فى عيد وفاء النيل.. نكشف حقيقة إلقاء المصريين القدماء "عروس النيل" فى النهر.. ونرصد رحلة الفيضان من إثيوبيا وصولا إلى بحيرة ناصر.. رئيس هيئة السد العالى: 162 مليار متر مكعب إجمالى السعة التخزينية لبحي

مثلما كان النيل على عهده ووفائه معهم كان المصريون القدماء يخصونه بقدسية خاصة، فكان له إله وهو الإله حابى رمز الخصوبة، ومن أجله كان المصرى القديم يقدم القرابين فى موعد الفيضان كل عام، والذى نحتفل به اليوم فى الخامس عشر من أغسطس، تزامنا مع بدء السنة المائية فى أول الشهر الجارى، وعلى مدار آلاف السنوات لم يخذل النيل المصريين، ويأتى الفيضان كل عام فى موعده يحمل الخير والنماء لمصر ولم يتأخر عنها يوما ما. أسطورة عروس النيل اكذوبة بهدف تشويه الحضارة المصرية نحتفل فى منتصف شهر أغسطس من كل عام بعيد وفاء النيل، برغم أن العديد من مظاهر الاحتفال قد اختفت وبقى مشهد النيل والتلوث الذى يحاصره من كل جانب، إلا أن المصرى القديم كان يخصص احتفالات خاصة ويقدم القرابين من أجله. ويشرح أشرف بشرى، مرشد سياحى، مظاهر احتفال المصرى القديم بعيد وفاء النيل، قائلا: تظل أسطورة عروس النيل التى كان يتم إلقاؤها احتفالا بهذا اليوم متعلقة بذاكرة المصريين، إلا أنها أسطورة كاذبة ولم تمت للحقائق التاريخية بصلة، فالمصرى القديم كان متحضر ويملك حضارة عريقة فكيف يلقى النساء بالمياه، فكل ما يثار حول هذه الأسطورة أخطاء تاريخية تستهدف تشويه الحضارة المصرية العريقة. ويضيف بشرى لــ"انفراد": كان المصرى القديم يحرص على الاحتفاء بهذا اليوم من خلال النقوش التى تظهر فى وادى الملوك بمحافظة الأقصر، فكانوا يلقون نموذج لعروس بالمياه، ويقيمون الأفراح والحفلات الساهرة على المراكب ويسيرون فى نهر النيل وسط احتفالات صاخبة من كل أطياف الشعب والعجلات الحربية وأسطول الجيوش، وكان يقدمون القرابين والذبائح للإله حابى أملا منهم فى زيادة منسوب المياه العام المقبل، لاستخدامها فى الزراعة ورى الأراضى والبناء، فكان التعدى على النيل من الجرائم الكبرى فى عهد القدماء المصريين، لذا كان النيل يعيش أبهى صوره فى هذا العصر. هيئة السد العالى: 20% من مياه الفيضان قادمة من بحيرة فيكتوريا وبين وفاء المصرى القديم وتقديسه للنيل، ننتقل من آلاف السنوات إلى السنة المائية الجديدة 2018/2019 التى بدأت فى بداية الشهر الجارى، ونرصد أهم استعدادات وزارة الرى لموسم الفيضان هذا العام، حيث كشف المهندس حسين جلال، رئيس هيئة السد العالى وخزان أسوان، عن رحلة الفيضان من دولة إثيوبيا وحتى بحيرة ناصر، موضحا أن مياه الفيضان تتكون من مصدرين 80% منها تأتى من الحوض الشرقى للنيل الأزرق بدولة إثيوبيا، و20% تأتى من بحيرة فيكتوريا بتنزانيا، ولكن يعتمد موسم الفيضان فى مصر على مياه النيل الأزرق والتى تبدأ فى منتصف مايو عند سقوط الأمطار الموسمية فى إثيوبيا وتصل إلى بحيرة ناصر فى بداية شهر أغسطس. وأوضح رئيس هيئة السد العالى، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن المياه التى تأتى من بحيرة فيكتوريا ذات كميات هائلة، إلا أنها يتم فقدانها فى المستنقعات والأحراش وصولا إلى بحيرة ناصر، لافتا إلى أنه عندما يصل الفيضان تكون بحيرة ناصر البنك المائى لمصر فى استقباله بسعة تخزينية تصل إلى 162 مليار متر مكعب، ويتم تخزين المياه بالبحيرة لعدة استخدامات وهى الرى والزراعة ومياه الشرب والاستخدام الصناعى وأخيرا الاستخدام الملاحى. رئيس الهيئة: تخزين قناة مفيض توشكى ومفيض السد العالى حدث خلال عامين 1999/2001 وأشار إلى أنه عند وصول الفيضان بمناسيب غير متوقعة، مثلما حدث خلال عام 1999/2000، وعام 2000/2001، يتم اتخاذ حزمة من الإجراءات الهامة حتى لا تتأثر مصر من الفيضان إذا زاد عن حد استيعاب بحيرة ناصر، فيتم صرف المياه فى مفيض طوارئ السد العالى والتى تستوعب 330 مليون متر مكعب يوميا، لذا قبل موسم الفيضان يتم التأكد من مدى جاهزيتها لأية حالات طوارئ. وأوضح أنه أيضا فى حالة زيادة حد استيعاب بحيرة ناصر عن تخزين مياه الفيضان يتم صرف المياه فى قناة مفيض توشكى والتى تستوعب 350 مليون متر مكعب يوميا، موضحا أنه تم استخدام القناة ومفيض طوارئ السد العالى فى العامين 2000 و2001 بعد قدوم الفيضان مرتفعا عن المناسيب المتوقعة. وأكد رئيس الهيئة قائلا: إن السد العالى وبحيرة ناصر هو البنك المائى لمصر، والنيل سيظل شريان الحياة لنا، لذا نسعى للاستعانة ببرامج تخزين لحسن استغلال كل نقطة مياه. جهاز شئون البيئة: رصد مياه بحيرة ناصر كل 3 أشهر للتأكد من جودة المياه وبعد وصول مياه الفيضان إلى نهر النيل، يبدأ جهاز شئون البيئة بأسوان فى رصد مدى جودة المياه وتوافقها مع المواصفات القياسية الخاصة التى تنص عليها وزارة الصحة فيما يتعلق بصلاحى مياه الشرب، حيث أكد الدكتور ممدوح سيد، رئيس جهاز شئون البيئة بأسوان، أنه يتم عمل رصد كل 3 أشهر لأخذ عينات من مياه بحيرة ناصر لتحليلها بالتعاون مع وزارة الصحة للتأكد من مدى توافر المواصفات القياسية بها، مشيرًا إلى أن النتائج الأخيرة كشفت أن المياه تتوافر بها معايير الجودة المطلوبة. وأشار رئيس جهاز البيئة بأسوان، لـ "انفراد"، أن مصرف كيما كان أكثر المنشآت الصناعية التى كانت تهدد مياه النيل بالمحافظة، إلا أنه بعد البدء فى مشروع المعالجة الثلاثية بمحطات كيما، جاءت النتائج الأولية لآخر عملية رصد تمت لمياه النيل بأنها مطابقة لمواصفات الجودة، مشيرا إلى أن الجهاز يقوم بالتعاون مع شرطة المسطحات المائية وإدارة حماية النيل ووزارة الصحة برصد وتحليل المياه بشكل دورى للتأكد من مدى صلاحيتها قبل الوصول إلى المواطنين.