اقتربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من حل أزمة دير الأنبا مكاريوس السكندرى المعروف باسم الدير المنحوت بوادى الريان بعد ثلاث سنوات من الصراع بين الرهبان من ناحية والكنيسة والدولة من ناحية أخرى، بعد إعلان الدولة رغبتها فى شق طريق دولى يمر بالدير وسط رفض الرهبان غير المعترف بهم من قبل الكنيسة.
الأنبا أرميا.. مفتاح الحل
كشف الراهب مارتيروس الريانى، أحد رهبان الدير، تفاصيل جلسات الأيام الماضية التى جمعت المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم بالأنبا أرميا وممثلين عن رهبان الدير وقيادات أمنية لتجاوز الأزمة.
وأوضح الريانى لـ"انفراد"، أن مبادرة المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، تضمنت عدم المساس بأراضى الدير أو مغاراته الأثرية أو قلالى الرهبان أو المزارع والورش وغيرها، مع شق الطريق الدولى من منطقة لا تضر بمصالح الرهبان ومساكنهم ولا تحرمهم من الآبار الجوفية التى تعتبر مصدر المياه الوحيد.
واعتبر الريانى، أن ترتيبات المهندس إبراهيم محلب حفظ حقوق جميع الأطراف فهى من ناحية ستسمح للدولة بشق الطريق، وستحافظ للرهبان على حياتهم الرهبانية داخل أسوار الدير الذى تعبوا فى بنائه منذ سنوات طويلة، معلنًا "خضوع كافة الآباء الرهبان بالدير للبابا تواضروس الثانى والمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وما تراه الكنيسة فى هذا الشأن".
تفاصيل مبادرة الكنيسة ومحلب لحل الأزمة
وأضاف الريانى: تتضمن المبادرة إزالة 500 متر من سور الدير، وهو ما بدأ بالفعل أمس حيث وصلت معدات وزارة النقل وعملت على إزالة المنطقة المتفق عليها بعدما توصلنا مع المهندس إبراهيم محلب لاتفاق يتضمن تغيير الشركة المكلفة بإنشاء الطريق لتتولى شركة "ايوبكو" أعمال الإنشاءات بعدما تعدى علينا عمال ومهندسو الشركة الأولى، وهو ما قبله مستشار الرئيس.
واستكمل: اتفقنا مع وزارتى البيئة المختصة بشأن المحميات الطبيعية من أجل الحفاظ على الحيوانات النادرة بالمنطقة ولتجاوز القضايا المرفوعة بيننا وبينهم، كما اتفقنا مع وزارة الآثار على الحفاظ على اكتشافاتنا الأثرية والمغارات التى سجلناها رسميًا وتعهدت وزارة النقل بعدم هدم أى شىء من ممتلكات الدير مؤكدا أن الأب إليشع المقارى رئيس الدير أرسل خطابين من ألمانيا حيث يجرى عملية جراحية يطالب فيه آباء الدير بالخضوع للبابا تواضروس والرئاسة الكنسية والاستجابة لمبادرة المهندس إبراهيم محلب وهو ما قبلوه بالفعل.
ولفت الريانى، إلى وجود مجموعة صغيرة من طالبى الرهبنة ترفض الانصياع لقرارات رئيس الدير والإجماع العام من الرهبان على الاستجابة لمبادرة الكنيسة، مطالبا الدولة باتخاذ إجراءاتها ضدهم.
وأرجع الريانى، الفضل للأمن ولمحافظ الفيوم وللمهندس إبراهيم محلب وللأنبا أرميا فى حل أزمة الدير، مؤكدا أن الرهبان مشتاقون للعودة إلى حياتهم الرهبانية الهادئة كما كانت قبل سنوات المشاكل.
الريانى: خاضعون للكنيسة حتى وإن رفضت الاعتراف بالدير
وعن مدى جدية الكنيسة فى الاعتراف بالدير رسميًا فى جلسة المجمع المقدس المقبلة بشهر مايو، قال الريانى إن الأمر متروك للرئاسة الكنسية والبابا تواضروس يقرر ما يراه مناسبا وأن الآباء الرهبان خاضعون لأى قرار.
من جانبه، أكد الأنبا أرميا لـ"انفراد"، أن الكنيسة تقترب من حل الأزمة وشق الطريق الدولى، من أجل إرضاء كافة الأطراف، مشددا على أن الرهبان استجابوا لمبادرة الحل بين الكنيسة والدولة، والتى يشرف عليها المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية.
تعود أزمة دير الأنبا مكاريوس المعروف باسم الدير المحفور بوادى الريان إلى عام 2013، حين طلبت الدولة شق الطريق الدولى الذى يمر بمنتصف الدير، ووسطت الكنيسة للتعامل مع الرهبان الذين انقسموا إلى مجموعتين الأولى استجابت للمبادرة، بينما رفضت المجموعة الثانية وتبادلوا إطلاق النار.