مهاجرات صنعن التاريخ.. الصومالية إلهان عمر ثانى مسلمة تقترب من الكونجرس الأمريكى "شوكة فى حلق ترامب".. الباكستانية مهرين فاروقى أول مسلمة بالشيوخ الأسترالى.. وترد على دعوة منع نائب لهجرة المسلمين: تجا

فى الوقت الذى تعلو فيه الأصوات والصيحات، بطرد المهاجرين من أمريكا والدول الأوروبية، وترتفع رايات الشعبويات والقوميات، لبث الكراهية والانقسام، يسطر بعض المهاجرين التاريخ ليكتبوا أسمائهم فى أرفع المناصب السياسية فى هذه الدول التى تنادى بطردهم. وأبرز هؤلاء المهاجرين، الأمريكية من أصل صومالى إلهان عمر التى تمكنت من الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة عن ولاية "مينيسوتا"، و "مهرين فاروقى" أسترالية من أصول باكستانية، والتى أصبحت أول نائبة مسلمة فى مجلس الشيوخ الأسترالى. فعندما اندفعت أمواج اللاجئين نحو أمريكا والدول الأوروبية فى السنوات الماضية، اتسع التأييد للأحزاب اليمينية وعاد الحنين إلى القوميات فى تلك الدول، التى كانت ترى أن مساحات واسعة فى دولهم صارت خارجة عن السيطرة لوجود مخيمات أو تجمعات لمهاجرين ولاجئين، شكّلوا أحزمة بؤس. الخوف من موجات التطرف الأتية عبر الدواعش والخلايا النائمة وعلت الدعوات لطرد المهاجرين بسبب خوفهم على أمن بلادهم من مخاطر ستحل مع تزايد موجات التطرف الآتية عبر "دواعش"، وخلايا نائمة، فشكل الهاجس الأمنى العنوان الأساسى فى خطابات الأحزاب اليمينية، وعززتها عند الجماهير العمليات الإرهابية التى يقوم بها تنظيما "القاعدة" او "داعش" فى مختلف الدول الغربية. وكان للرئيس الأمريكى دونالد ترامب دورا كبيرا فى انتهاج هذه الدعوات ودعمها، حيث أصدر قرارا بحظر السفر من بعض البلاد، وأيدته المحكمة العليا فى الولايات المتحدة، وأكدت أن لـ ترامب سلطة تقديرية واسعة فى تعليق الدخول إلى البلاد. وفى ضوء ذلك، قال ترامب، إن سياسة الهجرة فى أمريكا ينبغى أن تكون ببساطة: "لا يمكنك الدخول"، ونقلت شبكة (بلومبرج) الإخبارية عن ترامب القول لأعضاء بالكونجرس، "الأمر غاية فى البساطة. يمكن القول: "معذرةً لا يمكنك الدخول." إلهان عمر.. ثانى مسلمة تقترب من عضوية الكونجرس الأمريكى ورغم كل هذا بزغ نجم إلهان عمر، التى جاءت لاجئة مع عائلتها إلى الولايات المتحدة، وهى طفلة، وفى 2016 فازت فى الانتخابات المحلية فى ولاية مينسوتا، وأصبحت عضوا فى المجلس التشريعى للولاية. ووعدت أول مشرعة صومالية فى الولايات المتحدة بأن تظهر لجيرانها وغيرهم من المهاجرين على الصعيد الوطنى، أن المزيد من الأبواب مفتوحة لهم، وإنها تدرك أنها يمكن أن تكون منارة للأمل لنظرائها اللاجئين من جاليتها، وإن سياستها تعكس أيضا هويتها الأوسع كأم وابنة وأمريكية، وبذلك قد تصبح باعتبارها أول مشرعة صومالية، شوكة فى حلق الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الرافض لسياسية الهجرة. إلهان عمر تفوزبالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطىعن ولاية مينيسوتا كما فازت إلهان عمر أول أمس بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى عن ولاية مينيسوتا، ما يفسح الطريق أمامها لدخول مجلس النواب كإحدى أوائل النساء المسلمات بعد الأمريكية المسلمة من أصل فلسطينى رشيدة طليب. وأعلنت إلهان عمر، وهى مسلمة ترتدى الحجاب وعضو فى مجلس نواب مينيسوتا، فوزها فى الانتخابات التمهيدية فى نتيجة أكدتها وسائل الإعلام الأمريكية، وورد فى بيان على موقعها الإلكترونى «تم إعلان فوز إلهان عمر فى الانتخابات