيدرالية لتمويل الحملات، ولذلك تعتبر أى محادثة بشأن هذه الأموال يمكن أن تكون محل اهتمام.
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز على هذا الأمر قائلة بأن وجود التسجيل يثير أسئلة إضافية عن الأساليب التى اعتاد ترامب ومساعديه استخدامها للحفاظ على سرية حياته الشخصية والتجارية، كما أنه يسلط الضوء أيضًا على الخطر السياسى والقانونى الذى يمثله كوهين لترامب، فالمحامى الذى كان من قبل حافظ أسرار ترامب، أصبح يرى الآن أنه على استعداد متزايد للتعاون مع المدعين.
وفى أغسطس العام الماضى، قامت صحيفة واشنطن بوست بتسريب نص محادثات لترامب مع الرئيس المكسيكى انريكى بينيا نييتو تناولت مطالبة الرئيس الأمريكى لجارته الجنوبية بدفع ثمن الجدار الحدودى، ومحادثة أخرى مع رئيس الوزراء الأسترالى مالكولم ترنبول. وأثارت هذه التسريبات ضجة كبيرة باعتبارها سابقة لم تحدث من قبل مع رئيس أمريكى.