التمهيدية فى السباق لعضوية الكونجرس لتمثيل الدائرة الخامسة فى ولاية مينيسوتا». وأضاف «كأول لاجئة يتم انتخابها لتولى مقعد فى الكونجرس، وثانى امرأة مسلمة بعد رشيدة طليب من ميشيجان، ستحمل إلهان معها منظورا فريدا وطاقة جديدة إلى العاصمة (واشنطن)». وفازت طليب (42 عاما)، وهى محامية، فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى الأسبوع الماضى. ولم يتقدم أى مرشح آخر لمواجهتها وبالتالى ضمنت دخولها إلى مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التشريعية فى نوفمبر الثانى، وقالت عمر فى البيان «كل شخص فينا يعد الإلهام الذى نحتاجه لمواصلة الكفاح من أجل ديموقراطية تقربنا من الوعد الأمريكى بالازدهار للجميع والأمل بغد أفضل». يذكر أن إلهان عمر فازت بترشيح الحزب الديمقراطى لمنصب عضوة فى الكونجرس عن الدائرة الخامسة فى مينيسوتا، على حساب 5 مرشحين، من بينهم رئيس مجلس نواب مينيسوتا وسيناتور بالولاية منذ فترة طويلة، وآخرين. "مهرين فاروقى" أول امرأة مسلمة تدخل مجلس الشيوخ الأسترالى ومن المهاجرين إلى الولايات المتحدة، للمهاجرين إلى إستراليا، ففى الوقت الذى دعا السيناتور الأسترالى كوينزلاند فريجر أنينج، إلى ضرورة العودة إلى سياسة "أستراليا البيضاء" التى تشجع استقبال الأوروبيين المسيحيين فقط، ومنع هجرة المسلمين، حظيت مهرين فاروقى، أمس الأربعاء، بمقعد فى مجلس الشيوخ الأسترالى، لتكون بذلك أول امرأة مسلمة، تنضمّ للمجلس. وعيّن المجلس فاروقى، وهى من أصول باكستانية، لمقعد شاغر به، لتمثل حزب الخضر الذى تنتمى إليه عن منطقة "نيو ساوث ويلز". نائب أسترالى يدعو لمنع هجرة المسلمين وكان أنينج - الذى كان عضوا فى "حزب أمة واحدة" الشعبوى وينتمى حاليا إلى “حزب كاتر الاسترالى" فى مجلس الشيوخ، دعا إلى خفض عدد المهاجرين ومنع قبول المسلمين، مبررا ذلك بالقول إنهم أظهروا باستمرار أنهم الأقل قدرة على الاندماج فى المجتمع. وأضاف أنينج الذى واجه انتقادات لاذعة من كل السياسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء"صحيح أن المسلمين ليسوا جميعهم إرهابيين، لكن كل الإرهابيين اليوم مسلمون، فلماذا يمكن لأحد أن يجلب مزيدا منهم إلى هنا؟" (على حد تعبيره). من جهته شدد رئيس الوزراء مالكولم ترنبول على أن إستراليا هى واحد من أنجح المجتمعات المتعددة الثقافات فى العالم، وقال "لذلك نرفض وندين العنصرية بأى شكل كانت وتصريحات السناتور أنينج مدانة ومرفوضة من قبلنا جميعا". مهرين فاروقى تنتقد منع هجرة المسلمين بدورها، انتقدت فاروقى، أنينج، بأنه "مُحرض على الكراهية"، مُشيرة إلى أن "تجار الكراهية، من أمثال أنينج، لن يتوقفوا عن مهاجمة غير البيض، من أجل زرع الانقسام فى بلادنا من أجل مصالحهم السياسية الضيقة". وكانت فاروقى قد انتقلت إلى العيش فى أستراليا من باكستان عام 1992، وتميزت فى العمل الهندسى والأكاديمى، ولعبت دورا مهما فى تطوير مشروعات حيوية للبنية التحتية فى أنحاء البلاد، وسبق أن عملت على مدار 25 عاما مهندسة مدنية ولها العديد من الإسهامات الأكاديمية وعملت بعدة شركات استشارية ومؤسسات تعليمية فى أستراليا، واقتحمت مؤخرا معترك العمل السياسى حيث أصبحت أول مسلمة أيضا تدخل برلمان "نيو ساوث ويلز" وذلك فى 2013، قبل التحاقها بمجلس الشيوخ اليوم. وتشير أرقام نشرت الشهر الماضى إلى أن عدد المهاجرين بلغ العام الماضى أدنى مستوى له منذ عشر سنوات مع تشديد اجراءات القبول. وقد وصل إلى 162 الف شخص متراجعا عشرين ألفا.